الموت المفاجئ يتربص بالناجين من كورونا

دراسة أميركية تجد أن خطر الإصابة بنوبة قلبية وسكتة دماغية ومسببات الوفيات الأخرى أعلى بنسبة 4 بالمئة عند المتعافين من المرض الوبائي مقارنة بغير المصابين.

واشنطن – يربط معظمنا بين فيروس كوورنا مشاكل الجهاز التنفسي، الا ان تبعاتع على اعضاء اخرى باتت تتأكد يوما بعد يوم، اذ حذر بحث أميركي الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد من لآثار جانبية، وصفوها بـ"المفاجئة والمميتة".

وحذرت دراسة نشرتها مجلة "ناتور ميدسين"، من إمكانية معاناة متعافي كورونا من آثار جانبية على المدى الطويل، خاصة في القلب والأوعية الدموية.

ويشير البحث إلى أن المتعافين من كورونا حتى الذين أصيبوا بعوارض بسيطة هم عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومنها عدم اتنظام في ضربات القلب، إلتهاب عضلة القلب وتجلط الدم وقصور القلب وربما الوفاة.

وأضاف "تشمل هذه الآثار السكتة القلبية، التي تحدث عندما يتوقف القلب فجأة".

وتحتاج السكتة القلبية عناية طبية عاجلة في عين المكان، بما في ذلك الإنعاش القلبي الرئوي، وإلا فإن الشخص سيموت.

واستند الباحثون إلى قاعدة بيانات واسعة النطاق للسجلات الصحية برعاية وزارة شؤون المحاربين القدامى في الولايات المتحدة والتي شملت حوالى 153760 مريضاً أصيبوا بكورونا.

وقارن الباحثون هذه المجموعة مع مجموعة أخرى تخطى عددها 5 ملايين من المحاربين الذين لم يصابوا بالفيروس ومجموعة ثالثة عددها حوالى 5.8 ملايين محارب استخدم الرعاية الصحية قبل ظهور الجائحة.

وأظهرت نتائج الدراسة الجديدة أن خطر الإصابة بنوبة قلبية وسكتة دماغية ومسببات الوفيات الأخرى أعلى بنسبة 4% عند المتعافين من كورونا مقارنة بغير المصابين.

حتى الذين أصيبوا بعوارض بسيطة هم عرضة لتبعات الخطيرة للفيروس

وفق كبير الباحثين من كلية الطب بجامعة واشنطن زياد العلي "قد يجد الناس أن نسبة 4% ليست بنسبة كبيرة ولكن علينا أن نأخذ بالاعتبار العدد الهائل للأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس في الولايات المتحدة وعلى مستوى العالم. وعليه، تظهر هذه النتائج أن الفيروس سيترك ندوباً أو آثاراً على الأشخاص وبعض هذه الحالات قد تكون حالات مزمنة، وبالتالي سيصبح لدينا جيل يحمل آثار الفيروس لمدى الحياة وهذا يتطلب وعياً واهتماماً".

وكان الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا أكثر عرضة بنسبة 2.5 بالمئة للإصابة بالسكتة القلبية في العام التالي مقارنة مع أولئك الذين لم يصابوا بالفيروس".

وزاد الخطر في الإصابة بقصور القلب بنسبة 72% أو حوالى اصابة 12 شخصاً إضافياً في مجموعة المتعافين من كورونا لكل 1000 دراسة.

كما أظهر البحث أن الأشخاص المتعافين من كوفيد عانوا زيادة في الإصابة بـ20 مشكلة في أمراض القلب خلال 12 شهراً على الإصابة بما في ذلك الجلطات الدماغية والدموية وعدم انتظام ضربات القلب والمتلازمة التاجية الحادة والانسداد الرئوي.

وعلى سبيل المثال هناك حوالى 52% كانوا عرضة أكثر للإصابة بسكتة دماغية مقارنة بالمجموعات المسيطر عليها".

وذكر الباحثون أن هذه المخاطر تستهدف الشباب وكبار السن، كيفما كانت حالتهم الصحية.

ويوضح زياد العلي أنّنا "نعلم أن الإصابة بالفيروس من شأنها أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب عند الأشخاص الذين هم عرضة للإصابة بها مثل المدخنين، مرضى السكري، الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم مرتفع، ولكن ما وجدناه كان مختلفاً ومثيراً للقلق لأن الأشخاص الذين هم بصحة جيدة وليسوا من ضمن مجموعات الخطر عانوا أيضاً من مشكلات في القلب بعد إصابتهم بكورونا".

وكان لافتاً زيادة المعدلات لدى البالغين الأصغر سناً، الذين لم يدخنوا أبداً وعند الجنسين، ما يؤكد أن خطر الفيروس لا يميز أحداً.

ويرى العلي أنه "بالرغم من أن مشاكل القلب كانت أعلى عند الحالات الشديدة المصابة بكورونا إلا أن المخاطر والأعباء وجدت أيضاً عند الأشخاص الذين لم يدخلوا إلى المستشفى أبداً، وهي تمثل شريحة كبيرة من الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا".