جنين تتحول لساحة حرب بعد هجوم إسرائيلي كبير

الجيش الإسرائيلي يستخدم المروحيات لأول مرة في المخيم منذ نحو عقدين ما أسفر عن مقتل 4 فلسطينيين وسط مخاوف من تداعيات هذا التصعيد.
جرح 6 اسرائيليين من وحدة المستعربين في جنين بعد استهداف عربتهم بعبوة
السلطة الفلسطينية تحذر من ارتكاب جرائم في جنين من قبل الجيش الاسرائيلي

رام الله - تشن القوات الإسرائيلية هجوما كبيرا على مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة استخدم فيه سلاح الجو لأول مرة منذ نحو عقدين وسط مخاوف من تداعيات هذا التصعيد وإمكانية عودة القتال بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد فترة من التهدئة.
وأطلقت مروحية إسرائيلية فجر الإثنين صواريخ خلال عملية المداهمة حيث اندلعت اشتباكات عنيفة، بحسب والجيش الإسرائيلي.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة 62 آخرين بينهم 13 بين اصابات خطرة وحرجة" خلال المداهمة مشيرة إلى مقتل كل من خالد عزام عصاعصة (21 عاماً) وقسام فيصل أبو سرية (29 عاماً) والفتى أحمد يوسف صقر (15 عاما)وقيس مجدي عادل جبارين (21 عاما).

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "مروحيات عسكرية إسرائيلية فتحت النيران تجاه المسلحين للمساعدة في انسحاب الجنود" مشيرا "دارت اشتباكات كثيفة مع مسلحين فلسطينيين".
وافاد مصور عن وقوع "اشتباكات عنيفة غير مسبوقة" في مخيم جنين.
وقال شهود عيان في جنين أن مروحية إسرائيلية أطلقت صاروخا على الأقل باتجاه بناية سكنية، ونشر ناشطون مقاطع فيديو تظهر المروحية وتصاعد الدخان من البناية.
وهذه أول مر يقصف فيها الجيش الإسرائيلي مبان مدنية في الضفة الغربية منذ اجتياح الضفة الغربية وإعادة احتلالها عام 2002.
من جهتها، قالت إذاعة صوت فلسطين (حكومية) إن "عشرات الآليات العسكرية المصفحة اقتحمت جنين".
وأضافت أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت المدينة ومخيمها، ونشرت قناصتها فوق بعض المنازل، ودارت مواجهات عنيفة في عدة مناطق أطلق الجنود خلالها الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام.
من جهته قال نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، لتلفزيون فلسطين، إن "جرائم الاحتلال الإسرائيلي لا تتوقف، الجريمة اليوم في جنين رافقها عمليات قصف جوي للمنازل والمدنيين".
وأضاف "دخول طائرات الأباتشي على خط عدوان الاحتلال في جنين، خطير والمقاومون يواصلون التصدي للاحتلال".

الفصائل الفلسطينية هددت بالرد على انتهاكات الجيش الاسرائيلي
الفصائل الفلسطينية هددت بالرد على انتهاكات الجيش الاسرائيلي

بدورها، أعلنت "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في سلسلة برقيات على تليغرام، خوضها اشتباكات مع الجيش في أكثر من نقطة "وتحقيق إصابات مباشرة بين الجنود".
وقالت: "رداً على العدوان المستمر نفذ مجاهدونا ضربة نوعية في صفوف قوات الاحتلال، حيث تمكنوا من تفجير عدد من عبوات التامر المعدة مسبقاً في ناقلة جند صهيونية ما أدى إلى إعطابها ومحاصرة من فيها واستهدافها بصليات كثيفة من الرصاص".
فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن ستة جنود من وحدة "المستعربين" أصيبوا بجروح بين طفيفة ومتوسطة، إثر تفجير مُدرعة أقلتهم خلال الانسحاب من أحد المواقع بمدينة جنين، أثناء عملية عسكرية ضد مسلحين فلسطينيين.
ومنذ أكثر من عام يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات بالضفة الغربية تتركز في مدن نابلس وجنين بدعوى ملاحقة مطلوبين، ترافقها عادة مواجهات بين الطرفين وتبادل إطلاق للنار.
منذ بداية كانون الثاني/يناير، قُتل ما لا يقل عن 160 فلسطينيا، وعشرون إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي في مواجهات وعمليات عسكرية وهجمات، حسب حصيلة تستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون بينهم قصّر وثلاثة من عرب إسرائيل.
وغالبا ما ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات مداهمة يقول إنها "استباقية ووقائية" لمدن وقرى وبلدات فلسطينية لاعتقال مطلوبين لديه ويتخلل هذه المداهمات مواجهات مع السكان الفلسطينيين.