العلاقة بين القصة والرواية بالعدد الجديد من 'البيان'

المجلة تسأل عدد من الكُتّاب 'ما الذي يصنع الرواية الجديدة؟'، وتساؤلات مُلحة حول الهويّة الثقافية وعلاقتها بالتطور التكنولوجي في العدد.

صدر في الكويت العدد رقم 658 لشهر مايو/حزيران 2025 من مجلة "البيان" الثقافية الشهرية الصادرة عن رابطة الأدباء الكويتيين، برئاسة تحرير حميدي حمود المطيري وسكرتارية تحرير أفراح فهد الهندال.

تصدر صفحات العدد مقال افتتاحي بعنوان: "فعاليات الكويت عاصمة للثقافة العربية 2025.. أسئلة جديدة بين الماضي والحاضر.. للمستقبل"، حيث ألقت المجلة الضوء على أهمية هذه الفعاليات في ظل التحولات  الرقمية والعولمة المتسارعة.

وطرح المقال تساؤلات مُلحة حول الهويّة الثقافية وعلاقتها بالتطور التكنولوجي، وتأثير الإعلام المتزايد على الوعي الجمعي وتشكيل الرأي العام، مؤكدًا على الدور الحيوي للمفكرين والباحثين في مواجهة هذه التحديات وضمان استدامة التنمية الثقافية. كما أشار المقال إلى ندوة "الثقافة في الكويت قبل النفط" التي نظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والتي استعرضت جوانب ثرية من تاريخ الثقافة الكويتية وعلاقاتها الإقليمية، وشدّد المقال على أهمية التربية والتعليم في تنشئة أجيال قادرة على مجابهة تحديات العصر.

وفي موضوعات العدد: أجرت جوري الشعار  استطلاعا حمل عنوان "السرد الجميل لا يكفي.. ما الذي يصنع الرواية الجديدة؟" حيث تعددت آراء المتحدثين من الكُتّاب حول هذا الموضوع وتباينت رؤاهم حول معايير جودة الرواية.

أكد المتحدثون على أن الرواية المتميزة تتجاوز جمالية السرد لتشمل عمق الشخصيات، وسلامة اللغة، وتماسك البناء الفني، مشيرين إلى أن العمل الروائي الجيد يثير المتعة الفكرية والعاطفية ويدفع القارئ نحو اكتشاف الذات وعوالم جديدة. كما اتفقت الآراء على أهمية "الذكاء" في بناء النص و"المتعة" المستمدة من سلاسة السرد والوصف والتأمل وتنامي الأحداث، مع التأكيد على أن الرواية الفريدة قد تتجاوز المعايير التقليدية بفرادتها، شريطة امتلاك الكاتب للتجربة الإنسانية واللغة وأدوات السرد.

وحذر المشاركون في الإستطلاع من الاكتفاء بالمعلومات دون عمق فني، مشددين على ضرورة وجود رؤية واضحة لدى الكاتب للقضية والعالم، وأن العمل الروائي المؤثر يترك بصمة حقيقية لدى القارئ. واختتم الاستطلاع بالتأكيد على أهمية "الإقناع" و"الإمتاع" في جذب القارئ، مع الإشارة إلى أن كل رواية جيدة قد تقدم تصورًا جديدًا لفن الرواية، والتأكيد على حرية الكتابة ورفض الرقابة، مع صعوبة وضع معايير نهائية لجودة الرواية.

وعلى صفحات العدد أيضا:أجرى ممدوح عبد الستار حوارًا مُعمقاً مع الكاتب عبد الجليل الوزاني، الذي عبر عن رؤيته للعلاقة بين القصة والرواية قائلاً: "لا أستطيع التنفس في مكان ضيق كالقصة... أما الرواية فتمكنني من ذلك".

وفي قسم السرد، قدم محمد ياسين القطعاني نصًا مؤثرًا بعنوان "أريد أبي"، بينما يأخذنا نبيل موميد في رحلة سردية مع "العائدة".

أما في الدراسات الأدبية، فقد تناول د. فايز الداية "دلالات البحر في تجربة الشاعرة د. سعاد الصباح"، محللا العمق الرمزي للبحر في شعرها. وقدم محمد الحباسي قراءة معمقة لرواية غسان كنفاني "رجال في الشمس" من خلال دراسة بعنوان: "رحلة الشمس والظل في رواية رجال في الشمس".

وفي قسم النقد، استعرض نذير جعفر رواية "الأفول الطويل" لوليد الرجيب، باحثًا عن "الحنين إلى الفردوس المفقود" فيها. بينما ركز موسى إبراهيم أبو رياش على "التفاصيل الكاشفة في قصص نجمة واحدة قد تكفي لباسمة العنزي".

وفي قسم "رؤى"، قدمت هدى محمد كريمي نظرة في "علاقة الأدب بالفن"، مستكشفة أوجه التداخل والتأثير المتبادل بينهما.

وفي "بيت الترجمة"، قدمت نسيبة بدر القصار ترجمة لنص "وحدة" للكاتب يشار كمال. كما تضمن العدد حوارًا مع الكاتب الفرنسي جان كريستوف ريفان بترجمة سعيد بن الهاني.

واختتمت المجلة عددها بإبداع شعري عن القضية الفلسطينية لعبدالله زكريا الأنصاري بعنوان "قد سئمنا ...".

يُذكر أن العدد الأول من المجلة صدر في شهر أبريل/نيسان عام 1966 فيما تأسست رابطة الأدباء الكويتيين - التي تصدر عنها المجلة – عام 1964، وتواصل مجلة "البيان" صدورها للعقد السادس على التوالي مقدمة إسهامات لافتة في إثراء المشهد الثقافي الكويتي والخليجي والعربي وتستقطب المجلة نخبة من الأقلام العربية المتخصصة في شتى مجالات الثقافة والمعرفة.