المغرب أكبر مصدّر للسيارات إلى الاتحاد الأوروبي
الرباط - كشف موقع "أوتوموتيف لوجيستيكس" في تقرير له أن المغرب أنهى العام 2023 كأكبر مصدر للسيارات إلى الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن المملكة تفوّقت على دول كانت تهيمن على السوق، وسط توقعات بالزيادة في صادرات المركبات التي تصنع في المغرب، فيما يتطلع البلد إلى إنتاج مليون سيارة سنويا.
وبحسب المصدر نفسه فقد وصلت قيمة صادرات المملكة من السيارات للدول الأوروبية إلى 15.1 مليار يورو (16.4 مليار دولار)، مسجّلة نموا بنحو 30 في المئة مقارنة بالعام 2022، وفق أرقام مكتب الصرف المغربي.
وتأتي هذه الأرقام لتقيم الدليل على أن المغرب رسخ مكانته كأكبر مركز لتصنيع وتركيب السيارات في القارة الأفريقية، تتويجا لجهود ركزت على توطين هذه الصناعة من خلال استقطاب الاستثمارات الأجنبية وتكوين اليد العاملة.
وبين التقرير أن المغرب حقق نجاحات كبرى في مجال تصنيع السيارات، متفوقا على البلدان المجاورة مثل تونس والجزائر بفضل البيئة الاستثمارية التي تتميز بها المملكة.
وكانت عدة تقارير قد سلّطت الضوء على النقلة النوعية التي يشهدها قطاع صناعة المركبات في المغرب، متوقعة أن تتحول المملكة إلى منافس للعمالقة في هذا المجال خاصة فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية، بينما تشير التقديرات إلى أن البلد يقترب من تصنيع 1.4 مليون سيارة بحلول العام 2028.
وحلّ المغرب في المرتبة الثانية بعد الصين من حيث صادرات السيارات الجاهزة إلى أوروبا، حيث صدّر 536 ألف سيارة في العام 2023، مقارنة بـ782 ألف مركبة للصين، بحسب المصدر نفسه.
وسلط التقرير الضوء على قصة نجاح صناعة السيارات المغربية، مشيرا إلى أن المملكة عززت مكانتها كقاعة تجميع متكاملة للمركبات قبل تصديرها إلى الاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن المغرب يصدّر نحو 700 ألف سيارة إلى الاتحاد الأوروبي سنويا، لافتا إلى أن المبيعات المحلية تناهز 150 ألف مركبة، متوقعا أن يرفع المغرب في إنتاجه من السيارات إلى مليون وحدة لتلبية احتياجات السوق العالمية.
وكشف التقرير أن المغرب يشكّل بوابة على السوق الأوروبية بفضل موقعه وموانئه الحديثة وبنيته التحتية التي تشهد تحولات كبرى، ما يسهّل الوصول السريع والفعال إلى الأسواق الكبرى مع وقت تسليم معقول وتكاليف لوجستية.
ولم تأت النجاحات المغربية في مجال تصنيع السيارات من فراغ، إذ يمتلك 10 منظومات صناعية مرتبطة بالقطاع تتعلق بالأسلاك الكهربائية والميكانيك والبطاريات والمقاعد والإطارات.
ووقعت شركة "غوشن هاي تك" الصينية في يونيو/حزيران اتفاقا استثماريا مع الحكومة المغربية لإنشاء أكبر مصنع لإنتاج البطاريات في أفريقيا بقيمة 1.3 مليار دولار في القنيطرة شمالي الرباط، فيما ينتظر أن يعطي هذه المشروع الضخم دفعة قوية لقطاع تصنيع السيارات الكهربائية في البلاد.
كما بدأ المغرب تنفيذ إستراتيجية تهدف إلى التحولّ إلى مصدّر عالمي للسيارات الكهربائية، حيث انطلقت مجموعة "رونو" المغرب العام الماضي في تصنيع مركبات ذات مقعدين، كما ستنتج العلامة التجارية "داسيا" وهي جزء من شركة رونو جيلها الجديد من "سانديرو" وهي سيارة تعمل بالبطارية بنسبة مئة بالمئة.