تجميد أصول 5 بنوك لبنانية وأعضاء مجالس إدارتها
بيروت - أظهرت وثيقة قضائية اليوم الاثنين أن القاضية اللبنانية غادة عون جمدت أصول خمسة بنوك كبرى وأعضاء مجالس إدارتها بينما تجري تحقيقا في معاملات أجرتها مع مصرف لبنان المركزي.
وينطبق قرار تجميد الأصول بحق بنك بيروت وبنك عوده وبنك سوسيتيه جنرال في لبنان وبنك بلوم وبنك ميد على الممتلكات والمركبات والأسهم في الشركات المملوكة للبنوك أو أعضاء مجالس إدارتها. ولم توجه القاضية حتى الآن اتهامات لأي من الأطراف المعنية بارتكاب أي جريمة.
والتزمت ريا الحسن رئيسة مجلس إدارة بنك ميد وكذلك رئيس مجلس إدارة بنك بلوم سعد الأزهري ومتحدث باسم بنك عوده وبنك بيروت وبنك سوسيتيه جنرال في لبنان، الصمت حيال هذه المعلومات.
وقالت القاضية غادة عون لرويترز إنها أصدرت يوم الخميس قرارات منع سفر بحق رؤساء مجالس إدارة البنوك الخمسة كإجراء احترازي بالتزامن مع التحقيق.
ويخص قرار حظر السفر سليم صفير من بنك بيروت وسمير حنا من بنك عوده وأنطون الصحناوي من سوسيتيه جنرال وسعد الأزهري من بنك بلوم وريا الحسن من بنك ميد.
وتخوض القاضية عون مواجهة عل أكثر من جبهة في قضايا فساد مالي بالبنوك اللبنانية وسبق لها أن استدعت للتحقيق حاكم مصرف لبنان (البنك المركزي) رياض سلامة لكنه امتنع عن المثول في أكثر من مناسبة.
وفي فبراير شباط الماضي اصدرت مذكرة جلب بحق سلامة بعدما تغيب عن حضور جلسات استجواب في إطار تحقيق في إساءة تصرفات فتحته بعد الانهيار المالي في لبنان عام 2019.
وأكدت القاضية غادة عون أنها أصدرت أمر الإحضار بعد تغيب سلامة عن ثلاث جلسات تحقيق منفصلة. وقالت إنها أحالت طلب الإحضار إلى الأجهزة الأمنية.
وطلبت القاضية من سلامة المثول للتحقيق بصفته شاهدا ولم توجه له اتهاما في القضية، بينما سبق أن نفى ارتكاب أي أخطاء ووصف دوافع التحقيقات معه في لبنان وفي الخارج بأنها سياسية.
وكان سلامة قد اتهم القاضية غادة عون بالانحياز ضده. وقال في تصريحات سابقة في يناير/كانون الثاني الماضي إنه أقام دعوى قضائية طلب فيها إبعادها من التحقيقات معه بعد أن أصدرت أمرا بمنعه من السفر. وتبع ذلك قيام القاضية بتجميد أرصدة سلامة وممتلكاته في لبنان ومن بينها عدد من السيارات والمنازل.
وقال مصدر قضائي لرويترز إن التحقيقات التي تجريها القاضية غادة عون تركز على تحايل واختلاس وعمليات "الهندسة المالية" التي أجراها مصرف لبنان والتي منحت البنوك التجارية عوائد ضخمة على مدى عدة سنوات لجذب دولارات إلى لبنان.
وسلامة حاكم لمصرف لبنان منذ قرابة ثلاثة عقود واستمر في شغل المنصب حتى مع الأزمة الطاحنة التي وضعت الاقتصاد على حافة الانهيار تحت وطأة جبل من الديون وانهيار العملة وسقوط قطاعات من المجتمع في براثن الفقر.