مطالب بتجديد قيادة الـ'بيجيدي' وخطابه الديني والسياسي
الرباط - كشفت مطالب مصطفى الخلفي القيادي البارز في حزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي (البيجيدي)، عن حالة من التململ في صفوف قيادات الحزب وقواعده الشعبية حول وضع الحزب وقيادته وخطابه، على ضوء أزمة داخلية مالية وسياسية.
وطالب الخلفي الذي شغل سابقا منصب وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم حكومتي عبدالاله بنكيران وسعدالدين العثماني، بضخ دماء جديدة في الحزب وتجديد قيادته وخطابه لمواكبة التغيرات السياسية، وهي مطالب قد يصطدم بعضها برفض بنكيران الذي يتهمه أعضاء في الحزب بالتفرد بالقرار ويحملونه السؤولية عما آلت إليه الأوضاع في 'البيجيدي'.
وأشار عضو الأمانة العامة للعدالة والتنمية إلى ضرورة ضخ دماء جديدة في الحزب بتجديد قياداته في المؤتمر الوطني التاسع المرتقب عقده بين أبريل/نيسان ومايو/ايار 2025، ليواكب " الواقع الجديد بالمغرب ما بعد نكسة انتخابات 8 سبتمبر/ايلول 2021.
وتحدث عن حصيلة الحزب ومستقبله أمام الأمين العام للحزب عبدالاله بنكيران دون حرج، بينما تظهر كل المؤشرات أن الأخير لا يعتزم مغادرة منصبه وانه يهيمن حاليا على كل مفاصله في مواجهة مرشحين محتملين قد لا يملكون نفس حظوظه. وقد يبقى بنكيران على رأس الأمانة العامة للحزب إلى ما بعد انتخابات 2026.
وقال الخلفي إن "المرحلة الجديدة تحتاج فعلا إلى خطاب جديد وقيادات جديدة"، مضيفا "اليوم، ليس ليدينا إشكالية أننا كنا في الحكومة ونقول أمورا والآن نعارض تلك الأمور التي كنت تدافع عنها".
وبرر مطالبته بجملة التغييرات في الحزب بأن "الواقع اليوم مغاير، لأن التجربة السياسية اليوم التي نشأت بعد 2021 اعتمدت سياسات لمحو السياسات التي كنا نقوم بها نحن وهذا واقع سياسي جديد يُشكّل ويَتأسّس".
وكان يشير بذلك إلى انتقادات بنكيران المتكررة للقرارات التي اتخذتها الحكومة السابقة بقيادة سعدالدين العثماني ومنها التوقيع على اتفاقية تطبيع العلاقات مع إسرائيل وغيرها من القرارات التي استنكرها بشدة، بينما فسر كثيرون مواقفه بمحاولة مداراة الأزمة الداخلية للعدالة والتنمية بدلا العمل على معالجة أوضاعه الداخلية.
وعبر عن قناعته بأن حزبه لا يزال قادرا على لعب دور سياسي محوري في المغرب وأن نكسة انتخابات 2021 لم تكن في "إطار سياسة قمعية كما وقع في مصر أو تونس أو في سياق حرب أهلية كما وقع في لبنان. بل وقع في سياق سياسي مؤسساتي".
ورأى أنه لبقاء العدالة والتنمية في المشهد السياسي لابد من تحقيق جملة من الشروط ومنها "تجديد الإطار التصوري والبرنامجي الذي نشتغل فيه".
واعتبر أن الأزمة التي يعيشها 'البيجيدي' إنما هي نتاج ما وصفه بـ"سياق سلطوي صاعد على مستوى المنطقة وسياسات دولية معادية لوجود الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في تدبير الشأن العام".
لكنه أوضح أن الوضع في المملكة يختلف عن أوضاع دول أخرى لعبت فيها الأحزاب الإسلامية دورا في إدارة الشأن العام أو قادت حكومات، قائلا في المغرب "دائما ما كان هناك حد أدنى ميز الدولة في هذه السياقات ودائما كانت تصل إلى توافقات معها".
ورغم الانشقاقات والخلافات الداخلية والأزمة المالية في حزبه، قال الخلفي أن "تجربة حزب العدالة والتنمية لم تنته وكيفما كانت مرحله ما قبل 2011 هناك أيضا مرحلة 2011 إلى 2021، والآن نؤسس لمرحلة جديدة".
ومطالبة الخلفي بتجديد الخطاب الديني والسياسي للحزب وبضخ دماء جديدة في قيادته قد تبدو واقعية بناء على مآلات الوضع الراهن للحزب وعلى ضوء المستجدات والتطورات في سياقاتها المحلية والإقليمية والدولية.
لكن يبقى تحقيق تلك المطالب رهين بموقف القيادة الحالية وما اذا كان بنكيران على استعداد للتخلي عن منصبه لصالح قيادة شابة وما إذا كان على استعداد لمناقشة مسألة تجديد الخطاب بمستوييها الديني والسياسي.
وطلب بنكيران السبت في المؤتمر التحضيري للمؤتمر العام التاسع للحزب من "مختلف المؤمنين بالقيادة الجديدة الاستعداد للحملة الانتخابية مبكرا، على أن تكون الانتخابات والتصويت الفيصل في هذا الصدد"، مذكّرا بأن "الحزب طالب بعودتي إلى القيادة واستجبت، في حين أن هناك من عاتبني على ذلك".
وردا على سؤال حول قدرة الحزب على العودة بقوة لحشد الناس، قال إن ذلك ممكن "إذا دعمنا الخطباء من أجل توعية المجتمع من جديد".