طهران تمنح بغداد آخر مهلة لتنفيذ اتفاق نزع سلاح الفصائل الكردية

إيران تؤكد أنه يجب تنفيذ الاتفاقية بالكامل ونزع سلاح القوات الإرهابية والانفصالية المسلحة وطردها من جميع أنحاء العراق، وليس فقط إبعادها عن الحدود.

طهران – أفاد رئيس هيئة الأركان العامة الإيراني محمد باقري بأن العراق لم ينفذ الاتفاق المبرم بين الجانبين بنزع سلاح الفصائل الكردية، واكتفى بإبعاد هذه التنظيمات عن الحدود الإيرانية، مشيرا إلى أن الرئيس إبراهيم رئيسي أبلغهم أنه "يجب منح العراق بضعة أيام أخرى لتنفيذ الاتفاقية بالكامل وبعد ذلك سيقررون".

وقال باقري "في نطاق الاتفاقية، كان من المفترض أن يتم نزع سلاح الجماعات الإرهابية بشكل كامل، ولكن بعد فترة ستة أشهر، تم أبعادهم فقط من الحدود الإيرانية". وفقًا لما نقله التلفزيون الرسمي الإيراني.
وفي 19 سبتمبر الحالي، أعلن العراق نزع سلاح الجماعات المناهضة للنظام الإيراني، وإبعادهم عن الحدود.

وذكرت اللجنة العليا لتنفيذ الاتفاق الأمني المشترك بين العراق وإيران في بيان أنه "بناء على التزام جمهورية العراق ونظيرتها الإيرانية ببنود الاتفاق الامني المشترك ومن خلال الجهود المشتركة من الحكومة الاتحادية والإقليم واللجنة العليا المشتركة بين الدولتين، تم إخلاء المقرات المتواجدة قرب الحدود مع إيران والتي كانت تشغلها مجاميع المعارضة الإيرانية بشكل نهائي ونقلهم إلى مكان بعيد عن الحدود وتم نزع الأسلحة من هذه المجاميع تمهيدا لاعتبارهم لاجئين وفق ضوابط مفوضية اللاجئين".

وأضاف باقري "نقدّر جهود الحكومة العراقية، ولكن يجب تنفيذ الاتفاقية بالكامل، ونزع سلاح القوات الإرهابية والانفصالية المسلحة وطردها من جميع أنحاء العراق".
ووقعت إيران والعراق في مارس/ آذار الماضي اتفاقية أمنية تطالب طهران بموجبها حكومة بغداد بنزع سلاح التنظيمات النشطة في شمالي العراق حتى 19 سبتمبر/ أيلول الجاري، ومن بينها "إي كي دي بي"، و"كوميلة " و"باك" و"بجاك" الجناح الإيراني لـ"بي.كي.كي"، ونقلها إلى معسكرات محددة.

وتشير مصادر مطلعة على الملف، إلى أن بغداد وأربيل اتفقتا مع الفصائل الكردية على عدم نقل جميع المجموعات الكردية الإيرانية، كما قضى الاتفاق نزع جزئي لسلاح لفصيل محدد.

وذكرت المصادر أن الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني لم يوافق تماماً على نزع سلاح مقاتليه، وقررت حكومة أربيل تأجيل الأمر والبدء مع الجماعات الكردية التي وافقت بسهولة في البداية لتهدئة الوضع مع الإيرانيين".
ويقول متابعون أنه من الصعب على بغداد إتمام نزع سلاح جميع الفصائل بشكل كامل.

ونقلت المصادر عن قيادي في أحد الأحزاب الكردية المسلحة "إذا شنّت قوات (الحرس الثوري) الإيراني هجمات عليهم فسنرد بالتأكيد على ذلك".

وأضاف أن لديهم معلومات حول استعداد الحرس الثوري الإيراني شنّ هجمات برية وجوية على معاقلهم". مشيرا إلى أن "أسر مقاتلي الأحزاب الكردية الإيرانية تركوا مخيمات ومقارَ الأحزاب وانتقلوا إلى مدن وقصبات إقليم كردستان للاحتماء من عمليات وضربات إيرانية محتملة".

وسبق أن هدد  الحرس الثوري بقصف مواقع الأحزاب الكردية المسلحة في إقليم كردستان شمال العراق. وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أبو الفضل عموئي، إن "طهران تراقب عن كثب نزع سلاح الفصائل الكردية المسلحة ونقلها من المنطقة الحدودية".

ونقلت شبكة "ايران فرونت بيج"عن وزير الدفاع الإيراني محمد رضا اشتياني، أنه أطلق "تحذيرا أخيرا" للسلطات العراقية"، مبيناً أن "الخطوات التي قامت بها بغداد وأربيل وعلى الرغم من "أهميتها" إلا أنها لم تحقق بشكل كامل الشروط الإيرانية".

وتطرق الرئيس الإيراني أيضا الجمعة إلى الاتفاقية الأمنية المبرمة مع العراق، قائلاً إن "نزع أسلحة المجموعات المسلحة في العراق كان عملاً إيجابياً قد بدأ، وعلى الأركان العامة للقوات المسلحة إرسال فرق إلى هناك لتقييم الوضع".
وأضاف: "لن نسمح لأي مجموعة مسلحة بالحضور على الحدود الإيرانية، سواء داخل الإقليم أو أي مكان آخر"، مشدداً على أنّ "التأكد من نزع أسلحة المجموعات المسلحة غير القانونية على الحدود الإيرانية أمر ضروري".
وتتزايد المخاوف الكردية من إمكانية إقدام طهران على عمل عسكري داخل حدود الإقليم، وقد توجّه مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، الاثنين الماضي إلى أربيل على رأس وفد أمني رفيع المستوى.
وذكرت مصادر أن زيارة الأعرجي تأتي بناءً على توجيهات رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، وتهدف إلى "متابعة تنفيذ الاتفاق الأمني بين العراق وإيران".