من قال ان قراءة الكتب الرقمية مطالعة!

دراسة حديثة تكشف عن علاقة شبه معدومة بين القراءة الرقمية والتحسن في فهم القراءة في أوساط طلاب الصفوف الابتدائية والمتوسطة.

واشنطن – تحتل الأجهزة الرقمية للمطالعة والكتب الرقمية حيزا متزايدا في حياتنا تماشيا مع انحسار كبير تعيشه المحامل الورقية، ويعتقد معظمنا ان لا فرق بين المحملين على مستوى التعلم، وهو ما تنسفه دراسة اسبانية وجدت ان استخدام الكتب الرمية لا تعود بالفائدة على تحسين مهارة الطالب في قراءة نص وفهم معناه.

وكشفت دراسة حديثة عن علاقة شبه معدومة بين القراءة الرقمية والتحسن في فهم القراءة في أوساط طلاب الصفوف الابتدائية والمتوسطة.

وارتكزت النتائج على مراجعة المؤلفين لـ25 دراسة نشرت بين عامي 2000 و2022، وتمحورت حول 470 ألف مشارك من 30 بلداً في الأقل.

وقالت المؤلفة المشاركة للدراسة ليديا ألتامورا وهي طالبة دكتوراه في جامعة فالنسيا الإسبانية، "بالإجمال في ما يتعلق بالقراء المتطورين لا يبدو أن القراءة الرقمية الترفيهية تؤتي بثمارها في إطار فهم القراءة، أقله ليس كما تفعل القراءة المطبوعة التقليدية، توصلنا إلى نتائج مفاجئة عندما قمنا بمقارنة ذلك، بما نعرفه حول العلاقة الإيجابية الراسخة بين تواتر القراءة المطبوعة وفهم النص".

ويعتبر الباحثون أن سبب عدم امتلاك القراءة الرقمية التأثير نفسه مثل القراءة الرقمية للقراء في طور النمو يعود لعاملين أساسين.

أولاً، إن القراءة على شاشة قد يشكل إلهاء للقراء، لأن الأجهزة تميل إلى عرض مزايا عدة أخرى، وثانياً يعتبر العلماء أن الإنترنت أرسى أنواع جديدة من القراءة مع مزايا تتضمن محفزات قصيرة وسريعة الوتيرة ومحتوى أقل جودة ومصطلحات أقل تكلفاً.

وشدد مؤلفو الدراسة على وجوب قيام المدرسين والأهل بتشجيع الطلاب، وخصوصاً الأصغر سناً، على قراءة النصوص المطبوعة أكثر من المطالعة عبر الأجهزة الرقمية.

وفي سياق متصل تقول ألتامورا إنه "انطلاقاً من نتائجنا فليس بوسعنا الاستنتاج بأن كل القراءة الترفيهية ستعود بالفائدة على القراء في طور النمو"، مضيفة بأن "الطريقة المستخدمة للقراءة عامل مهم".

قدرته على الفهم ستكون أعلى من ست إلى ثمان مرات

وعلى أساس ما توصلوا إليه في دراسات سابقة يقدر الباحثون أنه في حال أمضى تلميذ 10 ساعات في مطالعة كتاب مطبوع خلال وقت فراغه، فإن قدرته على الفهم ستكون أعلى من ست إلى ثمان مرات مقارنة بقراءته على جهاز رقمي للفترة نفسها.

وأضافت ألتامورا، "نتوقع بأن القراءة الرقمية الترفيهية لأغراض إعلامية كتصفح موقع ’ويكيبيديا‘ أو صفحات تعليمية أخرى أو قراءة الأخبار ستكون مرتبطة بصورة إيجابية أكثر بالفهم، ولكن تلك لم تكن الحال أيضاً".

وركزت الدراسة على العلاقات المحددة بين عادات القراءة الترفيهية على الأجهزة الرقمية وفهم ما تتم قراءته.

ووجد المؤلفون علاقة سلبية محدودة بين القراءة الرقمية الترفيهية والفهم في الصفوف الابتدائية والمتوسطة.

وبحسب النتائج التي توصلت إليها الدراسة، تحولت تلك العلاقة إلى إيجابية نسبياً في الصفوف الثانوية والجامعة، ولكن تشير الدراسة إلى أنه بغض النظر عن درجة التعليم فإن عادات القراءة الرقمية تمتلك علاقة أصغر بفهم القراءة مقارنة بنتائج قراءة المطبوعات من دراسة سابقة.