
عراقجي يزور السعودية وسط مخاوف إيرانية من هجوم إسرائيلي
طهران - أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن وزير الخارجية عباس عراقجي سيزور السعودية ودولا أخرى في المنطقة اعتبارا من اليوم الثلاثاء لمناقشة القضايا الإقليمية والعمل على وقف "الجرائم" الإسرائيلية في غزة ولبنان، فيما تتصاعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة لطهران ردا على الهجوم الصاروخي الإيراني وسط مخاوف إيرانية من استخدام واشنطن القواعد الأميركية في الخليج لدعم الضربة الإسرائيلية.
وقالت مصادر الأسبوع الماضي إن دول الخليج تسعى إلى طمأنة إيران بأنها ستقف على الحياد في الصراع الإيراني الإسرائيلي فيما تحدث مسؤولون إسرائيليون عن تنسيق مع الولايات المتحدة لشن هجوم على إيران داعين دولا في المنطقة دون ذكرها لدعمها.
وقال عراقجي في لقطات مصورة بثتها وسائل إعلام إيرانية "حوارنا يتواصل فيما يتعلق بالتطورات في المنطقة لمنع الجرائم المخزية التي يرتكبها النظام الصهيوني (إسرائيل) في لبنان استمرارا لجرائمه في غزة".
وأضاف "اعتبارا من اليوم سأبدأ جولة في المنطقة، تشمل الرياض وعواصم أخرى، وسنسعى جاهدين لتكوين حركة جماعية من دول المنطقة... لوقف الهجمات الوحشية في لبنان".
وقالت مصادر يوم الخميس إن وزراء من دول الخليج وإيران، حضروا اجتماعا للدول الآسيوية استضافته قطر، ركزوا محادثاتهم حول خفض التصعيد.
وأوضح عراقجي أن اجتماعا بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي عُقد بشكل غير رسمي، ورغم كون علاقاتنا دائما متقلبة فهناك إرادة بأن تقود هذه العلاقات إلى تعاون إقليمي.
والأسبوع الماضي بحث وزير الخارجية الإيراني في العاصمة بيروت التي وصل اليها بالتزامن مع تصاعد القصف الإسرائيلي مع المسؤولين اللبنانيين الوضع في البلد خاصة بعد الخسائر التي تكبدها حليفها حزب الله بما في ذلك اغتيال الأمين العام حسن نصرالله.
وتخشى إيران أن تستغل الولايات المتحدة القواعد الموجودة في منطقة الخليج لمساعدة الدولة العبرية على تنفيذ هجوم يطال المواقع النفطية والمنشآت النووية ما سيؤدي في النهاية لتصعيد غير مسبوق.

وهنالك قواعد أميركية في أغلب دول الخليج كما يوجد مقر الاسطول الخامس الأميركي في البحرين القريبة من إيران.
ويعتد أن سماح دول خليجية للجانب الأميركي بمشاركة إسرائيل في أي هجوم انطلاقا من أراضيها سيفسح المجال لردود إيرانية وبالتالي فان العواصم الخليجية ليس في مصلحتها هذا التصعيد في ظل تحسن العلاقات مع طهران في السنوات الأخيرة.
وكان الجيش الأميركي تمكن من التصدي لعدد من الصواريخ الإيرانية في الهجوم الأخير الذي استهدف مواقع إسرائيلية بنحو 250 صاروخ حيث تم اسقاط عدد منها في الأجواء الأردنية.
وشهدت السعودية، أكبر دولة مُصدرة للنفط، تقاربا سياسيا مع طهران في السنوات القليلة الماضية، برعاية صينية مما ساهم في تخفيف التوترات الإقليمية، وإن كانت العلاقات لا تزال معقدة.
ومن الممكن ان تستغل إيران تطبيع العلاقات لمنع هجوم إسرائيلي واسع حيث كشف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال لقائه بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عن إمكانية أن تلعب الرياض دور وساطة لتخفيف التوتر من خلال الضغط على واشنطن لمنع هجوم.
وتعهد بزشكيان خلال توليه منصب الرئيس بعد وفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي بتحسين العلاقات مع دول الجوار وتسوية بعض الخلافات خاصة مع الرياض.
من جانب اخر قال عراقجي إن بلاده سترد بقوة ودون تردد على أي هجوم إسرائيلي محتمل مشيرا إلى أن عملية "طوفان الأقصى" التي هاجمت فيها حركة حماس مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية محاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أدت إلى تطورات مهمة لم تكن لمصلحة تل أبيب.
وقال في تصريحات أوردها التلفزيون الرسمي من أن "أي اعتداء على البنى التحتية الإيرانية سيستدعي رداً أقوى" من قبل طهران داعيا الدولة العبرية "لعدم اختبار إرادة إيران".
وكان ضابط كبير في الحرس الثوري حذّر الأحد من أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية يعد بمثابة "خط أحمر". وقال العميد رسول سنائي راد وفق ما نقلت عنه وكالة فارس "بعض المسؤولين السياسيين أثاروا امكانية تغيير العقيدة النووية" لإيران عقب التهديدات الإسرائيلية.
وحذّر من أن ضرب المنشآت النووية "سيكون له تأثير على طبيعة ردّ" بلاده على الرد الإسرائيلي.
والأحد، توجّه وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد إلى منشآت نفطية أساسية في جزيرة خارج الواقعة غربي الخليج، والتي تضمّ أكبر محطة لتصدير النفط الخام في الجمهورية الإسلامية. وحذّرت إيران الإثنين من أنها سترد بقوة على أي هجوم إسرائيلي على أراضيها، لافتة إلى أنها لا تسعى إلى حرب أوسع نطاقا في المنطقة.