مسقط تستضيف الدورة الـ15 للمهرجان العربي المسرح

المهرجان يقدم خلال هذه الدورة أفضل العروض المسرحية العربية على مسارح مدينة العاصمة العمانية بعد ان تم اختيارها من خلال لجنة مشاهدة مختصة ومكونة من فناني المسرح من دول عربية وعالمية.

يشكل مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح والتي مقرها إمارة الشارقة ورئيسها الفخري الشيخ د.سلطان القاسمي حاكم الشارقة، داعما رئيسيا للمسرح العربي الجاد المهموم بقضايا الأمة العربية على اختلافها. انطلقت نسخته/ دورته الأولى في مصر عام 2009، لينفذ بعدها 14 دورة ما بين الجزائر والامارات والأردن والسودان والمغرب وتونس والعراق ومصر.. إلخ، وها هو يحط رحال دروته 15 في مسقط ـ سلطنة عمان في الفترة من 9 إلى 15 يناير 2025 متعاونا مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب والجمعية العُمانية للمسرح.

يقدم المهرجان الذي يقوده الكاتب المسرحي اسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربي للمسرح، خلال هذه الدورة 15 عرضا مسرحيا من أفضل العروض العربية لتقدم على مسارح مدينة مسقط خلال فترة اقامة المهرجان، وقد تم اختيارها من خلال لجنة مشاهدة واختيار مختصة ومكونة من فناني المسرح من دول عربية وعالمية، حيث تم انتقاء الأفضل.

سوف يستضيف المهرجان أكثر من 400 ضيفا من أهم فناني ونجوم وباحثي وإعلامي المسرح والسينما والدراما العربية، والذي ينتظر أن يشاركوا طوال فترة إقامة المهرجان في مختلف فعاليات المهرجان بدءا من مشاهدة العروض والمشاركة في مناقشات الندوات التطبيقية والمؤتمر الفكري الرئيسي للمهرجان والذي سيدور عن المسرح في سلطنة عمان.

وينتظر أن تكون فعاليات المهرجان كالتالي:

أولا المسابقة الرئيسية والتي ستتنافس عليها العروض المسرحية لنيل الجائزة الكبرى للمهرجان. ثانيا عروض مسرحية عربية وعمانية أساسية وموازيه للمهرجان. ثالثا ورش تدريبية للمسرحين العمانيين. رابعا ندوة فكرية رئيسية عن المسرح العماني لمدة 4 أيام خلال فترة المهرجان. خامسا ندوات تعقيبيه للعروض المسرحية المتنافسة. سادسا برامج إعلامية وفنية على صفحة العربية للمسرح 12 ساعة في اليوم وبشكل يومي. سابعا جولات سياحية وعلمية وثقافية طوال ايام المهرجان. ثامنا نشرة تصدر يوميا عن فعاليات المهرجان.

ووفقا لوزارة الثقافة والرياضة والشباب والجمعية العُمانية للمسرح فإن المهرجان يعتبر محط انظار للعديد من وسائل الاعلام في الوطن العربي، حيث سيتم تغطيته من خلال العديد من وسائل الاعلام التي سيتم دعوتها، كما ان معظم الضيوف والفنانين المدعوين للمهرجان هم من مشاهير الفن والثقافة في الوطن العربي ولهم حضور كبير في وسائل الاعلام ومواقع وبرامج التواصل الاجتماعي، حيث يصل عدد المتابعين للفنانين عبر هذه الصفحات الى 100.000000 مائة مليون متابع يوميا، بالاضافة الى حجم الحضور الاعلامي لوسائل الاعلام على وسائل التواصل او المشاهدات عبر القنوات التلفزيونية.

نظرا لكون المهرجان من أهم مهرجانات الوطن العربي في عالم المسرح، فان استضافة سلطنة عمان لهذا الحدث سيكون له الكثير من الانعكاسات الايجابية التي ستساهم في تعزيز المكانة الثقافية لسلطنة عمان، كما انه سيخلق فضاء ثقافيا مهما خلال فترة إقامته من خلال العروض اليومية الثلاثة التي سيتم تقديمها في عدد من مسارح سلطنة عمان. أما في الجانب الاقتصادي، فان المهرجان سيرفع من نسبة التدفق السياحي سواءا للضيوف المدعوين أو للراغبين في حضور العروض المسرحية على نفقتهم الخاصة من داخل وخارج سلطنة عمان.

وصرحت جليلة بنت سيف بن علي الفهديه مديرة دائرة المسرح والسينما بوزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية أن حضور مهرجان المسرح العربي إلى السلطنة ومعه نخبة من المسرحيين العرب الفنانين والنقاد والباحثين والإعلاميين من كل الدول العربية، وهذا يشكل جسر تواصل قوي وفاعل مع المسرح العماني بكامل مشهده الثري بالفنانين والكتاب والباحثين، الأمر الذي سينعكس حتما على تبادل الرؤى والأفكار والخبرات ويدفع إلى تعزيز التفاعل والتواصل والتعاون مع المشهد المسرحي العربي. ونسأل الله عزوجل بأن تكلل هذه الدورة من المهرجان بالنجاح وتكون محط إعجاب وقبول جمهور المتابعين من أبناء السلطنة وضيوفها.

يذكر أن مسار التنافس في المهرجان أولا على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بواقع 11 عرضًا، وثانيا مسار العروض المصاحبة بواقع 4 عروض. العروض المتنافسة في مسار جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي هي: عرض "أسطورة شجرة اللبان" الذي تقدمه فرقة مزون من سلطنة عُمان، وهو مقتبس عن رواية "موشكا" للكاتب محمد الشحري، باقتباس نعيم نور وإخراج يوسف البلوشي، وعرض "البخارة" الذي تقدمه أوبرا تونس – قطب المسرح من تونس، من تأليف صادق الطرابلسي وإلياس الرابحي وإخراج صادق الطرابلسي، وعرض "الملجأ" الذي يقدمه معمل 612 من الأردن، من تأليف نجيب نصير وسوسن دروزة، وإخراج سوسن دروزة، وجاء أيضا من ضمن العروض المنافسة في المسار الأول عرض "المؤسسة" الذي يقدمه مسرح الصواري من البحرين، عن نص لأنطونيو باييخو، بإعداد وإخراج عيسى الصنديد، وعرض "بين قلبين" من مشيرب للإنتاج الفني في قطر، تأليف طالب الدوس وإخراج محمد يوسف الملا، وعرض "ريش" الذي تقدمه فرقة شادن للرقص المعاصر من فلسطين، بتصميم وإخراج شادن أبو العسل، وعرض "سيرك" الذي تقدمه الفرقة الوطنية للتمثيل من العراق، من تأليف وإخراج جواد الأسدي، وعرض "غصة عبور" الذي تقدمه فرقة المسرح الكويتي، تأليف تغريد الداوود وإخراج محمد الأنصاري. إضافة إلى عرض "كيف نسامحنا؟" الذي يقدمه مسرح الشارقة الوطني من الإمارات، من تأليف إسماعيل عبد الله وإخراج محمد العامري، وعرض "ماكبث المصنع" الذي يقدمه فريق كلية طب القاهرة من مصر، عن نص "ماكبث" لشكسبير، بإعداد وإخراج محمود إبراهيم الحسيني، وعرض "هُمْ" الذي يقدمه مسرح أنفاس من المغرب، تأليف عبد الله زريقة وإخراج أسماء الهوري.

أما عروض المسار الثاني فهي من السعودية عرض "ذاكرة صفراء" لفرقة نورس المسرحية من تأليف عباس الحايك وإخراج حسن العلي، ومن سوريا عرض "عد عكسي" للمسرح القومي من تأليف وإخراج موسيقي سامر الفقير، وتأليف ودمى وإخراج العرض هنادة الصباغ، ومن العراق عرض "نساء لوركا" للفرقة الوطنية للتمثيل، عن نصوص للوركا، تأليف وإخراج عواطف نعيم، ومن تونس عرض "هاجّة (بوابة 52)"، لمسرح الناس تأليف دينا مناصرية، وإخراج دليلة مفتاحي.

وأيضا يشار إلى أن الهيئة العربية للمسرح اختارت الفنان المسرحي الفلسطيني فتحي عبد الرحمن ليكون صاحب رسالة اليوم العربي للمسرح 10 يناير 2025، حيث سيلقي الفنان فتحي عبد الرحمن رسالته ضمن فعاليات هذه الدورة. ووفقا للكاتب أحمد طنيش يعد فتحي عبد الرحمن واحداً من أبرز المسرحيين الفلسطينين والعرب لتنوع تجربته والخبرات المتعددة في جغرافيات متعددة، ويعبر فتحي عن ذلك بقوله وُلِدْتُ في مُخَيَّمٍ للاجئينَ الفِلَسْطِينِيِّنَ، ودرستُ في مدارس وكالة غوثهم وتشغيلهم: الـ"أُونروا UNRWA".

وفي المُخَيَّمِ كانَ لي حظُّ مُشاهدةِ أوَّلِ مسرحيَّةٍ في حياتيَ التي بلغتُ وإيَّاها السَّبعينَ عاماً ونَحْنُ نتنقَّلُ، مُتلازِمينِ، مِنْ مُخَيَّمِ لِجُوءٍ قَسْرِيٍّ إلى آخَرَ، سَواءٌ خارجَ الوطنِ الفِلَسْطينيِّ المُحتَلِّ أو داخِلهِ. وهكذا وَجَدْتُنِي، مع كل تجربةِ انتقالٍ تفرضُها الحَاجَةُ المَاسَّةُ، أَحْمِلُ كُتُبِيَ، ونُصُوصِيَ المَسْرحِيَّةُ أينما ارتَحَلْتُ، وحَيْثُما رُحِّلْتُ، لأبدأَ، مراراً وتكراراً مِنْ جَديدٍ، آملاً أنْ يتحقَّقَ الحُلْمَ بالعودةِ إلى فِلَسْطينِ الوطنِ، وطن الحريَّة، والكرامة، والاستقلال وعندما عُدْتُ إلى وطني، عُقبَ توقيع "اتفاقيات أوسلو"، وجدتني أعودُ إلى أَكْبَرِ وأَعْتى سِجْنٍ عرفهُ التاريخُ، فَتابعتُ خطوي في درب الآلام المديد، كما تابعتهُ في مخيماتِ اللُّجُوءِ القَسْريِّ وبلادِ الشَّتاتِ.

فتحي المولود عام 1953 في مخيم عقبة جبر قرب أريحا، حاصل على بكالوريوس نقد فني من المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة وبكالوريوس في الإخراج المسرحي من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، وفي سجله عشرات المسرحيات تأليفاً وإخراجاً والتي تركت علامات في الذاكرة المسرحية، ومن المسرحيات التي أخرجها "كيف يمكن تخليص موكنبوت من آلامه"، كتابة سعد الله ونوس (في لبنان)، و "القيامة" (مونودراما)، نص ممدوح عدوان، تمثيل زيناتي قدسية (في سوريا)، "كرد بيك"، نص زكريا محمد وفتحي عبد الرحمن، "هناك على الشاطئ الآخر" خوسييه تريانا (في عمّان)، وفي فلسطين منذ عام 1998 قدم العديد العديد من العلامات المسرحية، منها "قصص من زمن الخيول البيضاء"، عن رواية ابراهيم نصرالله، و "رحلات أبو الخيزران"، عن رجال في الشمس لغسان كنفاني.

أسس المسرح الشعبي في عمًان، وجمعية المسرح الشعبي في فلسطين، مدرب مسرحي، ناقد ومؤلف وأصدر مجلة مسرحية بجهود ذاتية، مدير ومؤسس لمهرجان فلسطين الوطني في 2017 -2019، عضو مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح منذ 2022.