
'بين قلبين' تراجيديا مسرحية تواجه الدكتاتورية
شاركت مسرحية "بين قلبين" ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان قرطاج المسرحي بتونس فئة المحترفين، ومن قبل في مهرجان الدوحة المسرحي السادس والثلاثين، وفازت بافضل عرض متكامل، كذلك فازت بجائزتي التأليف والإخراج، وجائزة الممثل الواعد التي كانت من نصيب الفنان الشاب محمد علي، كما فازت بجائزة افضل الأزياء، وافضل الحان.
المسرحية من بطولة، خالد عبدالكريم، علي الشرشني، جاسم السعدي، فهد القريشي، ناصر حبيب، محمد علي، وقد انضم للفريق الفنان محمد الصايغ والفنان راشد سعد والفنان مشعل الدوسري والفنانة أمينة الوكيلي، كبدلاء عن ممثلين شاركوا في العرض الأول. كما تشارك الفنانة الكويتية هيا السعيد بهذا العمل بنفس دورها الذي قدمته في نسخة الدوحة وهو دور "فردوس"، والتي اشاد الجميع بادائها المتميز.
تدور المسرحية في قالب تراجيدي حول القائد "اينار" الذي يسيطر على القرية والفلاحين، ويتحكم في أرزاقهم ويسن القوانين التي تناسب مصالحه ومصالح أخيه التاجر، كما يقوم القائد من خلال سيطرته التامة وديكتاتورية بقتل ابن الفلاح شاهد من اجل انقاذ حياة ابنه، الذي يحتاج إلى قلب كي يعيش، وقد وجد ان القلب المطابق لجينات ابنه هو قلب ابن الفلاح شاهد الذي يثور بعد معرفته بهذه المؤامرة، ويطالب بالقصاص، كي يوافق اعطاء القائد قلب ابنه، لكن القائد يرفض قتل اخيه الذي قنص ابن الفلاح، وأمام اصرار الطبيب الوحيد القادر على إجراء عملية نقل القلب اخذ موافقة والد الطفل، يلجأ القائد إلى خطة تشكك في أن الابن هو ابن الفلاح حتى لا تكون للفلاح اهلية في الموافقة أو الرفض. لتستمر المساومة مع اللجوء لكافة أساليب الإغراء المادي أو الإرهاب المعنوي في نزاع على أحقية القلب الذي يعيش. وعندما يضطر شاهد للخضوع بالحيل والإكراه، فينتقل الجميع إلى المستشفى وتكون النهاية قد حانت بموت القلبين او الطفلين.

وقال الكاتب المسرح والممثل والمخرج أيضا مؤلف المسرحية طالب الدوس حول رؤيته لإخراجها وأداء الممثلين "بالنسبة لأداء الممثلين كان اكثر من رائع، كان كل منهم يتحدى الاخر مما دفع بان يعطي الممثلون كل طاقتهم واتقانهم في اجادة الأدوار، كما ان المخرج وظف امكانيته الإخراجية وادواته لخدمة النص أولا وخدمة الممثلين، واخذ العمل في ايقاع رائع وصورة بصرية جميلة. لقد استطاع المخرج بكل ذكاء الاشتغال على الفضاء المسرحي، وتقديم هذا الصراع بين الشخصيتين الرئيسيتين والشخصيات الاخرى إلى صور، مستخدما كل العناصر والتقنيات، واجاد المزج في المدارس الإخراجية باحترافية، بدأ بريختيا "العبث" وانتهى كذلك، رغم ان العمل بشكله العام واقعيا، كذلك اشتغل فضائيا على المسرح الفقير، واستخدم عناصر السينوغرافيا بشكل مدروس، لدعم القصة، ودعم التأثير التمثيلي، الذي كان له دور كبير في انجاح العمل وتميزه، بحيث ظل المشاهد منسجما طوال وقت المسرحية (75 دقيقة).
وحول المشاركة في مهرجان قرطاج ورؤيته للمهرجانات ودورها في تطوير التجارب المسرحية، يقول الدوس "المهرجان مناسبة تشكل حدثا ثقافيا متكررا، بحيث تنتقل التجارب المختلفة، والثقافات، وايضا التطور في المهارات والخبرات بين المعنيين في المجال، هذه المهرجانات قيمتها في التجارب المسرحية، التي تعرف الجمهور من كافة الأقطار على مستوى التطور المسرحي في دول العالم الاخرى، تعمل على نقل تلك التجارب بين المسرحيين، وهي بطلك تحقق تبادل الخبرات والثقافات والمهارات في كل مجالات الإبداع المسرحي، ابتداء من الكتابة إلى السنوغرافيا وصولا إلى الإخراج. كما ان هذه المهرجانات هي فرصة لإلتقاء المسرحيين ببعضهم، وتجاذب الحوار مع المهتمين بالثقافة المسرحية حول تطوّر المسرح وعناصره الفنية وجماليات العرض، إلى جانب الإطلاع على الممارسة النقدية المتجددة، هذه اللقاءات عادة تحمل مناقشات عدة في ازمات المسرح، نقاشات حول التطوير أو التفكر في مشاريع مسرحية أو ورش.. الخ..".