السعودية تختتم مشاركة لافتة في معرض بولونيا الدولي للكتاب

جناح المملكة يشهد إقبالًا واسعًا ويحتضن فعاليات متنوعة من بينها ندوة حول التفكير الفلسفي في البلاد، إضافة إلى عرض إصدارات متنوعة من الكتب والمخطوطات والبرامج الثقافية، بما يعكس رؤية 2030 لتعزيز التبادل الثقافي العالمي.

جناح المملكة يشهد إقبالًا واسعًا ويحتضن فعاليات متنوعة من بينها ندوة حول التفكير الفلسفي في البلاد، إضافة إلى عرض إصدارات متنوعة من الكتب والمخطوطات والبرامج الثقافية، بما يعكس رؤية 2030 لتعزيز التبادل الثقافي العالمي.

تختتم المملكة العربية السعودية الخميس، مشاركتها في نسخة العام الحالي 2025 من معرض بولونيا الدولي للكتاب، والتي استضافها مركز المعارض بولونيا فييري بمدينة بولونيا الإيطالية، خلال الفترة من 31 مارس وحتى 3 أبريل الجاري.

المشاركة السعودية بالمعرض قادتها هيئة الأدب والترجمة، واضاءت من خلالها على الحركة الثقافية وحركة النشر والترجمة بالمملكة.

وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور عبد اللطيف الواصل، إنّ الهيئة سعت من خلال مشاركتها بمعرض بولونيا الدولي للكتاب 2025، للتعريف بعدد من المبادرات والبرامج التي تُنفذها في سبيل تطوير صناعة النشر وتعزيز الحراك الثقافي من خلال دعم حضور الناشرين والوكلاء الأدبيين السعوديين على الساحة العالمية، وتقديم المملكة بصورة تبرز مخزونها المعرفي، وتمثل الإرث الثقافي السعودي، والتعريف بالإنتاج الفكري المحلي.

وبيّن الواصل أن المعرض شكّل فرصة داعمة لصناعة الكتاب والنشر, بما أتاحه للناشرين السعوديين من تواصل وتلاقح معرفي مع نظرائهم من مختلف أنحاء العالم.

يذكر أن جناح المملكة في معرض بولونيا الدولي للكتاب 2025 ، شاركت فيه مجموعة من الكيانات الثقافية، التي قادتها هيئة الأدب والنشر والترجمة ممثلة في مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ومكتبة الملك فهد الوطنية، وجمعية النشر، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، التي قدّمت مجموعة من الإصدارات الجديدة، والكتب المترجمة، بالإضافة إلى عرض منظومة من برامجها ومشروعاتها الثقافية والمعرفية، وتجربتها في تنظيم المعارض الفنية والثقافية، إلى جانب عرض مجموعات من مقتنياتها النادرة من الكتب والصور والمخطوطات والنوادر.

كما شاركت المكتبة بركن لمكتبات الأطفال، حيث أتاحت لهم الاطلاع على إصدارات المكتبة للأطفال من مختلف الفئات العمرية من قصص وأنشطة القراءة والأنشطة التفاعلية.

وعرضت المكتبة مجموعة من أبرز إصداراتها الجديدة من الكتب العلمية والفنية والأدبية والثقافية ، وتتضمن كتبًا باللغة العربية، وكتبًا مترجمة عن اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والصينية وغيرها ، إضافة إلى نماذج من الدوريات النادرة من بواكير الصحف والمجلات العربية.

وقد جاءت تلك المشاركة في إطار حرص مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على إثراء المشهد العالمي بمشاريع وبرامج ثقافية ومعرفية متميزة، ومد جسور ثقافية عالمية تتواءم مع رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى ربط المشهد الثقافي السعودي بما تنتجه منجزات الثقافات والحضارات العالمية، والسعي للتعريف بالثقافة السعودية بمختلف عناصرها، والتأكيد على القيم المعرفية والتراثية والحضارية للمملكة، وجهودها في حفظ وإتاحة التراث العربي والإسلامي والتعريف به.

وضمن الفعاليات التي استضافها الجناح السعودي بالمعرض، أقيمت ندوة بعنوان "التفكير الفلسفي في السعودية" تحدثت فيها مودة الحميد، حيث أكدت أن تعليم التفكير الفلسفي في المملكة العربية السعودية يعدّ خطوة نحو بناء عقول ناقدة وقادرة على التفاعل مع الأسئلة الكبرى للحياة، مما يساعدهم في تطوير مهارات تحليلية ومنطقية تعزز قدرتهم على مواجهة تحديات العصر، كما يساهم في توسيع آفاقهم الثقافية، ويعزز فهمهم للمفاهيم الأخلاقية والمجتمعية، ليكونوا قادرين على اتخاذ قرارات مدروسة تسهم في تقدم المجتمع السعودي نحو المستقبل.

وبيّنت الحميد أن التفكير الفلسفي هو نوع من التفكير العميق الذي يسعى إلى فهم الأسس والمبادئ التي تقوم عليها المعرفة، الوجود، والأخلاق، ويتميز بالتساؤل النقدي، التحليل المنطقي، والتأمل في القضايا الكبرى التي لا تكون لها إجابات واضحة أو مباشرة، وأوضحت أن هناك خصائص للتفكير الفلسفي تتمثل في التساؤل العميق، والتجريد، والمنهجية النقدية، والترابط المنطقي، والشمولية، مستشهدة بمعهد بصيرة كنموذج لتعليم التفكير الفلسفي حيث يعد المعهد رائداً في التدريب والاستشارات التربوية والتعليمية في المملكة العربية السعودية ويستخدم برامج معتمدة دوليًّا وكفاءات عالية لإعداد الأفراد والمنشآت التعليمية للتيسير في التفكير الفلسفي بمنهجية P4C كأساس لتطوير أدوات التعليم والتعلُّم والأساليب البيداغوجية والبيئة التعليمية، ويهدف إلى نطور القدرات الإدراكية، و تعزيز غايات التفكير الفلسفي.

واختتمت حديثها بأن التفكير الفلسفي ليس مجرد تأملات غامضة، بل هو أسلوب نقدي يساعد في تطوير الفهم العميق للحياة والعالم.

وكان جناح المملكة العربية السعودية المشارك في معرض بولونيا الدولي للكتاب 2025، قد شهد إقبالاً كبيرًا من قِبل جمهور المعرض، حيث توافد الزائرون للمعرض على الجناح للتعرف على البرامج والمبادرات والأنشطة الثقافية المختلفة التي تقدمها الهيئة.

وقدّم القائمون على الجناح شرحًا للزائرين لما يحتويه من دراسات وإصدارات مختلفة ومتنوعة عن الأدب والتراجم واللغة العربية، من أجل تعريف الزوار بالإنتاج الفكري والثقافة السعودية المحلية.