الامارات ترسّخ ريادتها في انتاج الهيدروجين النظيف بمشروع فريد

مجموعة 'بيئة' تعلن بدء العمل في الشارقة على اول محطة تجارية للهيدروجين المستخرج من النفايات في العالم دون انبعاثات كربونية.

الشارقة – اعلنت مجموعة "بيئة" الإماراتية عن بدء العمل بأول محطة تجارية للهيدروجين المستخرج من النفايات في العالم، تماشيا مع استراتيجية الإمارات الوطنية للهيدروجين 2050 الهادفة إلى ترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي لإنتاج وتصدير الهيدروجين منخفض الانبعاثات بحلول 2031.

ووقعت المجموعة الاماراتية اتفاقية تطوير مشتركة مع كل من "تشينوك هيدروجين" البريطانية، الشركة المتخصصة في تقنيات تحويل النفايات إلى طاقة، و"إير ووتر"، الشركة اليابانية المتخصصة في الأعمال ذات الصلة بالموارد الطبيعية والحفاظ عليها.

ويتربع الهيدروجين الأخضر على عرش حلول الطاقة البديلة إذ يمكن تخزينه لفترات طويلة من الزمن، لكن تبقى تكلفة استخراجه وتخزينه والجدوى الاقتصادية من تطبيقاته العائق الرئيسي أمام انتشاره، ويفرض الهيدروجين نفسه علي أجندة التغيّر المناخي بهدف إيجاد حلول وتقنيات فعالة تسهل الانتقال إلى الاقتصاد النظيف.

ويأتي هذا التعاون في أعقاب الإنجازات الاستثنائية التي حققتها أول محطة تجريبية في العالم لتحويل النفايات إلى هيدروجين أخضر ممتاز، والتي اُفتتحت آخرًا في مدينة نوتنغهام البريطانية في إطار التحالف الثلاثي الذي أُبرم بين مجموعة بيئة وشركتي "تشينوك هيدروجين" و"إير ووتر"، ضمن مساعي المجموعة الرامية إلى دعم جهود دولة الإمارات لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وحققت المحطة التجريبية إنجازات كبيرة من خلال تبني حل عملي فعال يسهم في إنتاج الهيدروجين الأخضر الممتاز من النفايات دون انبعاثات كربونية، حيث تعمل المحطة على تحويل مختلف النفايات البلدية الصلبة والنفايات البلاستيكية والخشبية غير القابلة لإعادة التدوير، إلى خلايا هيدروجين أخضر متصلة بوحدة خلايا وقود تويوتا التي تولد الطاقة من الهيدروجين المنتج، على غرار خلية الوقود المثبتة في مركبات خلايا وقود الهيدروجين مثل: "تويوتا ميراي".

وتوظف المحطة تكنولوجيا "روديكس"، التي تشمل عملية الانحلال الحراري، والتي ابتكرتها شركة "تشينوك هيدروجين" في أعقاب 23 عامًا من البحث والتطوير والتحسين، أسفرت عن إنشاء 18 وحدة لتحويل المواد الصلبة إلى غاز، أو ما يُعرف بعملية "التغويز)" في مختلف أنحاء العالم، وهي تكنولوجيا مبتكرة حاصلة على براءة الاختراع في استخدام التحلل الحراري النشط للهيدروجين، لمعالجة مجموعة واسعة من النفايات العضوية، تشمل: النفايات البلدية الصلبة، والنفايات البلاستيكية غير القابلة لإعادة التدوير، وحمأة الصرف الصحي، والكتل الحيوية والخشبية، لإنتاج ما يُعرف باسم "غاز الاصطناع" الذي يتألف من غازات الهيدروجين وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون والميثان.

ويبرز نظام "روديكس" بوصفه التقنية الوحيدة في العالم التي تعالج النفايات بطاقة منخفضة لإنتاج "غاز الاصطناع"، الذي يشكل الهيدروجين ما يقارب 50% منه، ويُكرر هذا الغاز بواسطة تقنية تكرير الهيدروجين التي طورتها "إير ووتر" اليابانية لإنتاج الهيدروجين العالي النقاء، الذي يمكن استخدامه في خلايا وقود المركبات التي تعمل بالهيدروجين في قطاع النقل، وغيرها من الاستخدامات الكيميائية والصناعية الدقيقة.

كما تحرص المحطة على احتجاز غاز ثاني أوكسيد الكربون الناجم عن عملية الانحلال الحراري وتخزينه وتنقيته، مما يجعل هذه العملية محايدة كربونيًا.

ويسهم نظام "روديكس" لتحويل المواد الصلبة إلى غاز من خلال الانحلال الحراري المستخدم في المحطة؛ في إنتاج ما يصل إلى 1.5 طن من الهيدروجين الأخضر الممتاز يوميًا، إذ تضمن عملية التحلل الحراري النشط للهيدروجين، التي يُتحكم فيها عن طريق نظام الذكاء الهيدروجيني، إنتاج الهيدروجين الأخضر الممتاز، في عملية تعد الأقل تكلفة في العالم حاليًا.

وستعتمد المجموعة عملية مماثلة لإنتاج 7 أطنان من الهيدروجين الأخضر الممتاز يوميًا في أول محطة تجارية في العالم لإنتاج الهيدروجين ستُبنى في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وصولًا إلى تحقيق الهدف النهائي وهو زيادة قدراتها الإنتاجية تدريجيًا، وصولًا إلى 20 طنًا من الهيدروجين الأخضر الممتاز يوميًا، ومن ثم نقل التجربة المبتكرة إلى منطقة الشرق الأوسط وخارجها.