محمد المالكي يقدم مسيرته الفنية في معرض استيعادي

التشكيلي التونسي يبرز بمعرضه الجديد مكانة الفن من التراث إلى الهوية والذات.

على إيقاع حبات المطر الصيفي بالمدينة العتيقة ومن دروب وأزقة المكان كان الاتجاه نحو متحف قصر خير الدين مساء الجمعة من قبل جمع من رواد الفضاء وأحباء الفنون التشكيلية وجمع من الفنانين والإعلاميين، حيث الأعمال التي تحلت بها جدران الفضاء الرائق في تناغم تخيره الفنان محمد المالكي الذي سعى للمواءمة بين اللوحات المنجزة وما جاورها من كلمات خطها على سبيل الشعر...

حدث ذلك وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية وبلدية تونس وضمن نشاطه الفني والجمالي لعقود من الزمن ليقترح الفنان التشكيلي محمد المالكي معرضه الشخصي هذا المعنون بـ"بين التشكيل والشعر... أشعار بعد الستين" والذي ضم عددا من أعماله الفنية مصحوبة بكتاباته الشعرية ليكون الافتتاح بفضاءات قصر خير الدين بالمدينة العتيقة يوم الجمعة 09 يونيو/حزيران الجاري وهو معرض يندرج ضمن دعم صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني ويكون النشاط من خلال هذا المعرض متواصلا إلى غاية يوم 30 يونيو/حزيران 2023.

لوحات متنوعة ونصوص كذلك في سفر للفنان بين التلوين والشعر ومنها هذا النص "اللون ظل الفنان.. النغم لحن الفنان.. قوس قزح وسبع ألوان.. سلم الموسيقى وسبع أنغام.. ففي كل يوم يكون لي ظل.. وفي كل يوم يكون لي نغم.. وأكون قد أتممت سبعة أيام.. الألوان والأنغام والأيام.. على المحمول نرسمها.. نقاطا خطوطا وأشكال...".

والفنان محمد المالكي عضو الهيئة المديرة لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين وشارك في عدد من التظاهرات الفنية ومنها المعارض الجماعية، فضلا عن معارضه الخاصة ومن ذلك مشاركته مؤخرا بعمل فني كبير الحجم بمعارض أيام قرطاج للفن المعاصر بمدينة الثقافة المنتظمة في الفترة من 26 إلى 30 من شهر مايو/أيار المنقضي. وهو الذي جاء من مدن الشمال التونسي وتمرس بالحرف وسافر ضمنها مبكرا إلى فرنسا وإيطاليا وإسبانيا حيث التربصات وامتلاك الخبرات..

في التصاميم والنماذج والديكور... إلى جانب فنون الموضة.. قاده هذا النهج منذ السبعينات إلى واحة اللوحة وظلال الألوان فغدا شابا عاشقا لفنون التشكيل وعوالم الألوان.. وبإحساسه المرهف تجاه الأرض وألوانها الملائمة تخير الفنان محمد المالكي ضربا من العلاقة الحميمة معها في تنويع تشكيلي ينهل من التراث باعتباره كونا من الخصوصية والملامح والتواريخ.. ضمن مراحل ومراوحات من مراوحاته الجمالية التي تقول بالتراث والخصوصية المحلية من حيث اللباس والحلي والخلال والعلامات الدالة في المنسوجات والأعمال الجديدة التي تحدثنا عنها وكلها تجمع بين توق الفنان إلى الاصداح بحيز من المخزون كمحصلة وجدانية وثقافية وإحداث المتعة الفنية البصرية لدى المتقبل المتجول في تفاصيل اللوحات الذي يجد أشياء من أرضه وبالأحرى بلده تونس.. تم في طور فني جديد مع الخصوصية والهوية البينة في الأعمال بتجريدية متأنقة على غرار عمله "مريول فضيلة" من حيث الألوان والخطوط والزخرف.. وتتعدد اللوحات عند المالكي لتذهب إلى عناوين من الوجدان التونسي..

إن محمد المالكي بهذا المعرض الجديد ضمن مشاريع الدعم وفي متحف خير الدين بالمدينة العتيقة يبرز مكانة الفن من التراث إلى الهوية والذات التي تحلم بالكلمات في الشعر والحياة تسعى للتجدد والبحث عن التفاعلات الجمالية الجديدة مع اللوحة والمتلقي في تجربته..

معرض آخر للمالكي في سياق التجربة يتم افتتاحه عشية يوم الجمعة 9 يونيو/حزيران الجاري بقصر خير الدين ليتواصل إلى غاية يوم 30 من نفس الشهر.. معرض وتجربة وسفر مع الألوان.. ومحطات قادمة للفنان محمد المالكي من خلال معارض بأماكن أخرى وكتاب فني قيد الإعداد عن التجربة والمسيرة...