إيران تتجاهل انتقادات دولية بتنفيذ عملية إعدام ثانية

طهران تعدم رجلا شنقا علانية بتهمة 'محاربة الله' بعد إدانته بقتل اثنين من أفراد الأمن خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
إيران تتستر وراء العباءة الدينية لتبرير القمع غير المسبوق بحق المتظاهرين
وزيرة خارجية ألمانيا تعتبر الاعدامات في إيران محاولة سافرة لترهيب المحتجين

طهران - تواصل الحكومة الإيرانية التلويح بسلاح الإعدام لترهيب المحتجين ووضع حد للمظاهرات السلمية المنددة بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني رغم تصاعد الانتقادات الدولية بعد إعدام أول محتج الأسبوع الماضي.
وذكرت وكالة أنباء ميزان التابعة للسلطة القضائية في إيران أن طهران أعدمت رجلا شنقا علانية اليوم الاثنين بعد إدانته بقتل اثنين من أفراد قوات الأمن في ثاني عملية إعدام مرتبطة بالاحتجاجات المناهضة للحكومة خلال أقل من أسبوع.
وقالت ميزان إن "ماجد رضا رهنورد أعدم شنقا علنا في مدينة مشهد (الشيعية المقدسة) هذا الصباح ... وكان قد حُكم عليه بالإعدام بتهمة ’محاربة الله’ بعد قتله اثنين من قوات الامن طعنا".
وتتستر إيران دائما وراء العباءة الدينية أو من خلال تبني نظرية المؤامرة لتبرير القمع غير المسبوق بحق المتظاهرين.
وأعلن القضاء الإيراني إدانة 11 شخصا بالإعدام حتى الآن على خلفية الاحتجاجات، لكن نشطاء يقولون إن حوالي 12 آخرين يواجهون تهما قد تؤدي إلى تسليط عقوبة الإعدام عليهم.
وأدانت الولايات المتحدة وحلفاؤها إعدام إيران لرجل آخر، هو محسن شكاري، بعد أن أدين يوم الخميس بطعن حارس أمن بسكين وقطع أحد شوارع طهران.

وقالت وزيرة خارجية ألمانيا آنالينا بيروبك الاثنين أن الاعدامات الأخيرة في إيران "محاولة سافرة لترهيب" المحتجين موضحة قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل "هذه الإعدامات محاولة سافرة لترهيب الشعب ليس لنهيه عن ارتكاب جرائم بل لعدم التعبير عن آرائه في الشارع لأنه يريد ببساطة العيش بحرية".

وذكرت جماعات حقوقية أن شكاري تعرض للتعذيب وأجبر على الاعتراف حيث قال هادي قائمي المدير التنفيذي لـ"مركز حقوق الإنسان في إيران" ومقره نيويورك، إنه ما لم "تكثّف الحكومات الأجنبية بشكل كبير" الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على إيران، فإن العالم "يرسل الضوء الأخضر لهذه المذبحة".
وأفادت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" ومقرها أوسلو "مثل جميع السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، حُرم (صدر) من الاتصال بمحاميه أثناء الاستجوابات والإجراءات والمحاكمة الصورية".
بدورها قالت منظمة العفو الدولية إن السلطات الإيرانية تسعى إلى إعدام ما لا يقل عن 21 شخصا فيما وصفته بأنه "محاكمات صورية تهدف إلى ترهيب المشاركين في الانتفاضة الشعبية التي هزت إيران".
واستدعت إيران السبت والجمعة مرة أخرى سفيري بريطانيا وألمانيا للاحتجاج على تصرفات بلديهما، في إجراء هو الخامس عشر خلال أقل من ثلاثة أشهر يشمل دبلوماسيا مع تواصل التظاهرات.
ويطالب معارضون إيرانيون الدول الغربية لتصعيد تحركاتهم بحق الحكومة الإيرانية وذلك بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وطرد مبعوثيها من العواصم الأوروبية.
وتمثل الاحتجاجات، التي اندلعت في شتى أنحاء إيران بعد وفاة أميني (22 عاما) في مقر للشرطة في 16 سبتمبر/أيلول، أحد أكبر التحديات للحكم الديني في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.