'ثورة' خوذة فيجن برو من آبل على محك التجربة

أول منتج رئيسي جديد تطرحه العملاقة الأميركية منذ ساعتها يتقدم على المنافسين بسنوات في طرح سلسل لعالم تمتزج فيه البيئتان المادية والرقمية.

واشنطن – استقبل عشاق التكنولوجيا والمطورون بحرارة بالغة نظارات آبل "فيجن برو"، وهي خوذة تمزج بين الواقعين المعزز والافتراضي بعد بدأ تسويقها الجمعة.

وهذا أول منتج رئيسي جديد تطرحه آبل منذ ساعة "آبل ووتش" الذكية قبل تسع سنوات.

وأكد رئيس شركة آبل تيم كوك الخميس أن "فيجن برو جهاز ثوري… متقدم بسنوات" على منافسيه.

ومع ذلك، فإن نظارات الواقع المعزز وخوذ الواقع الافتراضي أو المختلط ليست جديدة.

وقد ساهمت مجموعة “ميتا” (المالكة خصوصا لفيسبوك وإنستغرام)، المنافسة لشركة آبل في سيليكون فالي، بشكل كبير في ظهور هذه السوق من خلال خوذ “كويست” ونظارات “راي بان” الذكية المتصلة بالإنترنت.

ويرى رئيس "ميتا" مارك زاكربرغ أن الميتافيرس، وهو عالم تمتزج فيه البيئتان المادية والرقمية، سيكون مستقبل الإنترنت.

لكن الكثير من الشركات والخبراء والأفراد كانوا ينتظرون بفارغ الصبر جهاز آبل الأول في هذا العالم. وتتمتع الشركة بسمعة طيبة في إطلاق منتجات متطورة للغاية تشكّل مثالا يُحتذى به لسائر الشركات في القطاع.

تباين في الآراء

وقد أتت التعليقات الأولى متضاربة.

وجاء في مقال عبر صحيفة نيويورك تايمز “إنه منتج مثير للإعجاب، واستغرق سنوات عدة من العمل واستثمارات بمليارات الدولارات”، ولكن “حتى بعد تجربته، ما زلت لا أملك أي فكرة عمن سيستخدمه ولأي غرض".

ويقول من اختبر المنتج الجديد إنهم مفتونون بجودة الصورة وسهولة الاستخدام، إذ يكفي التحديق في أحد التطبيقات والقيام بحركة بسيطة في الأصابع لفتحه أو إغلاقه.

لكنهم منزعجون من ضخامة حجم البطارية ويسخرون من طريقة التجسيد المعروفة بـ”personas” (“الشخصيات”)، وهي صور رمزية غريبة يتم تقديمها بشكل واقعي وتمثل المستخدمين أثناء مؤتمرات الفيديو.

وكتبت الصحافية في "وول ستريت جورنال" جوانا ستيرن "تتميز خوذة الرأس بالخصائص النموذجية لمنتج الجيل الأول: فهي ثقيلة، والبطارية تنفد بسرعة وتعتمد طريقة تجسيد +الشخصيات".

وأضافت "لكن من دون هذه العيوب، يمكننا أن نتخيل أنه سيكون من الممتع وضع هذه الخوذة أكثر من حمل الهاتف”، “وبالنسبة للعمل ومشاهدة الأفلام، فإنها ليست سيئة حقاً".

تقدّم الشركة المصنعة لهواتف آي فون هذه الخوذة كأول توغل لها في مجال "الحوسبة المكانية".

ويتيح ذلك للمستخدمين الاستعانة بشاشات افتراضية بأحجام مختلفة من حولهم للعمل أو الدردشة مع الأصدقاء أو مشاهدة مقاطع الفيديو.

اول غيث التطبيقات قطرة

بعدما تعرضت آبل لانتقادات بسبب قلة التطبيقات المتاحة على "فيجن برو"، إذ جرى تقدير عددها أخيراً بـ 150 تطبيقاً، أعلنت الشركة أن الخوذة باتت تضم أكثر من 600 تطبيق.

ودخل مطورو تطبيقات الأجهزة الذكية بالفعل في سباق محموم من أجل تطوير تطبيقات للجهاز الجديد.

وحتى قبل أسبوع واحد من طرحها كان قد تم تطوير 150 تطبيقا فقط ستور. وقالت آبل إن هناك أكثر من 600 تطبيق ولعبة جديدة جاهزة للعمل مع فيجن برو قبل طرحها للمستخدمين.

في الوقت نفسه هناك أكثر من مليون تطبيق متوافق مع نظامي التشغيل آي.أو.إس وآيباد أو.إس تستطيع  العمل مع النظارة الجديدة، بحسب آبل.

وأشار موقع تك كرانش المتخصص في موضوعات التكنولوجيا إلى أن هذه الأنباء تأتي في الوقت الذي طرحت فيه آبل خطة للتوافق مع قانون الأسواق الرقمية الجديد في الاتحاد الأوروبي ، والذي يجبر آبل على السماح لمستخدمي أجهزتها الذكية مثل آيفون وآيباد بالوصول إلى متاجر التطبيقات وأنظمة
الدفع الإلكتروني الأخرى.

ورغم ذلك وصفت الشركات المنافسة مثل سبوتيفاي وإيبيك جيمز ومايكروسوفت خطة آبل بأنها “مهزلة مليئة بالرسوم غير المرغوبة” و”خطوة في الاتجاه الخطأ”. وبسبب هذ الرأي تزايدت المخاوف من تراجع اهتمام  المطورين بتطوير تطبيقات خاصة لأحدث جهاز من آبل في ضوء قواعد قانون الأسواق
الرقمية الأوروبي.

وأعلنت شركة الإلكترونيات الأميركية العملاقة آبل طرح نظارتها للواقع الافتراضي (في آر) للبيع في الولايات المتحدة المقبل بسعر 3449 دولارا للواحدة،  ومن المتوقع طرح الجهاز الجديد خارج الولايات المتحدة، لكن آبل لم تحدد موعدا لهذه الخطوة أثناء إعلانها في معرض لاس فيجاس الدولي
للإلكترونيات (سي.إي.إس) الذي اختتم أعماله مؤخرا .

وتعتقد آبل أن النظارة الذكية "فيجن برو" ستستخدم في مجالات التعليم في مؤتمرات الفيديو وإنتاج الموسيقى بوحدات تحكم ثلاثية الأبعاد بالإضافة إلى بث المحتوى وممارسة الألعاب عبر الإنترنت.