بيوت معرة النعمان بلا سقوف؟ ولكنها منازلنا.. نعمرها لنعود إليها

السرقة والدمار طالت المنازل على نطاق واسع كما تفتقر المدينة إلى الخدمات الأساسية والمراكز الطبية والخدمية.

دمشق - بعد سنوات من الحرب والنزوح، بدأ العديد من السوريين العودة إلى منازلهم في مدن وقرى شمال سوريا ليجدوها منهوبة وبلا أسقف.

وفي مناطق مثل معرة النعمان وكفرنبل، عاد السكان الذين فروا منذ سنوات على إثر سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد، ليواجهوا واقعا قاسيا من السرقة والدمار الذي طال المنازل على نطاق واسع. كما تفتقر المدينة إلى الخدمات الأساسية والمراكز الطبية والخدمية

وقال أنمار زعتور أحد السكان الذين غادروا المنطقة في عام 2019، إنه عاد في عام 2025 ليجد منزله مدمرًا، متابعا "لم يكن هناك مكانا نضع فيه أطفالنا. هذا الدمار لم يكن بسبب القصف، بل كان بسبب الجيش. وليس فقط منزلي، بل منازل كل جيراني وأصدقائي".

وانهار زكريا العواد بالبكاء لدى عودته إلى معرة النعمان، حيث كان بيته من أول البيوت التي تدمّرت، قائلا "لا يوجد مكان مثل المنزل. حتى لو اضطررت إلى ارتداء قطعة قماش، فهذا أفضل من أي شيء آخر. لقد حصلنا على الحرية الآن، وهذا لا يقدر بثمن". بينما كان آخرون أكثر حذراً بشأن المستقبل.

ويشير حسن بربش وهو أحد السكان العائدين الى المدينة الى صعوبة "الحياة بدون سقف"، موضحا "معرة النعمان مدينة فقيرة ومن الصعب للغاية البدء من الصفر".

معرة النعمان
مستقبل غامض

وتقع معرة النعمان في موقع استراتيجي على الطريق بين مدينتي حلب ودمشق، إذ مثلت أبرز النقاط التي شهدت معارك عنيفة خلال الحرب الأهلية السورية. واستعاد الجيش السوري السيطرة على المنطقة من المعارضة المسلحة في عام 2020، لتتعرض المنازل هناك للنهب من قبل جماعات موالية للنظام، وهدمت بعضها لإخراج مواد ثمينة مثل الأثاث والفولاذ والأسلاك عبر الأسطح وبيعها، بحسب منظمات حقوق الإنسان.

وتعدّ المدينة أكبر مدن الريف في ادلب، وكانت أول مدينة سورية تُقصف من قبل طيران النظام السوري في منتصف 2011، وانتهت الحملة العسكرية عليها بالسيطرة على مساحات كبيرة من مناطق سيطرة فصائل المعارضة في أرياف حلب وحماة وإدلب.

وحسب وكالة اسوشتد برس، يظهر مقطع فيديو جوي للمنطقة صفوفًا من المنازل التي لا تزال قائمة لكن بلا أسطح.

ويقول سكان المنطقة أن معرة النعمان هي أصلا مدينة تعج بالحياة، سكانها كانوا يعيشون برفاهية. أما الآن، فلا يوجد أدنى مقومات الحياة. ويعولون الآن على المؤسسات والمنظمات الإنسانية لإعادة الخدمات الأساسية التي يحتاجها الناس للبقاء.

وليس سكان معرة النعمان وكفر نبل وحدهم الذين يواجهون واقعا قاسيا يعيق عودتهم، إذ غالبية المناطق المدمرة في سوريا من الصعب أن تستقبل سكانها في الوقت الراهن، ونتيجة لذلك لم يزد عدد اللاجئين العائدين من الأردن وتركيا ولبنان، خلال الفترة الممتدة بين سقوط النظام وحتى نهاية العام الماضي عن 75.085 سورياً، بينما العائدون من مدن الشمال إلى مناطقهم الأصلية بلغ عددهم 89.589 سورياً.
وتشير بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن عدد السوريين الذين عادوا حتى السادس من فبراير/شباط الجاري يبلع 270 ألف سوريا.