'سي لمهف' عرض يجمع الموسيقى التونسية بإيقاعات عالمية
تونس - أبدعت المجموعة التونسية "سي لمهف" في العرض الموسيقي الذي أحيته أمام شبابيك مغلقة، الاثنين في مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، وذلك ضمن الدورة العاشرة لأيام قرطاج الموسيقية المنتظمة من الثامن عشر إلى غاية الرابع والعشرين من يناير/كانون الثاني الجاري.
وجمع عرض مهدي الصغير وشهرته الفنية "سي المهف" بين أصالة الموسيقى التونسية وانفتاحها على الأنماط العالمية، فهذه المجموعة التي تأسست سنة 2010، قدمت عرضا مميزا استمر لمدة 90 دقيقة أمام جمهور غفير من الناشئة والشباب الذين توافدوا مبكرا على مسرح الأوبرا للاستمتاع بمزيج فريد من البوب والإيقاعات الإلكترونية وإيقاعات التكنو.
وتميز "سي لمهف" بقدرته على المزج بين الكلمات المستوحاة من الواقع اليومي التونسي والإيقاعات العالمية، فحمل الأغاني بمعاني الحب والأمل ورددها مع جمهوره الذي حفظها عن ظهر قلب بفضل بساطتها وعمقها في الوقت ذاته.
وأدى باقة من أغانيه التي لاقت صدى واسعا لدى الجمهور على غرار "يا لا لاي" و"باهي" و"كان انت". كما قدمت الفرقة مجموعة من الأغاني القديمة والجديدة، في رحلة موسيقية عبر الزمن استضافت فيها كورال "نوا"، الذي أضفى لمسة نسائية عذبة على مقاطع موسيقية مختارة.
وقاد مهدي الجمهور إلى أداء جماعي لأغنية "آه"، داعيا الجميع إلى التنفيس عن الذات والابتعاد عن ضغوط الحياة. وتعالت أصوات الجمهور في قاعة الأوبرا لتخلق لحظة التحام نادرة بين الفنان وجمهوره، حيث أصبحت الموسيقى وسيلة للتعبير الجماعي والتواصل بينهما.
وكان عرض "سي لمهف" تجربة موسيقية متفردة امتزجت فيها الإيقاعات الشعبية التونسية والبوب مع لمسات من الموسيقى الشعبية الجزائرية والتكنو. وهذا التناغم جعل موسيقاها تتجاوز الحدود الجغرافية وتصل إلى جمهور واسع، وفق ما نشرته وكالة تونس أفريقيا للأنباء.
ويأتي عرض "سي لمهف" ضمن سلسة من الحفلات الرئيسية ستعرض خلال أسبوع كامل بمسرح الأوبرا ضمن فعاليات المهرجان، من بينها عروض لفرقة "طرباند" (العراق، مصر، السويد)، والفرقة الأردنية "أوتوستراد"، والفنانة "إليدا ألميدا" (الرأس الأخضر)، ومغني الراب والمؤلف الموسيقي الفلسطيني الأصل "بيغ سام"، وفرقة "شكم" (فلسطين، إيران، فرنسا).
وتعتبر أيام قرطاج الموسيقية فرصة لاستكشاف المواهب والأنماط والتجارب الموسيقية التي تتخطى الحدود الثقافية، من خلال مزيج من الإيقاعات والكلمات والأصوات.
ويعود المهرجان في دورته العاشرة ليقترح على الجمهور عروضا موسيقية من أنماط متنوعة تحتفي بالإنسانية وتدعو للحب والسلام، بمشاركة 15 بلدا.
ويتضمن برنامج هذه الدورة التي ترفع شعار "زيد في الحس" (ارفع الصوت)، سبعة عروض كبرى و18 عرضا موسيقيا شبابيا ضمن فقرة "شاو كايسس" (Showcases) و4 حفلات ضمن فقرة عروض الشارع التي ستقام بشارع الحبيب بورقيبة، إضافة إلى 5 ماستر كلاس ومجموعة حلقات نقاش مع مهنيين في مجال الموسيقى من عدة دول.