العالم يدخل في حالة طوارئ مع جدري القرود

منظمة الصحة العالمية تطلق أعلى مستوى تحذير لغايات الدفع باتجاه تعاون دولي منسق لمجابهة المرض المُعدي.

لندن - قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس السبت إن تفشي جدري القرود سريع الانتشار يمثل حالة طوارئ صحية على مستوى العالم، وهو أعلى مستوى تحذير للمنظمة.
ويهدف وصف منظمة الصحة العالمية لجدري القرود بأنه "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا" إلى دق ناقوس الخطر بأن هناك حاجة إلى تعامل دولي منسق ويمكن أن يفتح الباب أمام التمويل والجهود العالمية للتعاون في تبادل اللقاحات والعلاج.
وأعلن غيبريسوس عن قراره إعلان حالة الطوارئ الصحية خلال تصريح لوسائل الإعلام في جنيف، وأكد أن اللجنة لم تتمكن من التوصل إلى توافق في الآراء، حيث أيد الإعلان ستة أعضاء وعارضه تسعة.
وأوضح تيدروس أنه تعين عليه التدخل حتى يكون الصوت المرجح لحل الخلاف حول إعلان تفشي مرض جدري القردة "حالة طوارئ صحية عالمية".
وقال "على الرغم من أنني أعلن حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا، إلا أن هذا التفشي يتركز في الوقت الحالي بين الرجال المثليين، وخاصة أولئك الذين لديهم شركاء متعددون".

التفشي يتركز حاليا بين الرجال المثليين، وخاصة من لديهم شركاء متعددون

وفي حالات مماثلة سابقة كان غيبريسوس يتبع دائما توصيات اللجنة، لكن المصدرين المطلعين قالا إنه قرر على الأرجح دعم أعلى مستوى من التأهب بسبب مخاوف من تصاعد حالات الإصابة ونقص المعروض من اللقاحات والعلاجات على الرغم من عدم تأييد الأغلبية.
وقال لورانس جوستين، الأستاذ في جامعة جورجتاون بواشنطن والذي يتبع منظمة الصحة العالمية، إنه أشاد بالشجاعة السياسية للمنظمة.
وأضاف ان القرار "ما هو إلا خطوة لتحسين مكانة منظمة الصحة العالمية. النتيجة الصحيحة واضحة- عدم إعلان حالة الطوارئ في هذه المرحلة سيكون فرصة تاريخية ضائعة".
وجرى تسجيل أكثر من 16 الف حالة إصابة بجدري القردة في أكثر من 60 دولة حتى الآن هذا العام، بالإضافة إلى خمس وفيات في أفريقيا.
وينتشر المرض الفيروسي عن طريق الاتصال الوثيق ويتسبب في أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا وبثور على الجلد مليئة بالصديد.
وحتى الآن تم تطبيق وصف حالة طوارئ عالمية على جائحة كورونا والجهود المستمرة للقضاء على شلل الأطفال.
وتواجه منظمة الصحة العالمية والحكومات ضغوطا شديدة من العلماء وخبراء الصحة العامة لاتخاذ المزيد من الإجراءات بشأن جدري القردة.
وارتفعت حالات الإصابة بجدري القردة بشكل كبير منذ اجتماع اللجنة لأول مرة في نهاية يونيو/حزيران عندما كان عدد الحالات حوالي ثلاثة آلاف فقط.
وفي ذلك الوقت وافق فريق الخبراء على إعادة النظر في موقفهم من إعلان الطوارئ إذا تصاعد تفشي المرض.
وكانت إحدى القضايا الرئيسية التي تدفع إلى إعادة التقييم هي ما إذا كانت الحالات -التي تنتشر بشكل شبه كامل بين الرجال المثليين- ستنتقل إلى مجموعات أخرى لا سيما الأطفال أو غيرهم ممن كانوا عرضة للإصابة بالفيروس في حالات تفشي سابقة في بلدان أصابها الوباء.
وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة أول حالتي إصابة بجدري القردة في طفلين.
وكانت اللجنة قد قالت إن أي تغييرات على الفيروس نفسه قد تدفعها إلى إعادة التفكير.