هل تحسم البشرية المعركة ضد السرطان بنهاية العقد؟

مؤسسا شركة بيونتيك يتوقعان اتاحة لقاح للاورام الخبيثة في السنوات المقبلة، مستفيدين من نجاح لقاحات كورونا المعتمدة على الحمض النووي الريبوزي المرسال.

واشنطن – هل تقهر البشرية السرطان بعدما نجحت في ترويض كورونا؟ هذا تحديدا ما يتوقعه علماء  شركة "بيونتيك" الألمانية التي كانت وراء واحد من انجح لقاحات كوفيد؟

وتحدث فريق علماء يقوده الزوجان، أوغور شاهين وأوزليم تورسي، وهما المؤسسان للشركة الألمانية "بيونتيك"، عن إتاحة "لقاح السرطان قبل عام 2030"، بعد نجاحهما قبل ذلك في تطوير لقاح لمكافحة فيروس كورونا.

وشارك الزوجان في تأسيس شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية "بيونتيك" التي تحالفت مع "فايزر" الأميركية لإنتاج لقاح ضد كوفيد-19 يعتبر حتى الآن من أنجح اللقاحات ضد المرض.

وقالت البروفيسور، أوزليم توريتشي، الأحد، "نعم، نشعر أن علاجا للسرطان، أو لتغيير حياة مرضى السرطان، في متناول أيدينا"، وذلك في مقابلة مع قناة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

"لقد تعلمنا كيفية تصنيع اللقاحات بشكل أفضل وأسرع. تعلمنا أيضا كيف يتفاعل جهاز المناعة.. سيؤدي هذا بالتأكيد إلى تسريع لقاحنا ضد السرطان".

وأضافت: "كعلماء، نتردد دائما في القول إنه سيكون لدينا علاج للسرطان.. لكننا حققنا حتى الآن عددا من الأمور وسنواصل العمل عليها".

وفي السياق ذاته، تحدث البروفيسور أوغور شاهين عن "توفر اللقاح المنتظر على نطاق واسع خلال ثماني سنوات فقط"، قائلا: "نعتقد أن هذا سيحدث بالتأكيد قبل عام 2030".

نعتقد أن هذا سيحدث بالتأكيد قبل عام 2030

ويشير مؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد في مصر، الدكتور محمد علي عز العرب، إلى أن "فكرة طرح لقاح أو تطعيم لمكافحة السرطان، موجودة منذ فترة طويلة لكنها لم تكلل بالنجاح أو ترقى لمستوى التطبيق".

قاح المنتظر "قيد التطوير حاليا"، ومن شأنه تدريب الجسم على التعرف على السرطانات ومهاجمتها باستخدام تقنية mRNA.

وخلال إنتاج لقاح لمكافحة فيروس كورونا المستجد، اعتمدت "بيونتيك" على تطوير تقنيات قائمة على mRNA، وهو النهج ذاته التي تتبعه الشركة في تطوير اللقاح المنتظر لعلاج السرطان.

والحمض النووي الريبوزي المرسال" أو (mRNA)، هو جزيء ينقل الشفرة الجينية من الحمض النووي إلى الخلية لتنتج بروتينات، ويقوم بإرسال تعليمات لداخل الخلية وستكون مهمته في هذه الحالة "تدمير الخلايا غير الطبيعية أو السرطانية" وبالتالي يقوم الجسم بمهاجمتها. 

ويشير الدكتور عز العرب إلى الكفاءة التي حققتها تقنية mRNA، في إعطاء "لقاح فايزر بوتينك" مناعة ضد كورونا، متوقعا نجاح استخدام التقنية ذاتها في إنتاج لقاح للسرطان.

سيتم معالجة نسيج الورم من خلاله تقنية mRNA، بعد استئصاله جراحيا، ثم إعادة حقن المادة المعالجة لنفس المريض، لتحفيز جهازه المناعي لمهاجمة باقي الخلايا السرطانية التي قد تكون مازالت موجودة في الجسم".

ويمكن استخدام نهج اللقاح الفردي لضمان تلقي المرضى "لقاحات ضخصية ومخصصة" بعد الجراحة مباشرة، ويتم بعد ذلك "تحفيز استجابة مناعية بحيث يمكن للخلايا التائية في جسم المريض فحصها، وفقا لما ذكره القائمين على تطوير اللقاح المنتظر.

لذلك سيكون اللقاح مناسبا لمكافحة "كافة الأورام السرطانية باستثناء تلك المتعلقة بسرطان الدم".

والسرطان "أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم"، وقد أزهق أرواح 10 ملايين شخص تقريباً في عام 2020، أو ما يعادل وفاة واحدة تقريبا من كل 6 وفيات، وفقا لـ"منظمة الصحة العالمية".

وفي عام 2021، تم تشخيص ما يُقدر بنحو 20 مليون شخص مصاب بالسرطان، فيما توفي 10 ملايين شخص بسببه، بحسب "بيانات منظمة الصحة العالمية للعام 2021".