عرض 'صمت' الكويتي يتوج بتانيت أيام قرطاج الذهبي

أيام قرطاج المسرحية تسدل ستارها بتوزيع الجوائز والتكريمات على نخبة من أهل القطاع.
مسرحية 'الفيرمة' التونسية تقتنص ثلاث جوائز في أيام قرطاج
'شمس' عرض مغربي يفوز بجائزة التانيت الفضي بتونس

تونس - احتضن مسرح أوبرا مدينة الثقافة الشاذلي القليبي حفل اختتام الدورة الرابعة والعشرين من أيام قرطاج المسرحية، الأحد، وتُوج خلاله العرض الكويتي "صمت" للمخرج سليمان البسام بجائزة الكبرى المتمثلة في التانيت الذهبي.

كما حصد العرض ذاته جائزتي أفضل نص للمخرج والمؤلف سليمان البسام وأفضل ممثلة لبطلة العمل السورية حلا عمران.

ويتناول العرض موضوعات الهوية والوجود والصراع الإنساني بلغة فنية مميزة تعتمد على الأداء الحركي والتعبير الجسدي بدلا من الحوار.

ويضم فريق عمل العرض مجموعة متنوعة بينها الممثلة السورية حلا عمران، وأعضاء فريق "التنين"، والموسيقيين علي حوت وعبدرضا قبيسي من لبنان، والسينوغراف الفرنسي الشهير إيريك سواييه، ومدير الإنتاج التونسي أسامة الجامعي.

وكان سليمان البسام قد وصف نص مسرحيته "صمت" بـ"الشاعري والسياسي"، إذ يتناول تفجير مرفأ بيروت الذي وقع في أغسطس/آب 2020، وفق وكالة الأنباء الكويتية (كونا).

ويحاول البسام في مسرحيته مقاربة أشكال المقاومة المحتملة في وجه العنف غير المسبوق واستعارة شخصية المفكر والفنان والإنسان الذي يختار الصمت المطلق شكلا سياديا للتعبير.

وشارك سليمان البسام متابعيه على حسابه بإنستغرام صورة من تتويجه في حفل اختتام الدورة الرابعة والعشرين من أيام قرطاج المسرحية، معلقا عليها بالقول "فخورون بإنشاء مسرح يؤمن بالمقاومة، برافو JTC، برافو تونس!".

وذهبت جائزة التانيت الفضي للعرض المغربي "شمس" نص وإخراج أمين بودريقة.

ويعالج العرض المغربي وهو من أداء كل من حسنة طمطاوي وهاجر الشركي وإسماعيل العلوي وزينب عليجي، الحالات النفسية ومعاناة النساء جراء جملة من السلوكيات منها الاغتصاب داخل المؤسسة الزوجية، وحالات الاكتئاب ما بعد الولادة، وذلك من خلال شخصية ''شمس'' التي تتحول حياتها بعد الزواج إلى كابوس ومعاناة حقيقية، وصراعها من أجل تحقيق ذاتها والتعبير عن مواقفها.

وأشاد المخرج المسرحي أمين بودريقة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذا التتويج لاسيما مع منافسة قوية من أعمال مسرحية من نحو 20 بلدا من العالم العربي وأفريقيا، مشيرا إلى أن هذا التتويج يعود إلى المجهود الجماعي، خصوصا نوعية أداء الممثلين على الركح، فضلا عن مساهمة السينوغرافيا والموسيقى في هذا العمل.

وعادت جائزة التانيت البرونزي للعرض التونسي "الفيرمة" لمخرجه غازي الزغباني، كما حاز العرض كذلك على جائزة أفضل سينوغرافيا، وتوج الزغباني بجائزة أفضل ممثل عن دوره في هذا العمل.

وكانت 10 عروض مسرحية قد تنافست على جوائز هذه الدورة التي انطلقت في الثاني من ديسمبر/كانون الأول تحت شعار "بالمسرح نحيا.. بالفن نقاوم"، وأسدل الستار عليها، الأحد، بمسرح الأوبرا في مدينة الثقافة بتونس العاصمة.

واحتكمت أعمال المسابقة إلى لجنة برئاسة الأستاذ وحيد السعفي من تونس وتألفت من الأعضاء بيار صعب من لبنان ونعيمة زيطان من المغرب وجواو برانكو من الرأس الأخضر وأوديل كاتيز من رواندا.

وانطلق حفل الاختتام بالنشيد الوطني قبل أن يقدم مدير الدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية معز مرابط كلمته التي قال فيها "يستعصي علينا في هذه اللحظات أن نعلن في بعض كلمات اختتام هذه الدورة".

وأضاف "هي دورة استثنائية جرت في ظروف استثنائية... في هذه الدورة بلغت أيام قرطاج المسرحية عامها الأربعين والذي يوافق أيضا تاريخ تأسيس مؤسسة المسرح الوطني التونسي، أربعون سنة من الاستمرارية ومن مراكمة التجربة وبلوغ أوج الاكتمال والنضج، هذه الدورة التي أوفت أقسامها ومساراتها عروضها وسوقها الدولية بوعودها، توفّقت أن تصيب أهدافها وتجعل من أيام قرطاج المسرحية موعدا متوهجا ومشعا إقليميا وعالميا".

وأكد أن المسرح منذ نشأته "يطرح القضايا التي تهم الشعوب والإنسانية، ويعالج قضايا انتهاك الحقوق"، مشددا على أن "المقاومة لا تكون بالأسلحة فقط، بل بالفكر والفن أيضا".

وتعد أيام قرطاج المسرحية مهرجانا دوليا للمسرح، تشرف عليه وزارة الثقافة التونسية، وكانت هذه التظاهرة تنتظم كل سنتين منذ تأسيسها في العام 1983 لتتحول في العام 2013 إلى مهرجان ينتظم سنويا.

وشهد حفل الاختتام تقديم عدد من الفقرات المصورة التي وثقت لفعاليات الدورة الرابعة العشرين، فضلا عن مداخلة شعرية للشاعر التونسي أنيس شوشان، إلى جانب وصلة موسيقية قدمتها الفنانة عبير دربال، حيث أدّت الأغنية الفلسطينية "هدّي يا بحر".

كما كرمت الهيئة المديرة للأيام خلال حفل الاختتام ثلة من الوجوه المسرحية من تونس وخارجها وهم الكاتب والناقد اللبناني بول شاوول والناقدة التونسية فوزية بلحاج المزي والفنان الكويتي داوود حسين ومصممة الملابس التونسية جليلة مداني والناقد السوداني يوسف عنابي والفنان التونسي منجي الورفلي والفنانة التونسية سعاد محاسن، فضلا عن تكريم مجموعة الحمائم البيض التونسية.

وتم في ختام الدورة الرابعة والعشرين كذلك توزيع الجوائز الموازية، ومنها جائزة نجيبة الحمروني لحرية التعبير (تمنحها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين) والتي كانت من نصيب مسرحية "غودزيلا، الظاهرة" للمخرج أوس إبراهيم وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية ببنزرت بالشراكة مع المسرح الوطني التونسي.