
أفارقة غير نظاميين يغادرون تونس هربا من اعتداءات
كوناكري - بدا عدد من المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء عير النظاميين مغادرة تونس وسط حديث عن تصاعد الهجمات ضدّهم منذ التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس قيس سعيّد بشان مؤامرة التوطين في حين يرى مراقبون في المقابل ان هنالك تضخيم لهذا الأمر وان الاعتداءات ضد الأفارقة فردية وغير ممنهجة.
واستقبل رئيس المجلس العسكري الحاكم في غينيا الكولونيل مامادي دومبويا الأربعاء على أرض المطار في كوناكري حوالي خمسين من مواطنيه لدى عودتهم من تونس على متن طائرة استأجرتها الحكومة لإجلائهم من البلد العربي.
وهذه أول رحلة تنظّمها الحكومة الغينية لإجلاء مواطنيها من تونس منذ خطاب ألقاه سعيّد قبل أسبوع ودعا فيه إلى اتّخاذ "إجراءات عاجلة" ضدّ المهاجرين الأفارقة المقيمين بصورة غير نظامية في بلده.
وقال سعيّد إنّ وجود هؤلاء المهاجرين غير النظاميين في تونس هو مصدر "عنف وجرائم" وجزء من "ترتيب إجرامي" يهدف إلى "تغيير التركيبة الديمغرافية لتونس".
وما أن حطّت الطائرة في مطار كوناكري حتى ترجّل منه العائدون وفي مقدّمهم نساء يحملن أطفالهن الرضّع.
ومن بين هؤلاء الأمهات الثلاثينية مارييتو ديالو التي قالت ورضيعها على ذراعها "كنت قد ذهبت من أجل الولادة حين بدأت هذه المشكلة. في المستشفى (في تونس) لمسنا مشاعر الكراهية والرفض ضدّنا".
ويعاني النظام الصحّي في غينيا من مشاكل عديدة من جرّاء سنوات من سوء الإدارة من جانب السلطات المتعاقبة. بالمقابل، تُعتبر تونس وجهة للكثير من الأجانب الذين يسعون للحصول على رعاية طبية جيّدة.
الخوف من هجمات

ورغم انه لا يوجد تقارير تتحدث عن ارتفاع معدل الهجمات ضد الأفارقة جنوب الصحراء لكن هذا لا يمنع من وجود مخاوف من اعتداءات لبعض الشبان في مقابل تاكيد الرئيس التونسي على ضرورة حماية الأفارقة من العنف في محاولة لتطمينهم.
وأضافت الأم الشابة أنّ مرافقتها في رحلة الاستشفاء هذه "أتت على عجل لاصطحابي حتى قبل انتهاء إقامتي في المستشفى. على طول الطريق، نجونا من هجومين ورضيعي بين يديّ". كان الأمر مروّعاً وخطراً".
بدوره قال الأربعيني ألغاسيمو سانغاري إنّه كان في صفاقس (وسط شرق تونس) وأراد "عبور (البحر) للذهاب إلى إيطاليا، لكنّ الشعور المناهض للسود دفعني للذهاب إلى تونس العاصمة".
وأوضح أنّه توجّه من صفاقس إلى تونس على متن سيارة برفقة سيّدتين تونسيتين.
وأضاف "في الطريق، كدت أن أُقتل عند حاجز أقامه شبّان متفلّتون. هاتان التونسيتان هما من أنقذتا حياتي لأنّهما صاحتا بوجههم".
في المقابل ظهر عدد من الأفارقة النظاميين في تونس في فيديوهات عبر يوتيوب يؤكدون بان هنالك حملة على تونس وان الاعتداءات ليست واسعة بل هي فردية.
وانتقد هؤلاء الأفارقة بعض الانتهاكات والتجاوزات التي يمارسها ابناء وطنهم غير النظاميين والتي أثارت حالة من الاستياء في تونس.
من جهته قال وزير الخارجية الغيني موريساندان كوياتي إنّ الطائرة التي استأجرتها حكومته والتي ذهب على متنها إلى تونس لاصطحاب مواطنيه الراغبين بالمغادرة أعادت 49 غينياً إلى بلدهم.
وأضاف أنّ الحكومة ستقيم جسراً جوياً بين كوناكري وتونس لإعادة كل من يرغب بمغادرة تونس.
وبحسب مسؤول في الشرطة فإنّ من بين العائدين "أطفالاً دون العاشرة من العمر ورضّعاً".
وكانت الرئاسة الغينية قالت في بيان إنّ الوزير كوياتي أُرسل إلى تونس على متن طائرة استأجرها المجلس العسكري الحاكم "للذهاب على وجه السرعة لمساعدة الغينيين".
بدورها، أعلنت ساحل العاج الأربعاء أنّها بدأت "عمليات إعادة إلى الوطن" من تونس لنحو 500 مواطن.
وقال المتحدث باسم الحكومة العاجية أمادو كوليبالي عقب اجتماع لمجلس الوزراء إنّ "الأمر الأكثر إلحاحاً هو إنقاذ الأرواح ومنع وقوع إصابات"، مشيراً إلى أنّ رحلات العودة هذه يمكن أن تتمّ في غضون 24 إلى 72 ساعة.