علاقة النحاس بأكثر السرطانات شيوعا تحت الضوء

باحثون يتوصلون إلى أن الخلايا السرطانية الكلوية تُراكم كميات أكبر من المعدن مع تقدم المرض تساعد في زيادة إنتاج إنزيمات تعزز من القدرة على توليد الطاقة ونمو الورم.

واشنطن - توصّل باحثون من مركز جامعة سينسيناتي للسرطان في دراسة جديدة الى العلاقة بين تراكم النحاس في الخلايا السرطانية وتطور سرطان الخلايا الكلوية وهو أكثر أنواع سرطان الكلى شيوعا، ما يؤثر على مسار تطور المرض وتفاقمه.

ويعدّ النحاس عنصرا أساسيا في الجسم، حيث يساهم في إنتاج الطاقة ويساعد على استغلال الأكسجين في العمليات الخلوية، كما يعزز العمليات الحيوية الضرورية للحياة، ولكنه قد يصبح ضارا عند تراكمه بشكل غير طبيعي في الجسم. وأظهرت الدراسة أن زيادة تراكم هذه المادة في خلايا السرطان يرتبط بشكل مباشر بتدهور حالة المرضى المصابين بسرطان الخلايا الكلوية.

وأشار فريق البحث إلى إمكانية استخدام مستويات النحاس في عينات المرضى كمؤشر حيوي للتنبؤ بشدة السرطان أو لاحتمالية عودة المرض بعد الجراحة، مما يساعد الأطباء في اتخاذ قرارات علاجية أكثر دقة ويمنح المرضى فرصا أفضل للحصول على رعاية صحية مخصصة.

وأوضحت الباحثة الرئيسة ماريا سيزيك-كرزيسكا أن الخلايا السرطانية الكلوية تُراكم كميات أكبر من المعدن مع تقدم المرض وتساعد هذه الكميات الزائدة في زيادة إنتاج إنزيمات تعزز من قدرة الخلايا السرطانية على توليد الطاقة ونمو الورم.

الخلايا السرطانية الكلوية تُراكم كميات أكبر من النحاس مع تقدم المرض

وأضافت أن تراكم النحاس يؤدي إلى تغيير في الحالة الأيضية للخلايا السرطانية، مما يمنحها قدرة أكبر على النمو والبقاء على قيد الحياة، خاصة في وجود مركب الغلوتاثيون الذي يعمل كدرع واقٍ يحمي الخلايا من السموم الناتجة عن زيادة النحاس.

عند استخدام تقنيات التسلسل الجيني للحمض النووي الريبي أحادي الخلية، اكتشف فريق البحث وجود مناطق غنية بالنحاس تُعرف بـ"النقاط الساخنة" الأيضية في الأورام السرطانية. تنتج هذه المناطق كميات كبيرة من الطاقة وتقع بالقرب من خلايا أخرى ذات خصائص تكاثرية حيوية، مما يعزز من نمو الورم.

رغم التقدم الملحوظ في فهم دور النحاس في تطور سرطان الخلايا الكلوية، لا يزال الباحثون يسعون لمعرفة العوامل التي تؤدي إلى تراكم النحاس في هذه الأورام في المقام الأول. ويعتقد البعض أن العوامل البيئية مثل التدخين أو التعرض لدخان حرائق الغابات قد تلعب دورًا في زيادة مستويات النحاس في الخلايا السرطانية.

وأشارت تسيزيك-كرزيسكا إلى أن الأبحاث المستقبلية ستسعى لتحديد النقاط الضعيفة في الخلايا السرطانية التي يمكن استهدافها بالعلاج. وأعربت عن أملها في أن يؤدي هذا الفهم إلى تطوير علاجات مبتكرة تستهدف كلا من الخلايا الأيضية والتكاثرية في الأورام.

وتعد سرطانة الخلايا الكلوية أكثر أنواع سرطانات الكلى شيوعًا لدى البالغين. وقد تحدُث الإصابة بأنواع أخرى أقل شيوعًا من سرطانات الكلى. ولا يزال السبب الكامن وراء الاصابة بالمرض غير محدد وبالتالي لا يمكن الوقاية منه الا بتجنب بعض من عوامل الخطر ومنها الإقلاع عن التدخين وعدم التعرض لمادة الأسبست والكادميوم، بحسب العلماء.