تركيا تتضامن مع السعودية في وجه حملة ضغوط أميركية

وزير الخارجية التركي يؤكد أن التنمر الأميركي على السعودية بسبب قرار أوبك+ خفض إنتاج النفط غير مقبول وأنه يمكن للأميركيين أن ينتقدوا الخفض لكن من غير الصائب تهديد المملكة.

أنقرة - انضمت تركيا اليوم الجمعة إلى قائمة الدول التي عبرت عن تضامنها مع السعودية في مواجهة حملة أميركية ضد المملكة على خلفية قرار أبوك+ خفض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يوميا على خلاف ما تطالب به الولايات المتحدة.

واعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن التنمر الأميركي على السعودية والذي جاء في سياق غضب في الولايات المتحدة بسبب قرار الكارتل النفطي بخفض الإنتاج، "عمل غير صائب".

وقال الوزير التركي الذي دشنت بلاده مرحلة جديدة في العلاقات مع المملكة بعد سنوات من التوتر والعداء "نرى أن هناك دولة تهدد السعودية، هذا التنمر ليس صائبا"، مضيفا "ارفعوا العقوبات عن إيران إذا كنتم تريدون انخفاض أسعار النفط، فلا يمكنكم حل المشكلة عبر تهديد دولة واحدة (في إشارة إلى السعودية)".

وفيما يخص أسعار النفط، أوضح جاويش أوغلو في تصريحات أدلى بها من ولاية مرسين جنوبي تركيا، أنه توجد عدة عوامل تؤثر في الأسعار، مثل زيادة أو تخفيض كميات الإنتاج والحرب الروسية الأوكرانية ومحاولة استخدام الطاقة كسلاح.

ولفت إلى أن "القرار الأخير (خفض إنتاج النفط) يؤثر على الجميع، لكنه قرار اتخذته دول أوبك، قد يعجبكم هذا وقد لا يعجبكم، لكننا نرى أن هناك دولة تهدد السعودية مؤخرا، هذا التنمر ليس أمرا صائبا".

وتابع "يمكنكم انتقاد القرار والإعلان بأنه لم يعجبكم، نحن أيضا لا يعجبنا ارتفاع الأسعار لكننا لا نقوم باستخدام لغة التهديد"، مؤكدا أن "ضغط الولايات المتحدة على السعودية أو أي دولة أخرى، أمر ليس صائبا، كما أن العالم بحاجة أيضا للنفط والغاز الفنزويلي وشاهدنا مؤخرا تخفيف العقوبات على فنزويلا، ومن جهة أخرى هناك عقوبات مفروضة على النفط الإيراني".

ويأتي التضامن التركي مع السعودية في مواجهة حملة الضغط الأميركية بينما دشنت أنقرة والرياض في الفترة الأخيرة مرحلة جديدة أسست لطي صفحة خلافات الماضي، بينما لا تزال خطوات التقارب وإعادة تطبيع العلاقات في مراحلها الأولى، لكن البلدان أكدا عزمهما على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

وتسعى تركيا التي تئن تحت وطأة أزمة اقتصادية طاحنة وتعاني من حالة اضطراب مالي وارتفاع في معدل التضخم وضعف في قيمة العملة الوطنية الليرة  بعد موجة انهيارات متتالية، إلى إعادة تصحيح مسار العلاقات مع الخليج وبدأت بالفعل في تسوية الخلافات مع الإمارات والسعودية على أمل فتح منافذ أوسع للتنفيس عن أزمتها الاقتصادية واستقطاب المزيد من الاستثمارات الخليجية واستعادة ثقة السائح الخليجي لانعاش قطاع السياحة المتعثر.