أرتسيباشيف .. مونيه الأدب الروسي

أرتسيباشيف كاتب اجتاز امتحان الزمن. وهو يحتل اليوم مكانة رفيعة بين كتاب العصر الفضي في الأدب الروسي .
حبكة رواية "سانين" وأفكار المؤلف كانت مثيرة إلى درجة أنها تسببت في رفع دعاوى قضائية ضد ناشر الترجمة قي ألمانيا
"سانين" كانت تعبيرا عن آراء الكاتب وتجسيدا لشخصيته تجسيدا فنيا رفيعا

ميخائيل أرتسيباشيف (1878–1927) من أنبغ أدباء روسيا، وأحد الكتّاب الأكثر شعبية في العصر الفضي للأدب الروسي، ولكنه يكاد يكون مجهولاً اليوم في العالم العربي - ليس بين القراء فحسب، بل حتى لدى أهل الاختصاص - كالعديد من الأدباء الروس المعروفين، الذين هاجروا من روسيا بعد ثورة أكتوبر 1917. وكانت الهجرة في عرف البلاشفة تعني الحكم بالإعدام الأدبي على الكاتب – إن صح التعبير- أي حظر نشر وتداول أعماله، وشطب اسمه أينما ورد في البحوث والدراسات، وإسقاطه من الأدب الروسي تماما.
بعد عقود من الحظر والتجاهل والصمت، عاد أرتسيباشيف إلى القاريء الروسي مع من عاد إليه من الكتّاب والشعراء الروس الكبار المضطهدين: نيكولاي غوميلوف (زوج الشاعرة آنّا أخماتوفا)، أوسيب ماندلشتام، أسحاق بابل، بوريس بيلنياك، مارينا تسفيتايفا، آنّا أخماتوفا، أندريه بلاتونوف، وعشرات غيرهم من الأدباء المعدومين أو المضطهدين أو المحظورين في العهد السوفيتي .
الآن يمكننا أن نقرأ مؤلفات أرتسيباشيف، التي تصدر في طبعات متلاحقة منذ تفكك الاتحاد السوفيتي وحتى اليوم. ونطلع على منجزه الإبداعي، وعالمه الروحي .
من هو أرتسيباشيف؟ وهل الموضوعات التي عالجها، والأفكار التي طرحها في مؤلفاته لا تزال تحتفظ بقيمتها الفكرية والفنية؟ وهل هي قريبة منا ومن عصرنا الراهن؟ وما أهم خصائص أعماله الأدبية، التي كانت مثار جدل صاخب داخل روسيا، وخارجها، خلال الربع  الأول من القرن العشرين؟
من هو أرتسيباشيف؟
ولد أرتسيباشيف في 5 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1878 في بلدة ارخيتر التابعة لمحافظة خاركوف الأوكرانية، في عائلة من صغار النبلاء، وكان والده ضابطا في الجيش القيصري، ووالدته ربة بيت بولندية الأصل .
كان أرتسيباشيف محظوظا بأن يولد ويعيش طفولته ومراهقته في منطقة هادئة، رائعة الجمال، والتي وصفها في أعماله الأدبية وصف عاشق متيّم بسحر الطبيعة الخلابة فيها، حيث المساحات الخضراء والغابات ونهر (فورسكلا ). درس أرتسيباشيف خمس سنوات في المدرسة الثانوية ( جمناسيوم ) في ارخيتر ، وفصلا دراسيا واحدا في مدرسة الفنون التشكيلية في خاركوف ( 1897 – 1898 ) ، وحاول الالتحاق باكاديمية الفنون في بطرسبورغ العاصمة ، ولكن تم رفض طلبه لعدم حصوله على الشهادة الثانوية .
في عام 1897، اقدم أرتسيباشيف على محاولة انتحار بإطلاق النار على نفسه. وكان لهذا الحادث المأساوي تأثير كبير في كتاباته المستقبلية، وفي إدراكه لهموم الجيل الجديد، ولمعنى الحياة.

أرتسيباشيف عارض النظام البلشفي. ولم يقبل التكيّف مع الوضع السياسي والاجتماعي الجديد، ورفض أن يكتب ما لا يشكل خطرا عليه. وسرعان ما تم حظر مؤلفاته داخل روسيا

ويقول الفنان يفغيني اغافونوف في مذكراته عن صديقه وزميله في الدراسة أرتسيباشيف: "كانت محاولة الانتحار بسبب دراما عائلية مؤلمة. وحالته حرجة، وميئوس منها تقريبًا، فقد تغلغل الضماد عميقا في الجرح مما أدى إلى التهابه. وكانت ثمة مخاوف من تسمم الدم، ولكنه نجا من الموت بإعجوبة".
ويضيف اغافونوف فائلاً: "تعرّفت على أرتسيباشيف شخصيا عام 1897 في مدرسة خاركوف للفنون التشكيلية. كان مظهر الطالب الجديد مميزاً: فتى ضعيف البنية، شاحب الوجه، محدودب الظهر، طويل الشعر، ذو لحية سوداء، ويرتدي دائماً  قميصا أسود. وكان أشبه بجثة  متحركة ".
 ومنذ ذلك الحين كان أرتسيباشيف مريضاً طوال حياته، ولم يعد ذلك الشاب الحالم، بل أصبح شخصا منطويا على ذاته. وفي ما بعد كتب في سيرته الذاتية يقول: "كنت في التاسعة عشرة من عمري عندما يئست من الحياة، وحاولت الانتحار بإطلاق النار على نفسي، ولكن جرحي التئم بعد ثلاثة أشهر. ونهضتُ وقررتُ أن لا أطلق النار على نفسي مرة أخرى مهما كان السبب" .
قضى أرتسيباشيف في مدرسة الفنون فصلا دراسياً واحداً، أثبت خلاله أنه طالب موهوب ومتفوق. ومع ذلك، كان وحيداً تماماً، وميالاً إلى العزلة وصموتا، ربما بسبب الصمم، الذي أصيب به منذ طفولته .
حياته الأدبية
بدأ أرتسيباشيف حياته الأدبية في عام 1894 بنشر مقالات في الصحف المحلية بمدينة خاركوف. وفي 27 يناير/كانون الثاني 1895 نشر قصته الأولى في صحيفة "يوزني كراي" عن انتحار تلميذ مدرسة ثانوية. وفي القصة، وصف رهيب لمشاعر التلميذ بأدق تفاصيلها لحظة الانتحار. يقول أرتسيباشيف في سيرته الذاتية متهكماً على نفسه :
" في طفولتي كنت أريد أن أكون صيادًا، لكني لم أكن أمانع أن أكون ضابطًا، ثم حلمتُ، لفترة طويلة جدًا أن أصبح فنانًا، بيد أنّي أصبحت كاتبا بشكل غير متوقع. حدث ذلك لأن إحدى الصحف في خاركوف دفعت لي ثمانية روبلات لقاء قصة قصيرة، اشتريت بها أصباغًا للرسم، ثمّ أردت الحصول على المزيد من المال، فواصلت الكتابة، وعند ذلك بدا لي الرسم مملاً، فتحولت الى الأدب .
انتقل أرتسيباشيف عام 1998 من خاركوف إلى العاصمة بطرسبورغ. وأخذ ينشر مقالات نقدية، وملاحظات عن المعارض الفنية المقامة في العاصمة، وقصصا مرحة، ورسوما كاريكاتيرية في بعض المجلات الثقافية.
تزوج أرتسيباشيف في السنة ذاتها من فتاة طويلة القامة، قصيرة الشعر، وصموت. كانت تبدو وكأنها تراقب زوجها طوال الوقت، وقد أنجبا طفلا في عام 1899 سمّياه بوريس. ولكن هذا الزواج لم يدم سوى ثلاث سنوات حيث انفصلا عن بعضهما بسبب اختلاف شخصيتيهما ومنذ عام 1902 تفرغ أرتسيباشيف للأدب تماماً .
القصة الأولى "الجادة" التي اعتبرها آرتشيباشيف بداية لمسيرته الإبداعية هي "باشا تومانوف". كتبها في عام 1901 وأرسلها إلى إحدى المجلات الأدبية المرموقة، وهي مجلة "روسكي بوغاتستفا"، ولكن الرقابة رفضت نشرها، ورأت النور بعد ذلك بعامين في مجلة أخرى هي، "اوبرزفانيا". بحلول هذا الوقت، كان الكاتب الشاب قد نشر العديد من القصص القصيرة، منها "كوبريان" و"حامل الراية"، و"الضحك" المنشورة عام 1902 وغيرها، التي جمعها ونشرها في كتاب من مجلدين صدرا بين عامي 1904-1905  في بطرسبورغ. وقد لفتت هذه المجموعة نظرا لأوساط الأدبية في روسيا، ورحبت كبريات المجلات الادبية بظهور اسم جديد مثير للاهتمام في الأدب الروسي. كما اعتبرت روايته "موت لاندي" (1904)  بمثابة حدث أدبي مهم. ومع ذلك، كان عدد قليل من الناس يعرفون أن للكاتب مخطوطة رواية أخرى بعنوان "سانين" جاهزة للنشر منذ عام 1902 وستثير عند نشرها ضجة  أدبية كبرى .
رواية "سانين "
نشرت لأول مرة في مجلة "سوفريميني مير" بعددها الصادر في سبتمبر/أيلول 1907. وأقبل القرّاء الروس عليها إقبالا عظيما، واعتبرها معظم النقّاد ذروة أعمال الكاتب، في حين ندد بها عدد من النقاد والقراء المتزمتين الذين اتهموا الكاتب بالترويج للعدمية والإباحية. ولفتت الرواية أنظار الأوساط الأدبية في العديد من بلدان العالم المتقدم، وسرعان ما ترجمت إلى عشرات اللغات الاجنبية بما فيها اليابانية .
كانت حبكة الرواية وأفكار المؤلف مثيرة إلى درجة أنها تسببت في رفع دعاوى قضائية ضد ناشر الترجمة قي ألمانيا، وضد مترجم الرواية في المج. وتمت مصادرة الطبعة الثانية من الرواية في روسيا. وفي نهاية المطاف تم الإفراج عن الكتاب وتبرئة المتهمين بالترويج للإباحية - وهذه التهمة تبدو اليوم مضحكة لو قارنا بعض المشاهد الإيروتيكية لرواية "سانين" مع ما تصدر اليوم في الشرق والغرب من روايات جنسية فاضحة -  وتجدر الإشارة إلى أن الكاتب المصري الراحل إبراهيم عبدالقادر المازني قد ترجم رواية "سانين" إلى العربية نقلا عن الإنجليزية ونشرها تحت عنوان "سانين أوابن الطبيعة" عام 1922، ولكن البعض اتهم المازني بالإنتحال، وأنه كتب رواية "ابراهيم الكاتب" تقليدا لرواية "سانين"، حيث تجد صدى آراء "سانين" واضحة في "إبراهيم الكاتب". وهذه مسألة تستحق وقفة طويلة، لسنا بصددها الآن .
كانت رواية "سانين" تعبيرا عن آراء الكاتب وتجسيدا لشخصيته تجسيدا فنيا رفيعا. ويبدو أن "سانين" - وهو لقب البطل الرئيسي للرواية - قد حجب أرتسيباشيف، وكأن أرتسيباشيف ليس هو الذي كتب سانين، بل إن سانين هو الذي كتب أرتسيباشيف وخلقه على صورته ومثاله .
الفكرة الرئيسية للرواية هي أن كل إنسان بحاجة إلى تلبية احتياجاته ورغباته الطبيعية. ولا يمل بطل الرواية فلاديمير سانين من تكرار القول: "إن الرغبة هي كل شيء، والإنسان يموت عندما تموت الرغبة في أعماقه. ومن يقتل رغباته إنما يقتل نفسه". يثمن سانين الشخصية الإنسانية حسب قدرتها على تنمية الفرح والمتعة، ويرى أن من لا يعرف كيف يستمتع بالحياة، ويسعد الآخرين لا قيمة له".
أنصار الكاتب قالوا إن "سانين" هو "بطل زمانه" حيث وجدوا فيه ملامح الفكر الحي وصدق تصوير الحياة، وأسسوا جمعيات حملت اسم "السانينيون".

عبّرت الرواية بقوة عما نضج في المجتمع الروسي في أوائل القرن العشرين من احتجاج على جميع أنواع القيود الأخلاقية والسياسية، وعلى المعتقدات والأغلال التي كانت تحد من حرية الإنسان. ووجهت ضربة مؤثرة إلى المعايير التقليدية لتقييم الشخصية الإنسانية،  وإلى الذين أعطوا الحق لأنفسهم في إصدار أحكام قطعية حول الخير والشر، وعما هو رفيع أو وضيع، وإلى الأحكام المسبقة للنفاق الاجتماعي التي فرضت على الكتّاب والمفكرين على مدى قرون عديدة، ما يجوز وما لا يجوز إظهاره من خبايا النفس البشرية. وكانت تلك الأحكام تتجاهل حقيقة أن الإنسان ليس تجسيدا لما هو مقدس ونقي وسام فقط، بل إنه في الوقت نفسه يحمل في أعماقه الشر والخطيئة، حيث تتعايش الروح السامية مع الرغبات الجسدية .
ثم كتب أرتسيباشيف عدة روايات قصيرة لعل أهمها: "بقعة دم" و"الموجة البشرية" و"العامل شيفروف" حيث يصوّر فيها الناس البسطاء الروس خلال التغيرات الاجتماعية والسياسية في البلاد .
وتناول الكاتب في أعماله اللاحقة موضوعا ساخنا في المجتمع الروسي، له صلة بسيرته الذاتية. وهو موضوع الانتحار. وكان أهم هذه الأعمال، رواية بعنوان "عند الخط الأخير" (1912)، التي تعكس اليأس والإحباط وخيبة أمل الناس في الشعارات الثورية، وتعطشهم للسلام، والتنوير الروحي، عقب الأحداث الدموية التي رافقت الثورة الروسية الأولى عام 1905 . 
أما رواية "امرأة واقفة في الوسط" فقد أثارت أيضا جدلاً حامياً بين القراء عموما والنقّاد والكتّاب على وجه الخصوص. كانت الآراء كالعادة متباينة وأحياناً متناقضة. قال البعض إنها رواية تفضح المرأة، وقال آخرون إنها عن دناءة الرجال وبؤسهم الروحي، وملحمة محزنة عن ضعف النساء. وانهيار الأفكار الرومانسية النبيلة عن الحب .
موضوع المرأة لم يقتصر على هذه الرواية، بل عالجه الكاتب في العديد من رواياته وقصصه القصيرة، لعل أهمها "السعادة" و"المنتقم" و"قصة حب امرأة صغيرة" و"الغيرة ".
أثبت أرتسيباشيف في هذه الأعمال جدارته العالية ككاتب رفيع المستوى. وقال بعض النقاد إن أرتسيباشيف هو "مونيه" الأدب الروسي. ومونيه كما نعلم هو رائد المدرسة الانطباعية في الرسم. ثمة في أعمال أرتسيباشيف: الضؤ والهواء، والورود والزهور، ونضارة الألوان، والشمس الساطعة، خالقة الحياة، الشمس التي تحوّل الطبيعة إلى عالم من الألوان .
أرتسيباشيف كاتبا مسرحيا وسينمائيا
كتب أرتسيباشيف العديد من المسرحيات وسيناريوهات الأفلام السينمائية. وقد حققت المسرحية الأولى التي كتبها عام 1913 وهي "الغيرة" نجاحا هائلا، وفي العام التالي تم إنتاج فيلم سينمائي مستوحى من هذه المسرحية. وتوالت مسرحياته "الحرب" (1914)،  "قانون الوحشية" (1915) و"الأعداء" (1916). و"الشيطان" (1925)، التي يشجب فيها سفك الدماء. وكتب سيناريو فيلم "الروح" الذي شهد إقبالا واسعا، إلا أن الرقابة سرعان ما منعت الاستمرار في عرضه. ومن سيناريوهات الأفلام التي كتبها أرتسيباشيف: "يوميات الإغواء"، و"عار الفجور"، و"المنتقم"، و"الخط الأخير ".

الأوساط الأدبية الروسية تلقت خبر وفاة الكاتب بحزن بالغ، وحتى الكتاّب الذين كانوا ينتقدون أرتسيباشيف قبل الثورة، عبروا عن حزنهم العميق لرحيله، وفي مقدمتهم مكسيم غوركي، وأشادوا به ككاتب كبير وموهوب

أرتسيباشيف والبلاشفة
ما كان مقبولاً ورائجا من أعمال أرتسيباشيف في العهد القيصري، لم يعد كذلك بعد ثورة أكتوبر1917. فقد بدأت الأفكار الفلسفية لأعماله الأدبية تتناقض مع الخط الأيديولوجي والسياسي للبلاشفة، الذين اتهموا الكاتب ببث روح التشاؤم والانحطاط في الأدب. ووصفوا أعماله بأنها غير أخلاقية، وأن أفكار المؤلف تسبب أضراراً اجتماعية لا يمكن إصلاحها.
عارض أرتسيباشيف النظام البلشفي. ولم يقبل التكيّف مع الوضع السياسي والاجتماعي الجديد، ورفض أن يكتب ما لا يشكل خطرا عليه. وسرعان ما تم حظر مؤلفاته داخل روسيا، كالعديد من الكتاب المعروفين الذين رفضوا الخصوع لإملاءات البلاشفة. وبعد ست سنوات من حظر أعماله وتضييق الخناق عليه، اضطر إلى الهجرة إلى بولندا وطن والدته. وكان معروفا على نطاق واسع لدى الجمهور البولندي من خلال أعماله الروائية والمسرحية المترجمة إلى البولندية، وأصبح شخصية معروفة في الأوساط الثقافية البولندية، وفي المجتمع المخملي في وارشو. وأصدر أرتسيباشيف فور استقراره في وارشو - بالتعاون مع كتّاب روس مهاجرين آخرين - صحيفة "من أجل الحرية". وكانت لسلسلة مقالاته المناهضة للنظام البلشفي صداها الكبير لدى المهاجرين الروس في بولندا وفي البلدان الاوروبية عموما.
 توفى أرتسيباشيف في الثالث من مارس/آذار عام 1927 بمرض السل المزمن الذي أصيب به منذ فترة طويلة. ولما كان الكاتب محظوراً في الاتحاد السوفيتي، فقد نشرت مجلة "اغنيوك" -  وكانت أوسع المجلات السوفيتية انتشاراً - خبر وفاته على النحو التالي: "مات في المهجر ميخائيل بتروفيتش أرتسيباشيف. ومن غير المرجح أن يحزن أي قاريء روسي لوفاة هذا الكاتب الروسي االمعروف في زمن ما". 
ولكن الحقيقة هي أن الأوساط الأدبية الروسية تلقت خبر وفاة الكاتب بحزن بالغ، وحتى الكتاّب الذين كانوا ينتقدون أرتسيباشيف قبل الثورة، عبروا عن حزنهم العميق لرحيله، وفي مقدمتهم مكسيم غوركي، وأشادوا به ككاتب كبير وموهوب. ورغم الأجواء القمعية السائدة في البلاد، اقام عدد من الأدباء الروس المعروفين حفلا تأبينيا للكاتب الراحل. وأصدرت إحدى دور النشر الخاصة مختارات من أعماله الروائية والقصصية في ثلاثة مجلدات .
أرتسيباشيف كاتب اجتاز امتحان الزمن. وهو يحتل اليوم مكانة رفيعة بين كتاب العصر الفضي في الأدب الروسي .