انتعاشة سياحية عربية تدفع الاقتصاد السوري المتهالك

السياحة في سوريا فقدت أحد أهم مقوماتها، وهي السياحة الثقافية وزيارة الأماكن الأثرية والتاريخية، بسبب تضررها خلال الحرب وصعوبة الوصول إلى ما تبقى منها.

دمشق - تشهد سوريا هذا العام عودة السائحين العرب وخاصة من لبنان والأردن ممن يأتون بمجموعات سياحية منظمة، إضافة إلى إقبال عراقي متزايد بما يساهم في إنعاش الاقتصاد المتهالك.

ونقلت صحيفة "الوطن" السورية بعددها الصادر الأحد عن وزير السياحة السوري محمد رامي مرتيني، بأن قوله "هذا العام نشهد الآلاف من الإخوة العرب والأشقاء من الدول المجاورة وأيضاً من قدوم لافت للمغتربين".

وأشار مرتيني إلى أن أرقام السياحة العربية تتطور بازدياد ولدينا الكثير من التفاؤل بالقدوم العربي، والتفاؤل الأكبر هو قدوم المغترب السوري الذي يسهم بما ينفقه بالتنمية ومدفوعات الخزينة وتشغيل اليد العاملة وتشغيل هذه المشاريع.

ولوحظ هذا العام تدفق أعداد كبيرة من العراقيين علماً بأنهم غير الحجاج الدينيين، الذين يقصدون فنادق وشقق منطقة السيدة زينب، وكذلك من المغتربين الذين تتضاعف أعدادهم فترة الأعياد ومواسم الاصطياف، بالإضافة عن السياحة العلاجية وبالأخص معالجة الأسنان وعمليات تجميل للاستفادة من فارق الأسعار.

وكان القائم بأعمال السفارة العراقية في دمشق ياسين شريف الحجيمي قد أعلن في شهر آذار/مارس من العام 2024 "تخفيض رسوم (الفيزا) للعراقيين القادمين إلى سوريا لغرض السياحة أو الزيارة الدينية والعلاجية من 80 إلى 50 دولاراً والإقامة لمدة شهر وبالتعليمات نفسها، حيث يتم الحصول عليها من مطار دمشق أو المنافذ البرية".

يمتلك القطاع السياحي تأثيرًا اقتصاديًا كبيرًا جدًا خصوصا لسوريا المنهكة من سنوات الحرب، فهو يساهم في زيادة الإيرادات المالية للبلاد من خلال النفقات المباشرة وغير المباشرة التي يقوم بها السياح في الفنادق والمطاعم والمتاجر. كما يعمل قطاع السياحة على تعزيز الصادرات غير النفطية من خلال استقطاب السياح من الخارج. بالإضافة إلى ذلك، فإن السياحة تسهم في توفير فرص العمل للكثير من الشباب والمواطنين، وتحفز النشاط الاقتصادي في العديد من القطاعات المرتبطة بالسياحة، مثل السكن والنقل والتسوق.

وبحسب الأرقام التي أوردها وزير السياحة السوري أمام مجلس الشعب، مطلع شهر يونيو/حزيران الماضي، بلغ عدد القادمين إلى سوريا حتى نهاية شهر مايو /أيار الماضي، 780 ألف شخص، منهم 704 آلاف عربي و76 ألف أجنبي. وهذا يعني نسبة زيادة بلغت نحو 10 في المائة عن الفترة ذاتها من العام الماضي. كما بلغ عدد القادمين للسياحة الدينية 79 ألف زائر بنسبة زيادة 26 في المائة، وعدد الليالي الفندقية 529 ألف ليلة بنسبة زيادة 33 في المائة عن الفترة نفسها من عام 2023.

وخلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، ارتفعت أعداد المغتربين القادمين إلى البلاد بصفة سياحية، وشكلوا مورداً هاماً للقطع الأجنبي يضاف إلى الحوالات التي ترسل إلى ذويهم وتتضاعف خلال المناسبات.

ورغم أهمية قدوم المغتربين الذي بات أهل البلد ينتظرونه كل صيف لتحريك الأسواق، فإن السياحة في سوريا فقدت أحد أهم مقوماتها، وهي السياحة الثقافية وزيارة الأماكن الأثرية والتاريخية، وذلك بسبب تضررها خلال الحرب، وصعوبة الوصول إلى ما تبقى منها.

وذكرت مصادر أن السياحة الرئيسية الآن هي سياحة المغتربين من حملة الجنسيات الأجنبية، والأثرياء منهم يفضلون الفنادق التي تضمن عروضها خدمة توفر الكهرباء والماء الساخن 24 ساعة، وهو أمر تفتقده المنازل.

وكانت وزارة السياحة السورية قد أعلنت عن خطة تمتد من (2019 - 2030) لتطوير قطاع السياحة في سوريا، تضمنت العديد من المشاريع الجديدة وتوسعات فندقية، منها إعادة تأهيل فندق "البادية" في دير الزور، وتطوير شاطئ الكرنك الشرقي في طرطوس. وتوسعة فندق لابلاج في وادي قنديل باللاذقية بإضافة 21 شاليهاً جديداً ليصبح الإجمالي 74 شاليهاً، وتأهيل فندق لاميرا، وإنشاء أكبر مسبح للمياه المالحة بطول 54 متراً. يرافق ذلك توفير خدمة الحصول على فيزا عبر منصة إلكترونية، بالإضافة إلى تقديم التسهيلات للمشاريع السياحية وافتتاح مراكز تدريب سياحية وفندقية.