أطفال المخيمات السورية تجارة رابحة على تيك توك

هل بقيت طريقة في جعبة تجار الأزمة السورية لم يستخدموها حتى الآن؟

على شاشة بي بي سي تحقيق استقصائي مهم وخطير في آنٍ معاً حمل عنوان "التسول على تيك توك" ويغوص التحقيق في مخيمات اللاجئين في شمال سوريا ليجد طينها وبؤسها وفقرها وجوعها ومأساتها وعوزها قد تحولوا لمصدر دخل يومي لشركات وأشخاص وتطبيقات على أجهزة الهاتف الذكية تجني مالاً "أسود" وتلقي بفتات الدولارات للعائلات السورية في المخيمات.

الأطفال السوريون في المخيمات يتسولون لساعات طويلة على تيك توك من أجل هدايا رقمية يمكن تحويلها أو نقود حقيقية، لكن تلك النقود لا تذهب كلها لهم، تصور. فعلى سبيل المثال إذا أردت أن تتبرع بمبلغ 100دولار على شكل هدية لهؤلاء الأطفال، فإن تيك توك يأخذ نسبة 70%؜ من هذا المبلغ، وصاحب البث يأخذ تقريباً 10%؜، والذي يُخرج تلك النقود من البرنامج الى الكاش يأخذ 10%؜.. فيبقى تقريباً أقل من 10%؜ للطفل وعائلته الفقيرة!

بالطبع الأمور تبدو واضحة، فكيف لعائلات تعيش في ظروف بالغة القسوة أن يمتلكوا فجأة أجهزة خليوي حديثة واتصال انترنت واشتراك في تيك توك، ولأن تيك توك كما يصفها الوثائقي تتصف بنزعة شرهة للنمو فانها تعمل على إنشاء وتمكين نظام بيئي يعمل على استغلال معاناة الناس لذا نجد أن غالبية المتبرعين هم من بريطانيا لانهم اسخياء جداً لذا يتم توفير بطاقات هاتف دولية وبريطانية في المخيمات والشمال ليكون الجمهور المستهدف بريطانيا سخيا.

ويبرز الفيلم الوثائقي نماذج من مشغلي البث المباشر ولكل منهم عدة عائلات يتفقوا معهم على الجلوس لساعات طويلة أمام عدسة الموبايل ومن الضروري جداً أن يكون الأطفال في كادر الفيديو وأن يستجدوا المال عبر حركات غريبة وتلقينهم بكلمات انكليزية بسيطة لأن الطفل المشرد والفقير والمشرد بضاعة رابحة في نظر الغرب وكلما زادت ساعات البث وتطورت الحركات أمام العدسة كلما زادت أموال الشركات ووكلاءها على الأرض في المخيمات.

يقال إنه "زمن التفاهة" لكنه يبدو أنه "زمن القذارة" في محتوى قميء على شبكات تواصل لم تعد تبيع الوهم كما كانت. بل باتت تتاجر بآلام الناس ومعاناتهم وهي لا تختلف كثيراً عن تجار الأعضاء البشرية.

هل بقيت طريقة في جعبة تجار الأزمة السورية لم يستخدموها حتى الآن؟

على ما يبدو أن وجع الناس وألمهم لايزال صناعة سوداء رائجة ورابحة، وربما تصفعنا الأيام القادمة بالجديد والمبتكر في استغلال وجع السوريين؟!