'تكنزا قصة تودة' تفوز بجائزة القاسمي للمسرح العربي

العرض المسرحي لمخرجه أمين ناسور يضيء على الموروث الشفاهي والغنائي المغربي بمهرجان المسرح العربي ببغداد.

بغداد - فاز العرض المغربي "تكنزا قصة تودة" لفرقة فوانيس المسرحية بجائزة مهرجان المسرح العربي في دورته الرابعة عشرة التي أسدل الستار عليها الخميس في قاعة المسرح الوطني بالعاصمة العراقية بغداد.

والعرض الذي تم من خلاله الاشتغال على الموروث الشفاهي والغنائي المغربي من إخراج أمين ناسور الذي اشترك في التأليف مع طارق الربح وإسماعيل الوعرابي، وبطولة خديجة زروال عادل الحميدي وأحمد باحدا وهند بلعولة.

وأفاد أمين ناسور في تصريحات سابقة لصحيفة "العرب" أن العرض المسرحي "تكنزا.. قصة تودة" عمل مختبري لفرقة فوانيس من مدينة ورزازات المغربية، قائلا "اشتغلنا فيه على الفرجات الشعبية للجنوب الشرقي، خصوصا فرجة أحواش، انطلقنا من قصة شعبية متداولة لهذه الفرجة وبنينا متننا الدرامي أولا ثم اشتغلنا على موسيقى العرض التي زاوجت بين الكناوة وموسيقى الروايس وفن أحواش والإيقاعات العربية، يليها الاشتغال على الفضاء وفن المابينك وكآخر محطة الاشتغال مع الممثلات والممثلين على العرض بكل مكوناته التي أعدت سلفا".

وأشار المخرج والممثل المغربي إلى أن هذا البحث في الثقافة المغربية المتنوعة والاشتغال عليها مسرحيا مشروع كبير تبناه معه زميله ورفيق دربه المسرحي طارق الربح كسينوغراف ووصلا به اليوم إلى المحطة السادسة مع فرقة فوانيس وما زال المشروع ممتدا في ربوع المغرب بكل تنوعها الثقافي.

وتحمل الجائزة التي فاز بها العرض المغربي اسم الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة ورئيس الهيئة العربية للمسرح التي تنظم المهرجان في يناير/كانون الثاني من كل عام. وتبلغ قيمة الجائزة 100 ألف درهم إماراتي (نحو 27 ألف دولار).

وقال وزير الثقافة العراقي أحمد فكاك البدراني لوكالة الأنباء العراقية (واع) "نهنئ الأشقاء في المغرب بهذا الفوز، العروض العراقية والعربية كانت جميلة وتستحق المنافسة وتم اختيارها بدقة، وبغداد فازت بقلوب العرب على كرم الحفاوة والضيافة وحسن التنظيم بشهادة المشاركين والحاضرين".

وتنافس عرض "تكنزا قصة تودة" مع ثلاثة عروض على الجائزة وهي "ثورة" من الجزائر، "زغنبوت" من الإمارات، و"حياة سعيدة" من العراق.

وكانت المسابقة في هذه الدورة تشمل 12 عرضا من العراق والأردن والجزائر وتونس والمغرب وسلطنة عمان والإمارات.

ورأس الفنان السوري أيمن زيدان لجنة التحكيم التي ضمت في عضويتها الكاتب والأكاديمي المصري سامح مهران والممثل الفلسطيني حسام أبوعيشة والكاتب المسرحي الليبي علي الفلاح والمؤلف المسرحي اللبناني هشام زين الدين.

وأكد نقيب الفنانين ومدير عام دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة جبار جودي أن 21 عرضا مسرحيا و 24 تكريما تمت في مهرجان المسرح العربي، فيما أشار إلى أن المهرجان حقق النتائج المرجوة.

 

وأضاف جودي أن "المهرجان شكل فرصة للتواصل الحضاري بين ثقافات الدول العربية، حيث عرضت مسرحيات متميزة بطروحاتها النخبوية، غير المغلقة على عامة الناس، من شرائح اجتماعية متنوعة"، لافتا إلى أن "العروض توزعت بين مسارح الرشيد والوطني والمنصور وفندقي المنصور ميليا وفلسطين ميريديان".

وكشف أن "التحضيرات للمهرجان بدأت منذ أشهر، شاملة اختيار العروض وتهيئة المسارح وقاعات الندوات وهندسة الصوت والنقل التلفزيوني والإقامة ومستلزمات النجاح كافة".

وحط مهرجان المسرح العربي بعد تنقله بين مدن عربية مختلفة رحاله في العاصمة العراقية بغداد لأول مرة في دورته الرابعة عشرة التي انطلقت في العاشر من يناير/كانون الثاني واختتمت في الثامن عشر من الشهر نفسه، بتنظيم من الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة ونقابة الفنانين العراقيين.

المهرجان الذي أسسته وتنظمه الهيئة العربية للمسرح، ومقرها في إمارة الشارقة، يقام كل عام في دولة مختلفة وعرض في هذه الدورة 19 مسرحية من بينها 13 مسرحية ضمن المنافسة الرسمية وخمس مسرحيات خارج المسابقة.

ومنذ انطلاق دورته الأولى عام 2009 بمشاركة 14 عرضا مسرحيا من دول عربية عدة، تميز المهرجان على المستويين التنظيمي والفني، حيث بات يعرض سنويا أعمالا تعدّ من أيقونات المسرح العربي عبر تاريخه، كما لا يكتفي بالعروض بل يسعى أيضا إلى خلق حراك مسرحي من خلال جوائزه للعروض وللبحوث والنصوص المسرحية علاوة على إصداراته السنوية لمؤلفات تطرح أهم قضايا المسرح العربي.