تحالف 'قرار ' يؤسس لإضعاف المالكي وتعزيز حظوظ السوداني في الانتخابات
بغداد - يشير توجه تيّار ''الفراتين'' بزعامة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وهادي العامري أمين عام منظمة بدر وفالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي إلى تأسيسي تحالف انتخابي تحت اسم "قرار"، إلى تحرك بعض قوى الإطار التنسيقي، الجامع للأحزاب الموالية لإيران، إلى تعزيز حضوظ السوداني في الاستحقاق المقبل وإضعاف نوري المالكي رئيس ائتلاف "دولة القانون"، أمين عام حزب الدعوة الإسلامية، بعد تصاعد الخلافات بين الرجلين على خلفية عدة قضايا، وأدت إلى مناكفة سياسية شبّهها مراقبون بـ"حرب باردة''.
ويشير هذا التطور إلى تحولات في العلاقات بين القوى الشيعية، وقد انعكس ذلك على علاقة إيران ببعض حلفائها التقليديين ومن بينهم نوري المالكي، بينما يعتقد أن طهران تركز حاليًا على دعم الاستقرار السياسي في العراق وقد ترى في محمد شياع السوداني شخصية قادرة على تحقيق ذلك.
وتوقع المصدر نفسه أن تفضي مباحثات تجرى في الوقت الراهن إلى انضمام رئيس كتلة ''سند'' وزير العمل أحمد الأسدي وقائد كتائب "سيد الشهداء" أبوآلاء الولائي بالإضافة إلى كتلة "حقوق" المنبثقة عن كتائب حزب الله، إلى تحالف ''قرار"، وكلها مدعومة من إيران.
وشكّلت هذه القوى النواة الصلبة للإطار التنسيقي الذي دعم السوداني ولعب دورا بارزا في توليه السلطة ولطالما ضغط على رئيس الوزراء في عدة ملفات وذهب إلى حد تهديده بالدفع إلى إقالته.
ويرجح أن الخلافات بين القوى الموالية لإيران عجّلت بانقسامها، خاصة بعد تباين وجهات النظر بينها، وسط توقعات بأن يخوض ائتلاف ''دولة القانون'' وعصائب أهل الحق وائتلاف الحكمة الانتخابات المقررة في أكتوبر/تشرين الأول بأكثر من قائمة.
وسيركز تحالف ''قرار" الذي سيقوده العامري أو السوداني، برنامجه الانتخابي على الإصلاح الإداري والخدمي مع الانفتاح على الشركاء الكرد والسنة، وفق المصدر نفسه.
ويرى مراقبون أن إيران باتت مقتنعة بأن مصالحها تحتّم عليها دعم السوداني خلال المرحلة الحالية، مدفوعة بمخاوفها من أي مغامرة قد تؤدي إلى تغير المعادلة بما يهدد جهودها الرامية إلى مزيد تعزيز نفوذها في العراق، خاصة بعد التغييرات الجيوساسية الأخيرة في المنطقة وسقوط نظام حليفها بشار الأسد في سوريا وإضعاف حزب الله اللبناني بعد المواجهة الأخيرة مع إسرائيل.
ويرجح أن طهران قد اتخذت قرارا تكتيكيا بدعم رئيس الوزراء العراقي في الوقت الحالي، دون التخلي بشكل كامل عن دعمها لنوري المالكي. وكان الإطار التنسيقي هو من رشح السوداني المقرب من نوري المالكي لرئاسة الحكومة في العام 2022 وهو الذي دخل في معركة لي أذرع مع مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري في نزاع مرير تحول إلى العنف أحيانا قبل أن يعتزل الصدر السياسة تاركا الساحة لخصومه من القوى الشيعية.
وشقّت الخلافات بشأن عدة قضايا من بينها ما يتعلق بإدارة الدولة والسياسات الحكومية، طريقها بين السوداني والمالكي الذي دعا العام الماضي إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة محذرا من عملية بيع وشراء الأصوات، في خطوة اعتبرها البعض محاولة لتقويض فرص السوداني في ولاية ثانية وأقامت الدليل على وصول العلاقات بين حلفاء الأمس إلى نقطة اللاعودة.
ويسعى السوداني إلى الحفاظ على توازنات سياسية دقيقة في علاقاته مع مختلف القوى السياسية، كما يقدم نفسه شريكًا موثوقًا للاعبين أساسيين في المنطقة، بمن فيهم إيران، ولطالما وجد نفسه عالقا بين عدم إغضاب طهران وإرضاء الولايات المتحدة التي يسعى إلى تمتين العلاقات معها وإخراج التعاون بين بغداد وواشنطن من دائرة الملف الأمني إلى عدة مجالات تتصدرها الطاقة والاقتصاد والاستثمارات.
ويرى مراقبون أن إيران تسعى إلى تحقيق مصالحها في العراق من خلال دعم القوى التي ترى أنها قادرة على تحقيق الاستقرار والحفاظ على نفوذها، بينما انعكس ذلك على علاقاتها مع قادة القوى الموالية لها والتي لعبت دورا محوريا في توسيع حضورها، دون أن يعني ذلك بالضرورة التخلي الكامل عنها.