عرض يشتبك مع الزمن وعلاقته بالواقع الإنساني في الدوحة المسرحي السادس
ضمن عروض مهرجان الدوحة المسرحي السادس والثلاثين الذي يستضيفه مسرح "يوفنيو" حتى الرابع من يونيو/حزيران المقبل، قدمت فرقة الدوحة المسرحية عرض "ساعة زمن" والذي طرح العديد من التساؤلات والأفكار حول ماهية الزمن وعلاقة تفاعلات الواقع الإنساني بمجرياته. والمسرحية من تأليف وإخراج حنان الصادق، تمثيل علي الخلف، علي سلطان، حنان الصادق، أحمد عفيف، محمد حسن، فاطمة يوسف، والإشراف العام للفنان إبراهيم محمد.
تتناول المسرحية في قالب اجتماعي حكاية مجموعة من كبار السن يتعرضون للتهميش والازدراء من أبنائهم وذويهم. تجمعهم الأقدار في مركز لرعاية كبار السن، وهو المكان الذي تدور فيه الأحداث في إطار تراجيدي تتخلله بعض المواقف الكوميدية. يغوص العمل في أغوار الشخصيات التي تتعرض للنسيان، حيث تسرد كل شخصية قصتها بكل ما فيها من ألم، وتجترح الواقع بكل ما فيه من قسوة، تتآلف تارة، وتتنافر طورا آخر، تتشابك مع بعضها البعض داخل فضاء مظلم إلا من بعض إضاءة خافتة في هذه الزاوية أو تلك وأحيانا في عمق الخشبة، وتتخاتل مع السياقات الزمنية الواقعية والمتخيلة.
تقول المؤلفة والمخرجة حنان الصادق أن المسرحية تناقش فلسفة الزمن، والوجود، والعبث، والعزلة الاجتماعية. وكما تطرح قضية التربية الوالدية، باعتبارها آلية لتقوية الروابط الإسرية، وإذكاء روح التواصل الإيجابي والتنشئة السليمة للأبناء من ناحية، ومن ناحية أخرى تضع مسؤولية الأبناء تجاه آبائهم في إطارها الموضوعي. كما تطرح فكرة الخذلان واللاجدوى بأسلوب عبثي، حيث تصبح الأفعال والمواقف والقيم التي كان بتبناها الوالدان بلا قيمة أو معنى، بالاعتماد على قدرات الممثلين، واستخدام الديكور والإضاءة المتناثرة.
وفي الندوة التطبيقية أكد الناقد العماني د.طالب البلوشي: إن العرض في نصه الأصلي جميل وهو ينتمي إلى الشكل الفلسفي ولكن كان ينبغي الاشتغال من ناحية الإخراج على النص فقد ظل النص سرديا وتعبيرا أكثر من الالزم. وأشاد في الوقت نفسه بمفردات العرض وبأهمية التركيز على رسالة العمل. وأضاف: يؤخذ على العمل امتداده لأكثر من ساعة، لكن تبقى هناك عناصر رائعة فيه، مثل الإضاءة وأداء الممثلين كما أن الصوت كان مبهرا.
وأكد المخرج فهد الباكر في مداخلته أن فكرة العرض هي الزمن وإرجاعه إلى الوراء وأحلام الإنسان بذلك ولكن هل تماشت :ً أعتقد الفكرة مع المعالجة التي قدمتها المخرجة؟، قائًال أن المعالجة لم توفق؛ ألن الساعة التي قدمتها مادية في حين أن الزمن الحقيقي هو بداخل الإنسان، حيث يتحكم الإنسان فيه. وتساءل لماذا لم تكن الساعة متحركة وليست ثابتة بما يساهم في خلق حالة من الصراع بين التحرك للأمام بالزمن أو العودة للوراء.