'الحوريات' من المنع في الجزائر إلى نهائيات غونكور الأدبية

الرواية للكاتب الفرنسي من أصول جزائرية كمال داود تتأهل إلى المرحلة النهائية من السباق نحو الجائزة الى جانب كل من غاييل فاي وساندرين كوليت وإيلين غودي.

بوخارست - تأهل الكاتب الفرنسي من أصل جزائري كمال داود إلى المرحلة النهائية من السباق إلى جائزة غونكور الأدبية، ويُعدّ مع الفرنسي من أصل رواندي غاييل فاي الأوفر حظا للفوز بها في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 ضمن القائمة التي كُشف النقاب عنها الثلاثاء من بوخارست وضمّت أيضا ساندرين كوليت وإيلين غودي.

وأعلنت لجنة التحكيم اللائحة المختصرة الثالثة والنهائية في المتحف الوطني للأدب الروماني في العاصمة الرومانية بحضور سبعة من أعضائها العشرة، فيما شارك الثلاثة الآخرون بواسطة الفيديو في المداولات التي جرت صباحا.

ويتناول كمال داود في كتابه "الحوريات" (Houris) الصادر عن دار "غاليمار" وفاي في "جاكراندا" عن دار "غراسيه" حدثين تاريخيين من الأكثر عنفا في نهاية القرن العشرين، إذ يتمحور الأول على الحرب الأهلية التي شهدتها الجزائر بين 1992 و2002 وعُرفت بـ"العشرية السوداء" والثاني الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.

وكان داود (54 عاما) صحافيا شابا في وهران تولى تغطية المجازر التي ارتكبها الإسلاميون خلال الحرب الأهلية. وفي قصته الروائية تشهد البطلة والراوية مقتل عائلتها.

وحاز الكتاب على جائزة أفضل رواية فرنسية من المجلة الثقافية "ترانسفوج"، كما سبق أن فاز الروائي الفرنسي بجائزة "غونكور للرواية الأولى" عن كتابه "مورسو تحقيق معاكس" الذي يتناول قصة جريمة القتل التي ارتكبتها الشخصية المثيرة للجدل في كتاب "الغريب" للكاتب الفرنسي ألبير كامو والصادرة في العام 1942، حيث سلّط فيها الكاتب الضوء على الوقائع من وجهة نظر جزائرية.

وكانت السلطات الجزائرية قد منعت دار النشر الفرنسية "غاليمار" من المشاركة في الدورة السابعة والعشرون للصالون الدولي للكتاب بالجزائر المقرر انعقاده بين 6 و16 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بسبب رواية كمال داود.

وفي تصريح خلال مهرجان كوريسبوندانس الأدبي في مانوسك الفرنسية في نهاية سبتمبر/أيلول، أعرب صاحب الرواية عن أسفه لحظر مؤلفه في بلاده قائلا إنّ "كتابي يُقرأ في الجزائر لأنه مُقرصن. لكن لم يُنشر فيها للأسف. يتعرض للنقد وتبرز تعليقات بشأنه".

أما غايل فاي (42 عاما) وهو أيضا مغنٍّ، فكانت روايته الثانية "جاكراندا" كما الأولى "بوتي بايي" Petit pays (2016) من بين الكتب الأكثر مبيعا. وفي الكتاب الذي تأهل عنه إلى نهائيات غونكور، يكون البطل الروائي مواطنا فرنسيا من أصل رواندي نشأ في المنطقة الباريسية وسيغادر إلى كيغالي.

وقال عضو لجنة التحكيم الكاتب الفرنسي المغربي الطاهر بن جلون لوسائل الإعلام إن "هذه القائمة تضمّ كتابين يرويان مأساتين". أما عضو اللجنة بيار أسولين فلاحظ أنها القائمة تضم "كتابين عن الحرب الأهلية وهي أسوأ من الحرب، إنها شعب يلتهم بعضه البعض الآخر".

ولروايتَي "مادلين افان لوب" Madelaine avant l'aube لساندرين كوليت الصادرة عن دار "جي سي لاتيس" و"أرشيبيل"Archipels   لإيلين غودي عن دار "لوليفييه" فرصة أقل في الفوز.

ويشكل موضوع الثورة ضد العبودية محور رواية كوليت (54 عاما) التي يحظى أسلوبها باستمرار باستحسان النقاد. أما غودي (45 عاما) الأقل شهرة، فهي واحدة من اكتشافات هذا الموسم الأدبي. وتتحدث روايتها عن صعوبة الانتقال العائلي من خلال قصة أب وجدّ.

وبات الإعلان عن المتأهلين إلى نهائيات غونكور، وهي أرفع جائزة أدبية فرنسية، يتم من مدن في بلدان تقيم معها فرنسا علاقات ثقافية قديمة. وسبق أن أُعلنت القائمة عام 2022 في بيروت وعام 2023 في كراكوف ثاني كبرى مدن بولندا.

ويحصل الفائز بجائزة غونكور التي مُنِحت للمرة الأولى عام 1903 على شيك رمزي قيمته عشرة يورو، لكنّ نيلها يحقق للرابح مبيعات تبلغ مئات الآلاف من النسخ.