يسرى بوحموش صحافية متمردة تحارب من أجل العدالة في 'الجنين'

الممثلة المغربية تكشف في هذا الحوار عن أبعاد شخصية 'ربيعة' وتصرح أن الفنان الحقيقي لا يسعى وراء الشهرة بل يقدم أعمال جادة تحترم ذوق الجمهور العام.

الرباط - تلعب الممثلة المغربية يسرى بوحموش شخصية "ربيعة" في المسلسل الرمضاني "الجنين" للمخرج إدريس الروخ، الذي يتناول قصة طفل تتخلى عنه والدته وتتركه أمام الباب الحديدي لمحل خردة في مدينة الدار البيضاء، إذ يعثر عليه "الذهبي" أمين الخردة ويقرر أن يعتني به، لكن زوجته "تاجة" ترفض ذلك بشدة، فيتربى الفتى في بيت عاملة بمحل الخردة فيكبر، ليواجه عدة مصاعب وتحديات، إذ تقاتل "ربيعة" من أجل تحقيق العدالة في هذه القصة كصحفية متمردة بلغة الشارع، ومثقفة وأنيقة كإبنة تنتمي للطبقة البورجوازية، ويجسد دور والديها كل من عبداللطيف الخمولي في دور "المختار" وسعيدة باعدي في دور "مليكة" كعائلة ميسورة الحال ومنفتحة على الطبقة الكدحة.

وفي هذا السياق أُجرت "ميدل ايست اونلاين" حوار مع الممثلة المغربية يسرى بوحموش حول شخصيتها في مسلسل "الجنين"، وتناقشها في أعمالها الأخرى، وفيما يلي نص الحوار:

حدثينا عن بعض التفاصيل حول أدائك لشخصية "ربيعة" في مسلسل "الجنين"؟

تلعب "ربيعة" دور صحفية متمردة لا تخاف وصاحبة شخصية قوية، من عائلة بورجوازية ولكن رغم تربيتها الراقية، إلا أنها تتعايش وتتعامل مع الناس حسب أسلوبهم بمختلف طبقاتهم ومستوياتهم، فهي شعبية في الأزقة والشوارع وراقية في منزل والديها، وتبحث دائمًا عن نصر الحق، ولديها فقط اتجاه واحد وهو تحقيق العدالة، والجميل في شخصية "ربيعة" أنها تتبنى لغة الشارع رغم انتمائها لطبقة اجتماعية مختلفة، الأمر الذي جعلها متعددة الصفات وتتماشى مع جميع الأحداث.

هل تطلب منك دور الصحفية "ربيعة" إعداد وبحث قبلي مقارنة بالأدوار الأخرى التي قدمتِها في الماضي؟

كل شخصية أبحث فيها جيدًا بدون استثناء، إلا في حالة كان المشروع على مستعجلا لا يمكنني التعمق في البحث، أما إذا كان لدينا وقت للإعداد القبلي لكل شخصية، فإن أول شيء أقوم به هو البحث عن الأبعاد النفسية والاجتماعية للشخصية التي وكلت إلي، ولكل مجتهد نصيب في هذا الباب، أما بالنسبة لدور "ربيعة" فقمت بالبحث عن مواصفات الصحفيات، إذ أنني التقيت ببعضهن وذهبت إلى المعهد العالي للصحافة في الرباط واستقبلوني وشرحوا لي المنهج والدراسة والتكوين الذي يتلقاه الصحفي، كما التقيت بصحفييات وأخدت منهن التفاصيل حول كيفية اشتغالهن، إذ أن هذه المهنة صعبة وتحمل ضغوطات كثيرة، وبذلت قصارى جهدي لفهم وتغطية مهنة صحفية مقاتلة من جميع الجوانب.

ما الجديد الذي قدمتِه في شخصية "ربيعة" مقارنة بالأدوار التي جسدتِها في المسلسلات السابقة؟

كل شخصية قمت بأدائها أحاول أن تكون مختلفة عن باقي الشخصيات، ولكن الفرق في كيفية الأداء، مثلًا "ربيعة" في مسلسل "الجنين" الجميل فيها هو المزج بين جانب شعبي وجانب بورجوازي، وهذا المزج يخلق المتعة في أداء الدور بشكل سلس وبصدر رحب، بالإضافة إلى لغة الجسد فهي تلعب دورًا مهما أيضًا ويظهر هذا في شخصية "ربيعة"، أما شخصية "خلود" في سلسلة "الفد" فهي مختلفة تمامًا عن هذا الدور من حيث أنها بدوية وتتكلم بأسلوب قروي، كما أن دوري في مسلسل "جوديا" لا يشبههم أيضا، لا من حيث الأداء ولا من حيث التركيبة النفسية للشخصية.

هل سنشاهد يسرى في أعمال مسرحية وسينمائية؟

شاركت في مجموعة من الأعمال السينمائية، ومن بينها عمل مع المخرج الجلالي فرحاتي في فيلم "حرب 6 أشهر"، حيث أجسد دور "ريبيكة" فتاة مغربية يهودية لديها قصة حب مستحيلة مع مسلم مغربي، العمل لم يُعرض بعد وستتعرفون أكثر على الشخصية حيتها، أما العمل المسرحي ففي سن الثالثة عشرة كنا نعمل مسرحيات في المدرسة، ثم اكتشفته هناك وأعجبني كثيرا فمارسته كهواية وبعدها بدأت أتدرب وبعد حصولي على الباكالوريا في سن 17 قررت أن أمارس المسرح كمهنة، فالتحقت بالمدرسة العليا للتمثيل بباريس واجتزت الإمتحان وبدأت أدرس، فحصلت على دبلوم كممثلة فنانة، وبعدها درست اللغة الإنكليزية في لندن لكي أستطيع التمثيل في الأعمال الأجنبية، فعدت إلى فرنسا فدرست الإخراج وحصلت على دبلوم مخرج مساعد للأعمال السينمائية والسمعية البصرية في المدرسة العليا للدراسات السينمائية بباريس، فأبعدتني عن المسرح لمدة ثلاث سنوات، ولكن عندما عدت إلى المغرب تلقيت عروض عمل في التلفزة والسينما، ولكن المسرح بقيت مترددة فيه لأنني توقفت لمدة طويلة، وأظن الآن أن لدي رغبة في تجربة صعود الخشبة على الرغم من التحديات، لأنني أرى فيه متعة كبيرة وفرصة تكشف معدن موهبة التمثيل الحقيقية وخاصة أمام الجمهور، فالمسرح هو المدرسة الأولى والأخيرة للممثل، ففيه يعبرعن مدى مهارته في لغة الجسد وتعبيرات الوجه والأفكار، وهو مثل خزان للشخصيات عند كل ممثل محترف.

ما النوع الفني الذي يجذبكِ أكثر في عملكِ كممثلة؟

ما يعجبني كممثلة هو تعدد الأدوار المختلفة التي تجعلني أبحث وأشتغل على نفسي كثيرا، حيث لا يستطيع المشاهد التعرف على شخصية يسرى الحقيقية أبدًا، لأنني أحب الاجتهاد، ويجب فقط منح الوقت والثقة ليقوم الممثل بإبراز طاقته الداخلية  التي يستطيع من خلالها  أن يتنصل من شخصيته العادية كإنسان، إلى شخصيته المركبة كممثل.

حدثينا عن أعمالك القادمة؟

تشاهدون لي قريبا الفيلم السينمائي للمخرج الجيلالي فرحاتي "حرب 6 أشهر"، والأهم هو مسلسل "الجنين" الذي يُعرض حاليًا، وقبله مسلسل "محبوبي" في شخصية "سميحة".

كيف ترى يسرى الوسط الفني في المغرب؟ وهل تطمحين لتحقيق نجاح أكبر في هذا المجال؟

تقدمت الدراما والسينما المغربية كثيرًا من حيث عدد المسلسلات وكذلك التقنيات السينمائية العالية الجودة، كما انضم العديد من الشباب إليها وأظهروا مواهبهم في التمثيل، إذ جذبت المهنة العديد من الممثلين الذين أثبتوا قدرتهم في الميدان الفني، فنحن كمغاربة نفتخر بتقديم أعمال تميزنا عن غيرنا، وما زلت طموحة للمزيد من العمل الجاد الذي أحبه كثيرًا، وآمل أن تتحدث أعمالنا عنا، لان هذه المهنة مقدسة بالنسبة لكل من يعشقها، ولا علاقة لها بالشهرة أو عدد المتابعين أو الفلورز، فالفنان والممثل الحقيقي لا يسعى وراء الشهرة، بل يسعى لتقديم أعمال جادة تحترم ذوق الجمهور المغربي والعربي ولما لا العالمي أيضًا.