
هيغسيث يهدد إيران بقاذفات بي2 لدفعها نحو اتفاق نووي
واشنطن - قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إن إيران هي من يقرر ما إذا كانت الخطوة الأميركية الأخيرة بنشر قاذفات بي-2 في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي رسالة إلى طهران فيما يبدو أنه تهديد مبطن، معبرا في نفس الوقت عن أمله في أن تفضي المفاوضات الأميركية الإيرانية بشأن برنامج طهران النووي إلى حل سلمي.
وكان مسؤولون أميركيون قد قالوا إن واشنطن نقلت ما يصل إلى ست قاذفات بي-2 في مارس/آذار إلى قاعدة عسكرية أميركية بريطانية في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي، وسط حملة قصف أميركية في اليمن وتصاعد التوتر مع إيران فيما يرى متابعون أن واشنطن تريد التفاوض مع طهران تحت الضغط والتهديد لدفعها نحو الالتزام بتعهداتها النووية. وكان الرئيس الحالي دونالد ترامب انسجب خلال ولايته الاولى في 2018 من الاتفاق النووي لسنة 2015 وقرر فرض عقوبات مشددة على طهران ليعود بعد ولايته الثانية لسياسة الضغوط القصوى.
ولا يوجد سوى 20 قاذفة من هذا النوع في مخزون سلاح الجو الأميركي. وتتميز الطائرة بقدرات التخفي من أجهزة الرادار وحمل أثقل القنابل الأميركية وأسلحة نووية.
وعندما سُئل عما إذا كان الهدف من نشر القاذفات هو توجيه رسالة إلى إيران، قال هيغسيث "سنترك لهم القرار...إنها من الأصول العظيمة... إنها تبعث برسالة للجميع".
سنترك لهم القرار.. إنها تبعث برسالة للجميع
وأضاف خلال زيارة إلى بنما "كان الرئيس ترامب واضحا... لا ينبغي لإيران امتلاك قنبلة نووية. نأمل بشدة أن يركز الرئيس على تحقيق ذلك سلميا".
وكان ترامب قد أعلن بشكل مفاجئ يوم الاثنين أن الولايات المتحدة وإيران ستخوضان محادثات مباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني يوم السبت، محذرا من أن الجمهورية الإسلامية ستكون في "خطر كبير" إذا لم تنجح المحادثات فيما قال مسؤولون إيرانيون ان المحادثات غير مباشرة.
وقد كرر هذه التحذيرات الثلاثاء قائلا للصحفيين بعد توقيع عدة أوامر تنفيذية في البيت الأبيض "أنا لا أطلب الكثير... لكن لا يمكن لهم امتلاك سلاح نووي" مضيفا "إن تطلب الأمر تدخلا عسكريا، فسنفعل".
وعلى الرغم من استخدام قاذفات بي-2 لضرب أهداف الحوثيين في اليمن سابقا، إلا أن معظم الخبراء يرون أن استخدام هذه القاذفة الشبحية مبالغ فيه هناك وبالتالي فان تلك الهجمات رسالة واضحة وقوية لإيران.
والطائرة بي-2 مجهزة لحمل قنابل جي.بي.يو-57 الضخمة التي تزن 30 ألف رطل ومصممة لتدمير أهداف في أعماق الأرض. ويقول خبراء إن هذا هو السلاح الذي يمكن استخدامه لضرب البرنامج النووي الإيراني.
وتتهم القوى الغربية إيران بتنفيذ أجندة سرية لتطوير أسلحة نووية عن طريق تخصيب اليورانيوم إلى مستوى أكبر من المعدل المطلوب لبرنامج مدني. وتقول طهران إن برنامجها النووي مخصص بالكامل لأغراض الطاقة المدنية.
في المقابل ترفض السلطات الإيرانية التفاوض تحت التهديد حيث وجه المرشد الأعلى الإيراني اية الله علي خامنئي بمنع التفاوض مع واشنطن وسط تهديدات يطلقها المسؤولون الاميركيون.
وقال علي شمخاني مستشار خامنئي اليوم الخميس إن طهران قد تعلق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إذا تواصلت بحقها التهديدات الخارجية.
وكتب على إكس "استمرار التهديدات الخارجية ووضع إيران تحت طائلة هجوم عسكري قد يؤدي إلى إجراءات رادعة مثل طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف التعاون معها" مضيفا "قد يكون نقل المواد المخصبة إلى مواقع آمنة وغير معلنة في إيران ضمن خططنا أيضا".
من جانبه أكد قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، الخميس أن الولايات المتحدة وإسرائيل ما زالتا غير قادرتين على استيعاب القدرات العسكرية المتقدمة التي تمتلكها إيران، وخاصة ما يتعلق بدقة الصواريخ الباليستية المطوّرة محليًا.

وقال قاآني، خلال كلمة ألقاها في فعالية رسمية ، إن "دقة صواريخنا ليست نتيجة صدفة، بل هي ثمرة عمل هندسي إيراني متراكم وخبرات ميدانية طويلة"، مضيفًا: "الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لا يفهمون حتى الآن كيف يمكن لصواريخنا أن تصيب أهدافها بهذا المستوى من الدقة، وهذا يشكل مصدر قلق دائم لهم".
وأشار إلى أن قوى "جبهة المقاومة" رغم قلة الإمكانات، تمكنت من الصمود والتفوق في مواجهة ترسانات عسكرية وتقنيات متطورة. واستشهد بصمود غزة بعد أكثر من 14 عامًا من الحصار، ودور "الشباب اليمني" في تطوير قدراتهم الصاروخية، مشيرًا إلى أن مدى الصواريخ التي يمتلكونها ارتفع خلال عام واحد فقط ليصل إلى ما بين 600 و700 كيلومتر، معتبرًا ذلك إنجازًا غير مسبوق على مستوى العالم.
وأوضح أن ما حققته قوى المقاومة في لبنان واليمن من قدرات عسكرية، جاء نتيجة "جهود داخلية وابتكارات ميدانية"، مؤكدًا أن طبيعة هذه القوى تجعلها أكثر قوة كلما تعرضت لضغوط أو اعتداءات مشددا على أن "إرادة الشعوب المقاومة أقوى من التهديدات الخارجية، وأن محاولات قوى الاستكبار، كما وصفها، لن تنجح في كسر عزيمة هذه الشعوب".
وعزز الجيش الإيراني بالتعاون مع الحرس الثوري من استعداداته العسكرية جنوب البلاد على وقع التهديدات بتعرض البلاد لهجمات فيما دعا عدد من المسؤولين والنواب لتغيير عقيدة البلاد والعمل على امتلاك السلاح النووي لردع الإدارة الأميركية.
ولا يستبعد الإيرانيون ان تشارك إسرائيل في أية عملية عسكرية محتملة على مواقعها النووية في حال فشلت المفاوضات المتعلقة بالملف النووي.