"للرجال بركة" مسرحية تونسية تسخر من العقلية الذكورية

تتعرض المسرحية في شكل كوميديا سوداء للتناقضات التي تحكم نظرة الرجال للمرأة المتحررة.
تونس

انتقدت مسرحية "للرجال برْكة" (للرجال فقط) للفنانة التونسية نجوى ميلاد  سلوكيات اجتماعية تكرس العقلية الذكورية، بأسلوب كوميدي ساخر ينطوي على نقد لاذع لطريقة تفكير الرجل في المجتمع التونسي.
وتم عرض المسرحية التي تصنف ضمن المونودراما الساخرة مساء الإثنين في إطار الدورة الـ56 لمهرجان الحمامات الدولي (شمال شرق تونس).
وتقمّصت ميلاد دور فنانة مثقفة مولعة بالمسرح والسفر وشغوفة بمباهج للحياة حيث تتحرك الأحداث في إطار من الكوميديا السوداء تتخلله مقاطع موسيقية راقصة.
وتنطلق أحداث المسرحية بتمازج بين مشاعر الوحدة والغبطة التي تعتري البطلة بعد زواج ابنها الوحيد لتعود وحيدة إلى غرفتها مصطحبة معها ذكريات عمر كامل خاضت خلالها زيجات متعددة.
وتستعرض ميلاد بطريقة ساخرة لا تخلو من الألم علاقاتها العاطفية السابقة معرجة على البون الشاسع والتناقضات الجمة بين مجلة الأحوال الشخصية التونسية التي تكرس حقوق المرأة، وبين ممارسات الرجل المغرقة في الذكورية وادعاء تفوقه على المرأة في شتى المجالات.

تنتقد المسرحية استمرار نظرة المجتمع الدونية للمرأة الفنانة والمطلقة في زمن ما بعد الثورة 

وتنقّل زمن المسرحية بين الماضي منذ أن تم إقرار جملة من الحقوق النسوية على غرار منع الزواج العرفي ومنع تعدد الزوجات وحق الطلاق للمرأة التي أقرتها مجلة الأحوال الشخصية الصادرة في 13 آب/ أغسطس 1956، وبين استمرار نظرة المجتمع الدونية للمرأة الفنانة والمطلقة في زمن ما بعد الثورة رغم ما أقره دستور 2014 المنتهية صلاحيته من حقوق كونية تتضمن إقرارا للمساواة التامة بين الرجل والمرأة في المجتمع التونسي.
وانتهت المسرحية بعرض لوحة مرسومة خصيصا للعرض، قالت عنها ميلاد إنها تمثل تكريما لرجالات تونس على غرار الفاضل بن عاشور وشكري بلعيد، وللفنان السوري دريد لحام.