قمة أبوظبي تستكشف العلاقة بين الثقافة والإنسانية

النسخة السابعة تنطلق بمشاركة أكثر من 180 متحدثا من قادة الفكر والفنانين والمبدعين وصناع السياسات من أنحاء العالم.

أبوظبي - تحت شعار "الثقافة لأجل الإنسانية وما بعد"، انطلقت أنشطة وفعاليات النسخة السابعة من القمة الثقافية أبوظبي، الأحد، في منارة السعديات، بمشاركة أكثر من 180 متحدثا من قادة الفكر والفنانين والمبدعين وصناع السياسات من أنحاء العالم.

وتوفر القمة للمشاركين فرصة لتبادل تجاربهم وممارساتهم مما يعزز من فهم التنوع الثقافي ويوسع أفق التفكير، فالدورة السابعة من القمة الثقافية المنعقدة في الفترة الممتدة بين السابع والعشرين والتاسع والعشرين من أبريل/نيسان الجاري تستكشف العلاقة الحيوية التي تربط بين الثقافة بمفهومها الشامل والإنسانية وجودا وقيما، في ظل التحولات والتغيرات العالمية المتسارعة.

وتستلهم القمة شعارها لتناول التغيرات والتبدلات التي طرأت على توزيع القوى والأقطاب العالمية بدءا من الربع الأول للقرن الحالي والتنازع فيما بينها ما أدى إلى خلق شعور بعدم الثقة في المستقبل، مع ما رافق ذلك من التساؤلات المشروعة حول معنى "الإنسانية" وصولاً إلى ضرورة استنتاج ما تتطلبه المرحلة القادمة من إعادة التفكير بمفاهيم المساواة والعدالة والحرية والأنسنة بهدف بناء القواسم الإنسانية المشتركة الجديدة لمستقبل مستدام.

وتشهد القمة مشاركة عدد من الشخصيات البارزة من بينهم جيني شيبلي رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، وإيفيتا راديتشوفا رئيسة وزراء سلوفاكيا السابقة، ومو جودت المؤلف والرئيس التنفيذي السابق للأعمال في غوغل إكس، وجلين لوري مدير متحف ديفيد روكفلر للفن الحديث، وتيم مارلو الرئيس التنفيذي ومدير متحف التصميم في لندن، وتوماس هيثرويك المؤسس والمدير الإبداعي لاستوديو هيثرويك، ومايا هوفمان رئيسة مؤسسة لوما، وهاشم سركيس عميد معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكولين أتود مصممة الأزياء الشهيرة، وسوزان باك موريس أستاذة الدراسات الثقافية، وويليام سارجنت رئيس مجلس إدارة استوديو "فريم ستور"، وإياد رهوان مدير معهد ماكس بلانك للتنمية البشرية، وكويو كوه المديرة التنفيذية لمتحف زايتز للفن الأفريقي المعاصر.

ومن بين المشاركين ف القمة أيضا بيدرو فارجاس ديفيد الرئيس التنفيذي لصندوق "ألباك كابيتال" الاستثماري ورئيس مجلس إدارة شبكة "يورونيوز" الإخبارية، وعماد الدين مسدوا مدير الشؤون الحكومية في منصة سوبتيفاي بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وماجدالينا مورينو موخيكا المديرة التنفيذية للاتحاد الدولي لمجالس الفنون ووكالات الثقافة، والأكاديمية منى صديقي أستاذة الدراسات الإسلامية والحوار بين الأديان في جامعة أدنبره، والموسيقار العراقي العالمي نصير شمه الذي يُعد من أبرز عازفي العود في العالم العربي ويمثل نموذجًا فريدًا في المزج بين الفن والعمل الإنساني.

وقال نصير شمه في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام" "تنعقد القمة هذا العام وسط تحولات كبرى يشهدها العالم خاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتفاقم التحديات السياسية والاجتماعية والثقافية بشكل لافت، ونحن نشهد ثورة في الذكاء الاصطناعي وتحولات تقنية هائلة وهذه التغيرات تتطلب قراءة جديدة للدور الثقافي وإعادة تموضع للفن في خدمة الإنسان".

وأكد أن القمة الثقافية أبوظبي، منصة سنوية مرموقة تجمع صناع القرار وقادة الفكر والمبدعين من مختلف أنحاء العالم لمناقشة تأثير الثقافة والإبداع في مواجهة التحديات المعاصرة، كما تسلط الضوء على دور الثقافة في بناء مجتمعات أكثر مرونة وإنسانية وتعزز التعاون بين القطاعات المختلفة من خلال تبادل الرؤى والأفكار، مشيرا إلى أنه "يُراعى في كل دورة اختيار المشاركين بعناية فائقة بما يضمن إثراء النقاشات وطرح رؤى متنوعة من خبراء ومؤثرين في مجالات الثقافة والفن والفكر، إضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية ومؤسسات أكاديمية وثقافية بارزة".

وتهدف القمة هذا العام إلى إعادة التفكير في المفهوم الإنساني، من خلال استكشاف كيف يمكن للثقافة أن تؤدي دورًا جوهريًا في تشكيل مستقبل عالمي مستدام وشامل.

ويشمل برنامج القمة التي تعد الحدث الثقافي العالمي الرائد الذي يسلّط الضوء على دور الثقافة والإبداع في تشكيل المجتمعات وبناء مستقبل أكثر إنسانية، جلسات حوارية رئيسية ومناقشات فنية وورش عمل تفاعلية، إضافة إلى عروض فنية، ومعارض إبداعية، وفعاليات تفاعلية مجتمعية تسعى لتعزيز المشاركة الثقافية والتبادل المعرفي بين الأفراد من مختلف الخلفيات.

وسيناقش المشاركون على مدى ثلاثة أيام في حوارات وجلسات نقاشية ثرية، مستقبل الثقافة وعلاقتها بالإنسانية مع التركيز على كيفية تجاوز التفكير التقليدي واعتماد أساليب جديدة تعيد رسم ملامح الحاضر والمستقبل.

وتستعرض القمة ثلاثة محاور رئيسية على مدار أيامها؛ إذ تناقش في اليوم الأول التحولات العالمية من الثورة الرقمية إلى التغيرات الجيوسياسية وتأثيرها على المشهد الثقافي، وفي اليوم الثاني كيفية تكيّف المنظومة الثقافية مع التحديات الجديدة واستثمار الفرص الحديثة، وتقدم في الثالث حلولاً وأطرًا مبتكرة تعيد تشكيل العلاقة بين الثقافة والإنسانية.

وشملت فعاليات اليوم الأول محاضرة بعنوان "تحديات الاستفادة من التطورات المتسارعة للذكاء الاصطناعي" ألقاها مو جودت رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في شركة فلايت ستوري والرئيس التنفيذي الأسبق للأعمال في منصة غوغل إكس.

كما أقيمت ندوة بعنوان "تجسير الثقافة: دورة الثقافة في تشكيل الحوكمة العالمية" تحدث فيها إريك ألتر عميد أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، وإيفيتا راديتشوفا رئيسة وزراء سلوفاكيا السابقة، وجيني شبيلي رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، وقسام أوتيم رئيس موريشيوس السابق.

وعقدت اليونسكو ومعهد الإحصاء التابع لها ورشة عمل بعنوان "إعادة التفكير في مفاهيم القياس الثقافي" تناولت أطر ومنهجيات جمع البيانات وقواعد البيانات وبناء القدرات الإحصائية الوطنية.

وتنظم دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي القمة منذ عام 2017 بالتعاون مع شركاء عالميين مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ومجلة ذي إيكومنست إمباكت ومؤسسة متحف سولومون آر غوغنهايم وعدد من المؤسسات الفنية والتكنولوجية الإماراتية.

وتعكس القمة التزام أبوظبي بتعزيز دور الثقافة كقوة موحدة وبناء مستقبل مستدام يُحتفى فيه بالتنوع الثقافي والابتكار الإبداعي وتقديم منصة عالمية للحوار والتعاون بين مختلف المجتمعات.

كما تسعى القمة إلى تعزيز مكانة العاصمة أبوظبي مركزا عالميا للابتكار الثقافي، وتقديم نموذج ملهم لكيفية توظيف الثقافة كأداة للتغيير الاجتماعي والاقتصادي، وتؤكد التزام أبوظبي بتعزيز الحوار الثقافي العابر للحدود وبناء مستقبل يستند إلى قيم الشراكة والتنوع والاحترام المتبادل.