جرعات قراءة علاجا لبعض الأمراض النفسية!

دراسة تظهر أن القراءة تستخدم أحياناً في علاجات الاكتئاب والقلق حتى يفهم الشخص ذاته أكثر ويفهم اضطرابات يعاني منها.

جنيف - أظهرت دراسة بعنوان "العلاج بالكتب كتدخل غير دوائي لتعزيز الصحة العقلية استجابة لجائحة كوفيد-19: مراجعة منهجية مختلطة الأساليب وتحليل تلوي أخلاقي حيوي" أنّ العلاج بالقراءة حفَّز الكثير من المرضى على اكتساب عدد من القدرات، بما في ذلك إعادة تحديد معنى أنشطتهم الخاصة من خلال نظرة جديدة لأفقهم الأخلاقي.

 ويقول الدكتور ماريو عبود المعالج النفسي والمستشار لدى الهيئة الطبية الدولية ومنظمة "أطباء بلا حدود" إن القراءة تستخدم أحياناً في بعض العلاجات النفسية كعلاج مساعِد حتى يفهم الشخص ذاته أكثر ويفهم الاضطرابات التي يعاني منها، موضحا أنها أداة مساعِدة في بعض الحالات كالاكتئاب والقلق، إضافة إلى معاناة بعض المخاوف الوجودية كالشعور بالوحدة وعدم المعنى ومشاكل العلاقات، حيث تُنتقى أنواع الكتب وفق الحالات المطلوب التعامل معها.

ويضيف عبود أن المعالج يعتمد في الـ"بيبليوثيرابي" على اللاوعي لدى الشخص الذي يمكن أن يتحمّس لدى قراءته رواية ما وتحدث لديه عملية إسقاط نفسي على نفسه مما يمكنه من فهم حالته الراهنة وقد تقودهم إلى التفكير ببعض الحلول، وربما يشعرون أنهم بحاجه لفهمها أكثر.

المعالج يعتمد في البيبليوثيرابي على اللاوعي لدى الشخص

وأشار الى أنه من الضروري أن يسير ذلك العلاج بإشراف معالِج نفسي عبر مشاركة المريض الأفكار التي قرأها في هذه الكتب كي يتمكن من التعبير عن مكنوناته ويستطيع هنا المعالِج التمييز بين ما قرأه الشخص وما يعيشه فعلاً.

وفي علاقة القراءة مع الصحة النفسية، يلاحظ أن فعل المطالعة يحثّ الشخص على إعادة تركيزه في أمر واحد وهو القراءة. وفي حالة الاكتئاب أو القلق قد تكون الكتب تثقيفية أو فلسفية أو رومانسية أو فانتازية، فيرسم الشخص صورة مثالية لنفسه وكيف يريد التعامل معها ربما عبر تخيّل كما لو أنه في مكان أبطال الرواية مثلاً ما يساعده على أن يعيد تركيز أفكاره وقد يتحوّل بعضها من السلبية المرضية إلى الإيجابية المفيدة.  
ويمرّ الفرد خلال العلاج بالقراءة بأربع مراحل تنطلق بالتعرّف حيث ينتسب الشخص الذي يطلب المعونة الطبية الى شخصية في النص ويتعرف على مشاكلها لينتقل الى مرحلة اختبار مشاعر الشخصية التي يقرأ عنها وصراعاتها وآمالها حتى يحس كأنه هو الذي خرج من ذلك الصراع ووجد له حلا، وهنا يدرك القارئ أوجه التشابه بينه وبين الشخصيات أو المواقف في النص وقد تحصل لديه رؤية مختلفة على حياته وذاته.

ويعتبر التعميم آخر مراحل العلاج وهي أن يدرك الشخص أنه ليس وحده الذي يعاني من التحديات بل يواجه كثيرون مصاعب مماثلة ووجدوا طرقا للتغلب عليها.