'المعجم التاريخي للغة العربية' هدية الشارقة لجامعة هانكوك

أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب قدم المجموعة الكاملة من المجلدات إلى معهد الدراسات العربية في جامعة هانكوك.

بتوجيهات من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، قدّم أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، المجموعة الكاملة من المجلدات الصادرة لـ"المعجم التاريخي للغة العربية" إلى معهد الدراسات العربية في جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية، ليكون هدية الشارقة إلى القرّاء والباحثين والمهتمين في دراسة المنطقة العربية وتاريخ لغتها وآدابها وفنونها القديمة والمعاصرة.

جاء ذلك خلال زيارة لمقر الجامعة التي تأسست في 1954 بالعاصمة الكورية الجنوبية سيؤول، بالتزامن مع احتفاء "معرض سيؤول الدولي للكتاب" بالشارقة ضيف شرف دورته الـ65، والتقى خلالها العامري بعدد من رؤساء الكليات والمعاهد في الجامعة، حيث ناقش مع يو دال سونغ مدير الجامعة ورئيس قسم الدراسات الفارسية، وكيم إن-تشول المدير السابق للجامعة، والبروفيسورة نبيلة يون كيون رئيسة قسم اللغة العربية بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية، أهمية اللغة العربية، وجهود إمارة الشارقة ومبادرات حاكم الشارقة في نشر النتاج المعرفي وإيصاله إلى أكبر عدد من المهتمين باللغة العربية.

ونقل العامري تحيات حاكم الشارقة إلى رئيس جامعة هانكوك وأعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية في معهد الدراسات العربية، وأهدى العامري النسخة المترجمة للغة الكورية من كتاب حاكم الشارقة "سرد الذات" لمكتبة المعهد والمركز، في إضافة معرفية للمراجع البحثية التي تضمها الجامعة حول الثقافة العربية ومنطقة الخليج العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة، إذ يروي الكتاب قصة حياة حاكم الشارقة والأحداث التاريخية التي شهدها منذ طفولته حتى سبعينات القرن الماضي، وتأخذ القارئ في رحلة تعرفه إلى الواقع الإماراتي والخليجي والعربي، وتظهر له المنعطفات والتحديات والإنجازات التي مرت بها إمارة الشارقة والمنطقة بأسرها.

من جانبه، توجه مدير الجامعة يو دال سونغ بالشكر لحاكم الشارقة على إهداء الجامعة المعجم التاريخي للغة العربية، مشيرا إلى أن ذلك يعد إضافة نوعية لمصادر الاطلاع والبحث في تاريخ وراهن العربية، ويشكل فرصة ثمينة أمام المتخصصين الكوريين في تعميق معرفة الثقافة الآسيوية بهوية الثقافة العربية بصورة عامة، مشيدا بدور الشارقة وتأثيرها في مد جسور التواصل بين الثقافة الإماراتية والعربية ومختلف حضارات العالم، واعتبر الشارقة نموذجا للمدن الرائدة في الاستثمار في الثقافة وتكريس قوة الكتاب في بناء المجتمعات، وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

بدورها، أكدت نبيلة يون كيون أن الشارقة تمثل بالنسبة لكوريا الجنوبية وللعاملين في الشأن الثقافي والأكاديمي، العاصمة الحقيقية والأولى للثقافة العربية، مشيرة إلى أنها تمثل وجهة لكل من يريد التعرف والتعمق في تاريخ الثقافة العربية وجماليتها وفنونها وآدابها.

وقالت "بحكم تخصصي في الدراسات الشرق أوسطية والعربية، فقد زرت الشارقة مرات عديدة، وتفاجأت بحجم الاهتمام الذي يوليه حاكم الشارقة بالثقافة وباللغة العربية، إذ وجدت أن سموّه يوظف اللغة العربية وسيلة حوار مركزية ليس على المستوى العربي وحسب، وإنما على المستوى العالمي، ولا يتوقف عن دعم المؤسسات المعنية بها في مختلف بلدان العالم".

وأضافت: شهدت في الشارقة استقبالا غير مسبوق، ورغبة كبيرة في فتح أفق التواصل مع المؤسسات الأكاديمية والمعرفية المهتمة بالثقافة واللغة العربية، وأجد أن الشارقة بما تمتلكه من معاهد وجامعات ومكتبات لا تتوقف عن العمل للنهوض بالثقافة وتقديمها مساحة حوار بناء وتواصل مثمر مع حضارات العالم، وهي تمثل نموذجا عالميا لعواصم المعرفة والإنتاج الإبداعي، وخير دليل على ذلك الهدية التي تقدمها اليوم لمكتبة مركز الدراسات العربية في جامعة هانكوك، المتمثلة في "المعجم التاريخي للغة العربية" الذي يشكل بوابة واسعة أمامنا للتعمق في فهم ودراسة العربية ونتاجها المعرفي والإبداعي".