'عندما تمطر الشمس' يترجم تجربة عميقة في فن إحياء الحياة
عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" صدر كتاب جديد للدكتور ألبرت عبدالله روزات حرب بعنوان "عندما تمطر الشمس".. وهو ترجمة لتجربة عميقة في فن إحياء الحياة وخوض غمارها والتطلع إلى المستقبل دون محو الماضي الذي هو خميرته.
وبهذا الخصوص يقول الكاتب زهير ماجد في مقدمة الكتاب "عندما تمطر الشمس" هو خلاصة فنان يبحث عن زمانه في المستقبل، وإذا كان الممكن هو الواقع، فإنه يفتش عن مستحيل له في هذا الواقع الممكن، والمؤكد أنه لن يجده، بعدما وجده في ضميره الحي الذي أنشأ له عالمه الخاص وفرادته في أن يكتب السهل الممتنع والصعب المقروء بعناية الخبرة والإبداع".
الجديد في الكتاب، ترجمة نصوصه وموضوعاته وأفكاره كلها الى اللغة الإنكليزية. وهي قضية مهمة فيها الكثير من المسؤولية كمثل الإحتفاظ بالمعنى المتوفر باللغة الأم، لكن الدكتور حرب لديه باع متراكم في هذه التجربة الحيوية، خصوصا وأنه يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ نعومة أظفاره، وقد يكون كتابه مدخلا لحوار ثقافي وإنساني عربي أميركي، يتقنه حرب ويراه مهمة مطلوبة في هذا الوقت، حيث تسود روح الأمل والفرصة الذهبية لإنجاح ذلك الحوار.
يستلهم حرب أفكاره من الحياة لتأكيد عمق تجربته فيها وهو القائل "على المرء أن يحترق كي يشع".. ومثلما هذا النص شبيه بالحكمة، إلا أنه في موقع آخر يعبر ببنائية شعرية صورية كمثل قوله "شباك يشيخ يشهد ألوان الدهر وأعباء الحقول / يحكي حكايا الناس وأخبار الفصول / ألف عين منه صالت وإليه ألف تصول/ذاك الشباك –الشيخ ترى، في بيت جدك مايقول؟ ".. وهذا المثال أيضا له "أيها الوقت المسافر/مسرعا فوق غبار الطريق / هل لك أن تنتظرني ؟ أن أكون لك الرفيق".. إلى أن يتساءل بلغة الباحث المرهق بل بما يشبه الصرخة : " نحن بحاجة إلى لغة تفهمنا/نحن العصاة على الفهم الحاملون إثم كنعان/نحن هذا اللغز الواضح المفضوح/هذه النهايات المحتومة التي تبدأ بالسؤال / نحن بقايا هذا الجيل الشريد الذي يسكن عتمة الضوء ومنفى الآلهة".
كتاب جديد للدكتور حرب، تجربة إنسانية حارة، يجب أن تُقرأ، يقع الكتاب في 152 صفحة من القطع المتوسط.