بروفة حرب في جنين مع انتقال التصعيد من غزة إلى الضفة

القوات الإسرائيلية تقتل 9 فلسطينيين بينهم امرأة مسنة في مخيم جنين، بينما يوحي هذا التصعيد بقرب انتقال المواجهة من قطاع غزة إلى الضفة بعد صمت حماس على استهداف الجيش الإسرائيلي للجهاد الإسلامي في القطاع.

جنين (الضفة الغربية) - سلطت عملية عسكرية واسعة نفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين بالضفة الغربية، الضوء على انتقال تركيز الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة على الضفة، وهو سيناريو كان متوقعا على نطاق واسع منذ التزام حركة حماس الصمت كلما تعرضت حركة الجهاد في القطاع لهجمات إسرائيلية دقيقة.

وقال شهود ومسعفون إن القوات الخاصة الإسرائيلية قتلت تسعة فلسطينيين بينهم امرأة مُسنة وأصابت 12 آخرين خلال اشتباكات مع مسلحين اليوم الخميس في بلدة تشهد قلاقل بالضفة الغربية المحتلة.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن القتلى في جنين هم سيدة مُسنة وثمانية رجال. ولم تتوفر على الفور تفاصيل أخرى بشأن هوياتهم.

ووفقا للوزارة، قُتل 29 فلسطينيا على الأقل، من بينهم مسلحون ومدنيون، على أيدي القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ بداية العام.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه أرسل قوات خاصة إلى جنين لاعتقال أعضاء من حركة الجهاد الإسلامي المسلحة المشتبه في تنفيذها "عدة هجمات كبرى" والتخطيط لها وأطلقت الرصاص على العديد منهم بعد أن فتحوا النار.

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن مسلحين تابعين لها خاضوا اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في أثناء اقتحامها مخيم جنين للاجئين، وهو معقل لنشطاء تندر فيه مثل هذه المداهمات المتوغلة كثيرا في عمقه.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن رجالها أيضا شاركوا في الاشتباكات، في إعلان يؤكد كذلك رغبة الحركة في انتقال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي إلى الضفة الغربية حيث مقر السلطة الفلسطينية في رام الله وأين تتواجد حركة فتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وحصيلة القتلى هي الأعلى في جنين منذ سنوات ودفعت حركة الجهاد الإسلامي إلى التحذير من أن الهدنة التي أبرمتها مع إسرائيل، بعد تبادل قصير لإطلاق النار عبر حدود قطاع غزة العام الماضي، قد تكون في خطر.

وقال مسؤول في الجهاد الإسلامي إنهم تواصلوا مع وسطاء وأبلغوهم أن ما يحدث في جنين هو حرب إسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وأن الأمر لن يتوقف عند جنين محذرا من أن استمرار العنف قد يؤدي إلى تصعيد في أماكن أخرى.

وعند مداخل أزقة المخيم الضيقة، ألقى شبان الحجارة على مركبات للجيش الإسرائيلي. ودوت أصوات إطلاق نار وانفجارات بين الحين والآخر عندما فجر مسلحون قنابل بدائية.

وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية وانقشاع الدخان والغاز المسيل للدموع، تدفق سكان المخيم، الذين احتموا من الاشتباكات، للتحقق من الإصابات. ولحقت أضرار جسيمة بمبنى من طابقين كان محور القتال.

ولم يسقط قتلى في صفوف القوات الإسرائيلية. وذكر بيان الجيش أن فلسطينيا واحدا على الأقل اعتُقل خلال المداهمة.

وجنين من مناطق شمال الضفة التي كثفت فيها إسرائيل مداهماتها على مدى العام الماضي بعدما شن مسلحون هجمات شوارع في مدن إسرائيلية. وخيم العنف أكثر على محادثات متوقفة ترعاها واشنطن تهدف لإقامة دولة للفلسطينيين. وأدى الجمود أيضا إلى تزايد الدعم الفلسطيني لحركتي حماس والجهاد الإسلامي.

ومنذ فوز أحزاب اليمين الديني المتطرف في الانتخابات الأخيرة وعودة بنيامين نتنياهو للسلطة وإحاطة نفسه بائتلافات متشددة يتقدمها حزب الصهيونية الدينية و'عوتسما يهوديت' (العظمة اليهودية أو القوة يهودية)، تسود مخاوف من تصعيد عسكري إسرائيلي خطير قد يفجر موجة عنف وعنف مضاد متنقلا بين القدس وأحيائها إلى مدن الضفة وقراها.

وتدفع هذه الأحزاب إلى تغيير قواعد الاشتباك مع الفلسطينيين ويركز ايتمار بن غفير زعيم القوة اليهودية والذي تولى منصب وزير الأمن القومي في حكومة نتيناهو، على دعم الاستيطان في الضفة وتصعيد المواجهة مع الفصائل الفلسطينية وتضييق الخناق على العرب داخل إسرائيل.

وإلى حدّ الآن تبدو المؤشرات على نشوب حرب ضعيفة، لكن ثمة بوادر على استدعاء الحرب وسط تصعيد إسرائيلي وتهديدات فلسطينية بالرد.