تدخلات اجتماعية وسياسية تنجح باحتواء اشتباكات مسلحة في أربيل

المنطقة تخضع لإجراءات أمنية مشددة، بالتزامن مع استمرار الجهود الرسمية والعشائرية لتطويق تداعيات الحادث.

بغداد - أفادت وكالة الأنباء العراقية "واع" باندلاع اشتباكات مسلحة بين إحدى العشائر في أربيل مع قوات البيشمركة ليل الثلاثاء، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، قبل أن تتدخل أطراف سياسية واجتماعية للتهدئة واحتواء الأزمة، وسط خشية من عودة النزاع في حال عدم التوصل إلى حلول عملية.

وقال مصدر محلي إن "نزاعا مسلحا حصل بين عشيرة الهركية والقوات الأمنية في قضاء خبات بمحافظة أربيل، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وحرق عدد من العجلات الأمنية".

وأضاف المصدر أن "النزاع هو حول سقي الأراضي الزراعية بعد تغيير مسار أحد المجاري النهرية المتفرعة من الزاب الكبير". كما أشار المصدر إلى أن "زعيم عشيرة الهركية وجه نداء إلى بقية العشائر في محافظة أربيل للوقوف الى جانبهم".

ونشرت صفحات إخبارية محلية مقاطع فيديو توثق هذه الاشتباكات العنيفة. كما أظهرت المقاطع المصوّرة حشوداً من أنصار عشيرة الهركي وهم يتجمّعون في مناطق مختلفة، استجابة لنداءات انتشرت عبر الإنترنت تدعوهم إلى مساندة ذويهم، فيما أُغلقت بعض الطرق المؤدية إلى مواقع التوتر وسط إجراءات أمنية مشددة.

وقالت مصادر أمنية إن النزاع الذي بدأ بين عشيرتي الهركي وكوران، تطور لاحقاً إلى مواجهات عنيفة استخدمت فيها أسلحة متوسطة وثقيلة، وأدى إلى إحراق عربات تابعة لقوات الزيرفاني، وهي قوة نخبة ضمن تشكيلات البيشمركة.

وبحسب مسؤول الاتحاد الوطني الكردستاني في ناحية كلك، نوشيروان هركي، فإن الاشتباكات أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة آخرين من أبناء عشيرة الهركي، في وقت لم تتمكن فيه القوات الأمنية من السيطرة الكاملة على الوضع، رغم إرسال تعزيزات كبيرة من أربيل إلى المنطقة.

ووصلت قوة أمنية مؤلفة من أكثر من 300 سيارة إلى موقع الاشتباك، لكنها لم تنجح في احتواء الأزمة، في ظل استمرار إطلاق النار وتبادل القذائف، كما أكدت مصادر محلية تحرك قوات من جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان نحو خبات في محاولة للسيطرة على الوضع، قبل أن يهدأ صباح الأربعاء.

وكانت حكومة إقليم كردستان قد تدخلت في وقت سابق لاحتواء النزاع الذي اندلع يوم السبت، وأحالت الملف إلى محكمة أربيل، لكن الهدوء الذي أعقب ذلك لم يدم طويلاً.

وحذرت شخصيات عشائرية من انفجار الأوضاع في حال عدم التوصل إلى حلول عملية، مشيرة إلى امتلاك الطرفين لأسلحة متطورة.

وقد أثارت هذه الأحداث الدامية قلقًا واسعًا في أوساط المجتمع المحلي، فيما بادرت شخصيات سياسية واجتماعية إلى التحرك سريعًا للتهدئة واحتواء الأزمة. وأفادت مصادر مطلعة بدخول وسطاء ومسؤولين في الإقليم على خط الأزمة، سعياً للتوصل إلى تسوية سلمية تنهي التوتر وتمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

وتخضع المنطقة حاليًا لإجراءات أمنية مشددة، بالتزامن مع استمرار الجهود الرسمية والعشائرية لتطويق تداعيات الحادث، وسط دعوات لضبط النفس واتباع السبل القانونية لحل النزاعات، بعيدًا عن استخدام السلاح والعنف.

ويشير تصاعد النزاعات المسلحة العشائرية في كردستان إلى عمق التحديات الأمنية في الإقليم، حيث يعاني من أزمات اقتصادية وصراعات داخلية بين القوى السياسية والأمنية. وقد يدفع استمرار هذه الأحداث نحو مزيد من عدم الاستقرار، ويعقد المشهد الأمني في الإقليم الذي يعد أحد المناطق شبه المستقرة في العراق مقارنةً بباقي المناطق.