ولاء حجازي تعيد حضور الراحلة آمال فهمي

الشاعرة العامية المصرية لا تقتصر علاقتها بالوسط الثقافي على أزجالها الرائعة، بل قدمت تجارب في مجالات مختلفة بينها إعداد مجموعة من الفوازير.

لا تقتصر علاقة شاعرة العامية المصرية ولاء حجازي بالوسط الثقافي على أزجالها الرائعة التي تجمع فيها بين رُقِيِّ الموهبة وجودة التعبير، فقد استطاعت ولاء حجازي بجانب ذلك أن تثبت تفوقها العلمي، ليس فقط في مجالها الذي حصلت فيه على الدكتوراه هذا العام، وهو "فلسفة التربية-تخصص أصول التربية" من كلية التربية بجامعة المنصورة بمصر، بل استطاعت ولاء حجازي من خلال عدة لقاءات تليفزيونية أن تثبت قدراتها العلمية في عدة مجالات متنوعة، دارت حولها هذه اللقاءات، وتكلمت فيها ولاء حجازي بأسلوب علمي يدل على سعة اطِّلاعها وغزارة علمها، إضافة إلى قدراتها التعبيرية من خلال الدلالة الصوتية والحركية التي تساهم من ناحية في تسهيل المعلومة للمتلقِّي، ومن ناحية أخرى تؤكد حضورها الذهني ووعيها الفكري، فهي لا تحفظ كلمات ترددها أثناء التحاور الإعلامي، بل تتكلم بفكرٍ وقَّادٍ ووعيٍ مستنير.

وفي سياق السعي الدؤوب من ولاء حجازي إلى خوض المزيد من التجارب في المجالات المختلفة، قامت بإعداد مجموعة من الفوازير على غِرار ما كانت تقدمه الإذاعية المصرية الكبيرة الراحلة آمال فهمي، والعجيب أن طريقة إلقاء هذه الفوازير لديها قريبة جدًّا من طريقة آمال فهمي، وهو الأمر الذي نرجو أن يتنبَّه إليه القائمون على الهيئة الوطنية للإعلام بمصر، وأن يستغلوا مثل هذه الفرص في إعداد كوادر جديدة تُعِيد إحياء البرامج الإذاعية والتليفزيونية التي كانت تحظى بشعبية كبيرة، وتم إيقافها بعد موت مقدِّميها، مثل البرامج التي كانت تقدمها الإذاعية الراحلة آمال فهمي.

إن عددًا كبيرًا من البرامج ذات الشعبية الكبيرة التي توقفت بعد موت مقدِّميها، لا تقتصر أهميتها على شعبيَّتها الواسعة فقط، بل إنَّ محتواها في حدِّ ذاته له أهميته الكبيرة على المستويات المتنوعة بحسب طبيعة كل برنامج ومادته التي يشتمل عليها، وقد ساهمت هذه البرامج بشكلٍ جادٍّ في تشكيل الوعي الفكري والثقافي للأجيال التي عاصرتها، ومعظم هذه البرامج كانت بمثابة رافدٍ علمي أو فكري أو ثقافي لا يمكن إنكار دوره، ولا شكَّ في وجود كثيرٍ من الكوادر التي تستطيع أن تحل محل الراحلين الذين قاموا على هذه البرامج التي يمكنها أن تساهم بقوةٍ في مواجهة الثقافة الهابطة التي انتشرت بين المجتمع في الوقت الحاضر.