هل سوريا بلد منكوب؟

هل كانت سوريا بحاجة لزلزال ليكتشف المواطن السوري أن الجميع غسلوا أيديهم من دمائه.

قد يبدو السؤال ساذجاً... هل سوريا بلد منكوب؟!... فمن السذاجة طرح مثل هذا السؤال بعد زلزال عنيف ضرب خمس محافظات سورية، ولكن الأكثر سذاجة أن يُطرح مثل هذا التساؤل بعد عشرية سوداء مقيتة مرت على سوريا...

نعم سوريا بلد منكوب... لكن منذ عقد من الزمن وليس خلال الساعات الماضية بعد هذا الزلزال المدمر....

ملايين السوريين مهاجرون خارج سوريا... مئات آلاف الضحايا... عشرات آلاف المفقودين... ملايين النازحين داخل سوريا... آلاف البيوت المهدّمة... ملايين الأطفال الذين فقدوا فرصتهم في التعليم... خيام منتشرة لا تحمي ساكنيها من برد الشتاء... الليرة السورية "معوّمة"... الغلاء فاحش والناس تبحث عن قوت يومها بصعوبة بالغة... المحروقات مفقودة... الكهرباء حلم يومي للسوريين... هل هذا يكفي لنقول أن سوريا بلد منكوب؟ أم كنا ننتظر الزلزال لنتذكر أو لنسلّط الضوء من جديد على كل هذه المشاكل والأزمات والآلام التي يعيشها السوريون.

عشر سنوات وأكثر كان الحل للمعضلة السورية يقترب ويبتعد بفعل فاعل فجميع الأطراف لا تجد من مصلحتها الإسراع بالحل لأنها ستفقد أسباب وجودها فتسقط أمبراطورية الخراب التي كان الجميع شركاء فيها، فأوغلوا فساداً وغرفاً في دماء السوريين ووجعهم ومتطلبات حياتهم اليومية الأساسية.

هل كانت سوريا بحاجة لزلزال ليكتشف المواطن السوري أن الجميع غسلوا أيديهم من دمائه، وأن الدولة عاجزة عن تقديم أبسط الخدمات لمواطنيها، وأن المعارضة تعيش حالة شرذمة وانقسام ورفض ممن كان مقتنعاً بوجودها؟!

هل كانت سوريا بحاجة لهذا الزلزال ليدرك الجميع أن السوري ينتظر صحوة لضمير عالمي فالمعادلات السياسية والأيديولوجيات تسقط أمام الكوارث الإنسانية التي تخيّم على بلاد معلقة على لائحة الانتظار؟!