أكراد سوريا يتدربون على استخدام السلاح تحسبا لهجمات

مسؤول كردي يؤكد اتخاذ تدابير خشية تكرار سيناريو أحداث الساحل في شمال شرق سوريا.

دمشق - قال سكان في مدينة القامشلي بشمال شرق سوريا إن مدنيين يتلقون تدريبا مكثفا على كيفية استخدام السلاح وحماية أحيائهم من الهجمات المحتملة، ما يشير إلى أن الاتفاق الموقع بين الإدارة السورية وقوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا بـ"قسد" المدعومة من واشنطن، لم يبدد مخاوف الأكراد، خاصة مع اعتزام الولايات المتحدة سحب قواتها من المنطقة.

وذكر نبيل إسماعيل، الذي كلفته الإدارة الكردية بتدريب مدنيين على الدفاع واستخدام السلاح، أن هذه المبادرة جاءت بعد أعمال العنف الأخيرة في الساحل السوري حيث قُتل مئات العلويين في أوائل مارس/آذار انتقاما فيما يبدو لمقتل أفراد من قوات الأمن السورية الجديدة في كمين نصبه مسلحون موالون للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وهو علوي.

وقال نبيل "عم نتدرب داخل التدريب، تجديد التدريب، لحتى هالمجتمع بكل مكوناته يقدر يحمي حاله بعد أيام اللي بده يصير، نأخذ التدابير مشان اللي بيصير بالساحل ما يصير عندنا بشمال شرق سوريا".

وأضاف أن الاتفاقات التي وقعتها السلطات الكردية والحكومة السورية لا تعني أن الناس تثق في المقاتلين الأجانب المتهمين بالمشاركة في أعمال العنف.

واستطرد قائلا "في اتفاقيات بيناتنا، أما هاي الاتفاقيات إلنا ثقة يا ترى (فيها)؟ كل واحد جاي من مكان، إللي جاي من تركيا، وإللي جاي من أفغانستان، وإللي جاي من قازاخستان، وإللي جاي من الشيشان، وكل واحد عم يمشي على هواه، لليوم هذا ما عم نلاقي ضبط للقوات إللي بتسمي حالها إسلامية".

ووقعت قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة وتسيطر على جزء كبير من شمال شرق سوريا الغني بالنفط، اتفاقية مع حكومة دمشق الشهر الماضي للانضمام إلى مؤسسات الدولة السورية الجديدة.

وأضاف نبيل "اطمنا إن الشعب يقدر يحمي نفسه بنفسه، وعلى هذا الأساس عم يصير كل التدريبات لحتى مع الأيام الشيء إللي بيصير بالساحل ما بيصير برأس شعب شمال شرقي سوريا".

كما تدرب سكان في القامشلي على كيفية تفتيش السيارات التي تدخل مدينتهم عند نقاط. وقال بدر عبداللطيف "إحنا جينا لهون مشان نكون مستعدين وتدربنا على السلاح تدريب جيد وباستطاعتنا أن نقاوم أي عدوان على المنطقة التي نسكن فيها".

ويراقب الغرب قادة سوريا عن كثب للتأكد من أنهم سيكبحون جماح المقاتلين الإسلاميين، الذين قتلوا مئات العلويين، وسيشكلون حكومة شاملة ذات مؤسسات فعالة وسيحافظون على النظام في بلد مزقته الحرب الأهلية على مدى سنوات وسيمنعون عودة ظهور تنظيمي الدولة الإسلامية و القاعدة.

وانضم آلاف الأجانب من المسلمين السنة من دول، مثل الصين وألبانيا وروسيا وباكستان، إلى المعارضة السورية في بداية الحرب الأهلية لقتال القوات المناصرة للأسد والفصائل الشيعية المدعومة من إيران والتي كانت تسانده مما أضفى على الصراع طابعا طائفيا.

ويشير تقييمان من دول غربية إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع يعتمد بعد حل الجيش السوري على قوة صغيرة نسبيا من نحو 20 ألف مقاتل من عدة فصائل متباينة ومن بينهم أجانب.

وقال دبلوماسيون ومحللون إن هذا يجعله يعتمد على عشرات الآلاف من المقاتلين من فصائل أخرى، بعضها متشدد للغاية، مطلوب منه محاربتها، وبالتالي قد يعيد التحرك ضدهم سوريا إلى الحرب.

ومن المرجح أيضا أن يتأثر الوضع الأمني في شمال شرق سوريا بالانسحاب المقرر للقوات الأميركية المتمركزة في المنطقة.

وهناك نحو ألفي جندي أميركي في قواعد بسوريا معظمها في الشمال الشرقي. وتعمل هذه القوات مع تلك المحلية لمنع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية، الذي سيطر عام 2014 على مساحات شاسعة من العراق وسوريا، قبل دحره.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" هذا الشهر أنها تخطط لخفض عدد هذه القوات إلى نحو ألف جندي.