الدبيبة يستميل تركيا بمشاريع الطاقة بعد تقارب أنقرة مع حفتر
طرابلس - حثّ وزير النفط والغاز الليبي في حكومة الوحدة الوطنية، المنتهية ولايتها، خليفة عبدالصادق ورئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط مسعود سليمان، خلال اجتماع احتضنته إسطنبول الخميس، الشركات النفطية العالمية بما فيها التركية على الاستثمار في ليبيا والبدء في التنقيب، فيما يبدو أن حكومة عبدالحميد الدبيبة تسعى إلى تقوية علاقاتها مع أنقرة، مدفوعة بمخاوفها من التقارب بين تركيا وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا.
وطوت المباحثات التي أجراها صدام حفتر رئيس أركان القوات البرية منذ أسبوعين خلال زيارته إلى أنقرة والتي توجت باتفاق على تعزيز التعاون العسكري، صفحة العداوة بين الطرفين.
وأرسلت تركيا خلال الآونة الأخيرة إشارات على انفتاحها على التعاون مع السلطات في الشرق الليبي في إطار مساعيها لتحقيق التوازن، في وقت تشير فيه تقارير إلى تراجع الثقة في رئيس حكومة الوحدة الوطنية التي تدير غرب البلاد، في ظل الضغوط الدولية لتسريع الانتخابات وإنهاء المرحلة الانتقالية.
وعقدت ليبيا اجتماعا تعريفيا في إسطنبول للمستثمرين الدوليين في إطار جولة العطاء العام لاستكشاف النفط والغاز على الأراضي الليبية بعد انقطاع دام 17 عاما.
وتهدف هذه التظاهرة للترويج لجولة العطاء التي تم الإعلان عنها أول مرة في العاصمة الليبية طرابلس في 3 مارس/آذار الماضي، بعد اجتماعي هيوستن الأميركية ولندن البريطانية.
وفي كلمته خلال الاجتماع، قال عبدالصادق إن بلاده تقع بالقرب من كتلة اقتصادية وتجارية مهمة مثل أوروبا، فضلا عن العديد من الأسواق الناشئة، موضحا أن ليبيا تمتلك أكبر احتياطيات النفط والغاز في القارة الإفريقية.
وأشار إلى أن الاستقرار قد عاد إلى البلاد، مما يشجع المستثمرين على بدء أنشطة الاستكشاف، مضيفا "أوجِّه لكم دعوة مفتوحة من إسطنبول، أدعوكم للاستثمار في ليبيا والإسهام في تحقيق رؤيتنا لقطاع النفط والغاز".
وأردف "هذه هي أول جولة مناقصات منذ 17 عاما، وتقدم شروطا تعاقدية جديدة وجذابة للمستثمرين"، بدوره أكد سليمان على عمق العلاقات التاريخية والتعاون الشامل في العديد من المجالات بين ليبيا وتركيا.
وأوضح أن ليبيا التي تتمتع بمساحة جغرافية واسعة وأحد أطول السواحل على البحر الأبيض المتوسط في شمال إفريقيا، تمتلك تريليونات الأطنان من احتياطيات النفط والغاز.
وأكد أن ليبيا تمر بمرحلة تحول شاملة في كل مجال في قطاع النفط، وأن الحكومة تركز على تطوير علاقاتها مع صناعة النفط العالمية بشكل أقوى من أي وقت مضى.
ومن المقرر إجراء المناقصة في 15 نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وتوقيع العقود في الفترة ما بين 22 و30 نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي 5 ديسمبر/كانون الأول 2022 أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية رفع حالة القوة القاهرة عن عمليات استكشاف النفط والغاز في ليبيا داعية الشركات النفطية للعودة إلى العمل.
ويبلغ إنتاج ليبيا الحالي من النفط 1.4 مليون برميل يوميا حسب أحدث إحصائية للمؤسسة الوطنية الليبية للنفط عبر موقعها الالكتروني.
وليبيا التي تعفيها منظمة (أوبك) من قرار تخفيض الإنتاج، تعتمد بنسبة 90 بالمئة على مبيعات النفط لتمويل ميزانيتها.
وتمتلك تركيا نفوذا كبير في ليبيا بعد أن دعمت عسكريا حكومة الوفاق الوطني السابقة بقيادة فائز السراج خلال المواجهة مع الجيش الوطني الليبي في حرب 2019 ما منع قوات المشير خليفة حفتر من دخول العاصمة طرابلس ومدن المنطقة الغربية.
ويواجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة اتهامات بخدمة مصالح أنقرة وفتح الأبواب أمام التمددي التركي في البلاد، مقابل تأمين الدعم الذي يبقيه في السلطة.
وكان الدبيبة قد وقع مع تركيا في العام 2022 اتفاقية للتنقيب عن النفط والغاز في المياه المشتركة بناء على اتفاق أبرم في العام 2019، في خطوة أثارت انتقادات واسعة، وفاقمت المخاوف من التوسع التركي في البلاد.
وكشف وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار في وقت سابق أن بلاده مهتمة بعرض من حكومة الدبيبة للتنقيب عن الطاقة قبالة سواحل ليبيا، ما أثار قلق عدة دول من بينها مصر واليونان وفرنسا التي تسعى إلى احتواء النفوذ التركي بعد الجدل الذي أثارته اتفاقية ترسيم الحدود البحرية في 2020.