
الحنين يطل من لوحات نجلاء عبدالشكور في 'سمبوزيوم الدولي للفنون مدن'
يبقى شغف الفنانة التشكيلية السعودية، بالماضي، وبالتراث والموروث الثقافي والشعبي لوطنها، حاضراً في جُلّ لوحاتها.
ويظل تعلقها بالزمن الجميل الذي عاشه الآباء والأجداد على أرض المملكة، وتبقى صوره المحفورة في وجدان كل سعودي ظاهراً وبقوة في مشاركاتها بالمعارض والملتقيات الفنية على أرض المملكة.
وخلال مشاركتها بالنسخة الأولى من "سمبوزيوم الدولي للفنون مدن"، الذي انطلق أغسطس/آب في المدينة المنورة، قدمت الفنانة نجلاء الوكيل لوحة وصفتها بـ "العمل التجريدي الرمزي"، يظهر فيها نخيل وحمام المدينة، والبيوت العتيقة والرواشين التراثية في تناغم لوني بديع، حيث تأخذ تفاصيل اللوحة المُشاهد إلى الماضي الجميل، والحنين لأرواح ذهبت ولكن ذكراها بقيت خالدة معنا ما حيينا.
وروت لنا عبدالشكور كيف كانت سعيدة حين علق أحد زوار "سمبوزيوم الدولي للفنون مدن"، على لوحتها بقوله: "ذكرتني لوحتك بالعنابية، وهيا منطقة وسوق شعبي في المدينة المنورة قديما".
وهكذا يبقى التراث بكل صوره وعناصره، مصدر إلهام رئيسي للفنانة التشكيلية نجلاء عبدالشكور، بداية من معرضها الأول الذي احتوى على أعمال فنية بدت فيها مسكونة بالماضي وتفاصيل الأيام التي تصفها بأيام الزمن الجميل.

وتتحدث عبدالشكور عبر لوحاتها عن تلك الصور التي بقيت حاضرة عن تاريخ المملكة وعمارتها ونخيلها وطبيعتها المتفردة، وعن تلك الأرواح التي ذهبت لوم تذهب ذكراها، والتي استحضرتها من خلال مشاركتها بـ "سمبوزيوم الدولي للفنون مدن"، واستحضرت معها مظاهر العمارة العتيقة، وشموخ النخيل، ورمزية الحمام في المدينة المنورة.
وكان "سمبوزيوم الدولي للفنون مدن"، قد انطلق بمركز المدينة للفنون خلال النصف الأول من الشهر، بمشاركة عشرات الفنانين من داخل وخارج المملكة العربية السعودية، واحتوى على قرابة 700 عمل فني، وذلك بإشراف نماء المنورة وبدعم من الصندوق الثقافي.
ويهدف "السمبوزيوم" إلى تشجيع التجارب الإبداعية للفنانين والفنانات من خلال تسليط الضوء على الأعمال الفنية بكافة أشكالها، كالفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي والخط العربي والزخرفة الإسلامية، وسيجري عقده بشكل دوري في المدينة المنورة، مما يُسهم بتحويل المنطقة لمركز إبداعي يرحب بتبادل الثقافات والفنون في بيئة يسودها الود والسكينة.