الزهايمر قد يكون معديا!

دراسات جديدة تكشف ان المرض الدماغي ينتقل بعلاج هرمون النمو البشري، كما ان بكتيريا المعدة الشائعة الموجودة في ثلثي سكان العالم والمعدية، ترفع من احتمالات الإصابة.

واشنطن – تكشف دراسات جديدة ان الزهايمر، او مسبباته، قد يكون معديا في حالات نادرة، رغم التأكيد على انه لا ينتقل بين الناس من خلال الأنشطة اليومية أو الرعاية الروتينية.

ووفقاً لصحيفة "الغارديان" البريطانية، فقد قال الباحثون إن مجموعة من الأشخاص الذين تلقوا علاجاً بهرمون النمو البشري من الغدد النخامية لمتبرعين متوفين أصيبوا بمرض ألزهايمر في وقت مبكر "على الأرجح؛ لأن الهرمونات المستخدمة كانت ملوثة ببروتين (أميلويد بيتا)، وهو مكون رئيسي لمرض ألزهايمر".

وبحث فريق الدراسة في بيانات تعود للفترة ما بين عامي 1959 و1985، وتتعلق بـ1848 مريضاً في المملكة المتحدة عانوا نقص هرمون النمو عندما كانوا أطفالاً، وتلقوا علاجاً بهرمون النمو البشري المستخرج من الغدد النخامية للجثث.

وحُظر العلاج بهرمون النمو البشري المستخرج من المتوفين في عام 1985 بعد أن تبين أن بعض المرضى ماتوا لاحقاً بسبب إصابتهم بمرض "كروتزفيلد جاكوب" (وهو اضطراب عصبي نادر ومميت)؛ نتيجة لاحتواء العلاج على هرمونات ملوثة بالبروتينات المسببة للمرض.

وفحص فريق الدراسة حالات 8 أشخاص على وجه الخصوص، أحيلوا على عيادة بريون الوطنية بالمملكة المتحدة بين عامي 2017 و2022، وقد تلقوا جميعاً هرمون النمو البشري من الجثث حين كانوا أطفالاً، لكنهم لم يصابوا بمرض "روتزفيلد جاك"، لكن على الرغم من ذلك، فقد كان لدى خمسة منهم أعراض ألزهايمر في سن مبكرة.

وقد أشار الباحثون إلى أن المرضى أظهروا بعض الأعراض التي تختلف عن تلك الأعراض النموذجية لمرض ألزهايمر، وقالوا إن هذا يمكن أن يكون إما لأن مرضهم له أصل مختلف، أو نشأ من "سلالات" مختلفة من بروتين "أميلويد بيتا".

يحدث الانتقال فقط عندما يتم تلقيح الناس عن طريق الخطأ، بأنسجة بشرية

وقال الفريق إن النتائج تقدم دليلاً على أن مرض ألزهايمر يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر نتيجة العلاج بهرمون النمو.

وقال البروفيسور جون كولينغ، المؤلف المشارك للدراسة والأستاذ في كلية لندن الجامعية: "نحن لا نقول أبداً إن مرض ألزهايمر ينتقل بين البشر مثل العدوى الفيروسية أو البكتيرية، بل يحدث الانتقال فقط عندما يتم تلقيح الناس عن طريق الخطأ، بأنسجة بشرية أو مقتطفات من أنسجة بشرية تحتوي على البروتينات المسببة للمرض. وهو أمر نادر للغاية وغير عادي لحسن الحظ".

لا تتهاونوا مع بكتيريا المعدة

من جهة أخرى، تشير دراسة جديدة إلى أن بكتيريا المعدة الشائعة الموجودة في ثلثي سكان العالم والمعروفة باسم "جرثومة المعدة" قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.

وأجرى الدراسة باحثون من جامعة ماكجيل في كندا، ونشرت في مجلة مرض ألزهايمر والخرف: مجلة جمعية الزهايمر.

ودرس الباحثون إذا كانت عدوى الملوية البوابية "جرثومة المعدة" (H. pylori) الظاهرة سريريا، مع أعراضها، تزيد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عاما أو أكبر.

ويمكن أن تؤدي العدوى بهذه الجرثومة إلى عسر الهضم والتهاب المعدة والقرحة وحتى سرطان المعدة.

وقام فريق من باحثي جامعة ماكجيل بتحليل البيانات الصحية لأكثر من 4 ملايين شخص في المملكة المتحدة تبلغ أعمارهم 50 عاما فما فوق بين عامي 1988 و2019. ووجدوا أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض عدوى الملوية البوابية (جرثومة المعدة) لديهم خطر أعلى بنسبة 11% للإصابة بمرض ألزهايمر، وهو الأكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر.

وألزهايمر هو نوع شائع من الخرف. في حين أن سبب مرض ألزهايمر متعدد الأوجه، فإن النتائج تشير إلى الدور المحتمل للعدوى، وخاصة بكتيريا الملوية البوابية، في تطوره. تفتح الدراسة آفاقا للبحث المستقبلي، لا سيما استكشاف ما إذا كان القضاء على هذه البكتيريا يمكن أن يمنع بشكل فعال مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

ويقول الباحثون إن مرض ألزهايمر يؤثر على ملايين الأشخاص على مستوى العالم، ومن المتوقع أن ترتفع الأعداد بشكل حاد مع التحول الديموغرافي.