إسرائيل تسعى إلى استنساخ حكومة حرب 'الأيام الستة'

بنيامين نتنياهو يجري مشاورات مع المعارضة لتشكيل حكومة طوارىء تحظى بتوافق واسع لإدارة الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.

القدس - تسعى إسرائيل إلى استنساخ تجربة حكومة حرب يونيو/حزيران 1967 بتشكيل حكومة طوارئ وطنية تضم أحزاب المعارضة إضافة إلى أحزاب الائتلاف الحكومي لقيادة الحرب التي تشنها على غزة انتقاما من الهجوم الذي نفذته حماس نهاية الأسبوع الماضي وأسفر عن أكثر من ألف قتيل إسرائيلي وعشرات الرهائن، فيما يذهب بعض سياسيي الدولة العبرية وإعلامييها إلى القول إنه لا يمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاستمرار في منصبه. 
ويجري نتنياهو محادثات مع زعيم حزب "الوحدة الوطنية" وزير الدفاع السابق بيني غانتس وزعيم المعارضة رئيس الوزراء السابق يائير لابيد وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني أفيغدور ليبرمان للانضمام إلى الحكومة.
وقد وافقت الأحزاب المنخرطة في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الثلاثاء على تشكيل حكومة طوارئ وأذنت لنتنياهو بالعمل على ذلك.
وقال حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو في بيان نقلته هيئة البث الإسرائيلية "أيد رؤساء الائتلاف الحكومي بالإجماع تشكيل حكومة طوارئ وأذنوا لنتنياهو بالعمل على تشكيلها".
وكان نتنياهو قال الاثنين "الشعب موحد والآن لا بد للقيادة من أن تتحد أدعو قادة المعارضة إلى تشكيل حكومة طوارئ وطنية دون شروط مسبقة، على غرار تلك التي تم تشكيلها مع مناحيم بيغن عشية اندلاع حرب الأيام الستة".  
وكان نتنياهو يشير بذلك إلى حكومة الطوارئ التي تم تشكيلها في إسرائيل عشية حرب يونيو/حزيران 1967.
ويقول الكنيست (البرلمان) على موقعه الإلكتروني "المقصود بحكومة وحدة وطنية هي حكومة تستند بالأساس إلى ائتلاف واسع، يجلس فيها أيضا ممثلو الكتل المتخاصمة".
وأضاف "يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية في حالات الطوارئ مثل الحرب والكارثة الطبيعية أو الأزمة الاقتصادية وهذا يحتاج بطبيعة الأمر حشد قوات وطاقات شاملة في سبيل مواجهة هذا الوضع".
وأشار إلى أن أبرز الأمثلة عليها في إسرائيل هي الحكومة الثالثة عشرة برئاسة ليفي إشكول من حزب "المعراخ" آنذاك والتي شغلت فترة ولاية الكنيست السادسة.
وقال "في 1 يونيو/حزيران 1967 ضم إشكول كتلتي "رافي" و"جاحَل" للائتلاف الحكومي وأقام حكومة تكتل وطني".
وأضاف "انضم إلى الحكومة موشيه ديان من حزب "رافي" والذي شغل منصب وزير الدفاع فيها فيما انضم مناحيم بيغين ويوسيف سابير، من حزب ’جاحَل’، كوزيرين دون حقيبة".
وتابع "أما هدف تعيين ديان لشغل منصب وزير الأمن عشية حرب الأيام الستة فكان تبديد مخاوف الجمهور في ظل التهديدات التي وجهتها الدول العربية لوجود دولة إسرائيل" على حد تعبيره.
ويأتي الإعلان عن الجهود لتشكيل حكومة طوارئ في إسرائيل بعد أشهر طويلة من الخلافات بين الحكومة والمعارضة حول حزمة قوانين "الإصلاح القضائي" التي دفعت بها الحكومة واعتبرت المعارضة إنها "ستحول إسرائيل الى ديكتاتورية".

بدوره اعتبر الكاتب الإسرائيلي الشهير تسفي بارئيل أنه لا يمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاستمرار بمنصبه، مستذكرا استقالة سلفه مناحيم بيغن خلال حرب لبنان عام 1983.
وكتب بارئيل في صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم الأربعاء "ما نفعله بالعدو سيتردد صداه لأجيال، هذا ما تعهد به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطابه الفارغ يوم الاثنين".
وتابع الكاتب "كان ينبغي لنتنياهو بدلاً من ذلك أن يتبنى عبارة مناحيم بيغن الشهيرة في عام 1983: لا أستطيع الاستمرار، والتي أدلى بها بعد أن تصور هو أيضاً أن ما فعلته إسرائيل أثناء حرب لبنان الأولى سوف يتردد صداه لأجيال عديدة".
وأضاف "استقال بيغن خلال تلك الحرب وحل محله اسحق شامير ومع رحيله انهارت أيضا الكذبة التوافقية القائلة بأنه لا يمكنك استبدال رئيس وزراء في زمن الحرب".
ووجه بارئيل هجوما شديدا على نتنياهو قائلا "يرأس إسرائيل الآن زعيم فاسد متهم جنائي كان قبل لحظة يستثمر كل جهده في تنفيذ انقلاب قضائي. قلب الحكومات الغربية ضده وقوض العلاقات مع الإدارة الأميركية ووصف الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) وأغلبية الجمهور بأنهم أعداء للشعب"، وفق تعبيره.
وأضاف في إشارة إلى نتنياهو "وهو الآن يقود البلاد إلى حرب لا يعرف فيها أحد حتى الأهداف الدقيقة، ناهيك عن النتيجة".
وفجر السبت أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية طوفان الأقصى ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
في المقابل أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية" ويواصل شن غارات مكثفة لليوم الخامس على التوالي على مناطق عديدة في قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.