أكبر مكتبة عائمة أم أكبر بوك ستور عائم؟

سفينة 'لوغوس هوب' لا هي تحتوي على 50 ألف كتاب ولا كتبها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مخالفتها التصور الذهني عن كلمة مكتبة وما يفترضه من اتاحة الجلوس لقراءة بعض الكتب والاطلاع عليها.
جولة لا تتجاوز نصف ساعة على متن لوغوس هوب
زحام شديد للدخول وخيبة أمل في الخروج
ترويج واسع لسفينة محدودة

زحام شديد على شباك التذاكر، طوابير طويلة ليس لها آخر، كل ذلك لمشاهدة أكبر مكتبة عائمة في العالم "لوغوس هوب" والتي تزور مدينة بورسعيد في الفترة من 5 يناير/كانون الثاني حتى 23 من نفس الشهر؛ وسبب هذا الزحام بلا شك هو الدعاية الكبيرة التي سبقت وصول السفينة، فقد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أخبارا عديدة عنها، منها، أنها قادمة من ميناء بيروت، مواعيد استقبال الزوار، محتويات المكتبة حسب ما أعلن عبارة عن 50 ألف كتابا في مختلف المجالات، ويبلغ عدد المتطوعين بها 400 متطوع من 60 جنسية، ومع كل تلك الدعاية، كان لابد من شد الرحال إليها لأكتشف أنه هناك العديد من الرحلات من كافة محافظات الجمهورية إليها، ليشهد أول يومين فقط من وصولها حضور10 آلاف و468 زائر.

وعند وصولي إلى بورسعيد وبعد جولة ببعض الأماكن والمزارات المميزة بها، وصلت إلى موقع السفينة، لتكون أولى المفاجآت هي الزحام الشديد والذي أوحى لي أنني لن أتمكن من دخولها في نفس اليوم مطلقا، ولكن شاء الله أن نتمكن من الحصول على التذكرة سريعا، لنصطدم ببعض التعليمات ومنها، ممنوع التصوير على الرصيف، ممنوع التصوير خارج السفينة، الأمر الذي لم يلتزم به بعض الناس لعدم منطقية تلك التعليمات.

وحين صعدت إلى السفينة، اتجهنا أولا إلى مكان الاستقبال وهو على شكل مركب به صفوف للجلوس، وبالقاعة شاشة كبيرة، لتبدأ إحدى المتطوعات بشرح بعض الإرشادات العامة أثناء الجولة، وهي أساسية لا يمكن تجاوزها، وهي كالتالي:

  • أسعار الكتب بالوحدات، وكل 100 وحدة = 60 جنيها. (2.17 دولار أميركي)
  • الجولة في اتجاه واحد، بمعنى أن التحرك للأمام، حتى نهاية الجولة، ومن ثم النزول من السفينة.
  • إذا اشتريت حقيبة قماش ب 300 جنيه (نحو 11 دولار)، تحصل على كتابين مجانا أيا كان سعرهما.
  • الدفع من خلال فيزا، كريديت، ولا يقبل التعامل بالكارت الديبت.
  • اكتشفنا لاحقا عند الكاشير أنه مسموح أيضا بالتعامل بالكاش.
لوغوس هوب
ازدحام شديد

بدأت الجولة بركن الأطفال، وفيه كتب مقسمة حسب الفئة العمرية، كلها كتب عن الدين المسيحي، وعن السيد المسيح عليه السلام، وهكذا لكافة الأعمار المختلفة، ولذلك فإن الأسر المسيحية ستستمتع للغاية بشراء كتب مصورة ممتعة لأولادهم، وكتب دينية متنوعة بأسعار معقولة بالنسبة لمستوى الكتب العالي، خاصة وكلها أصلية، ثم وصلت إلى ركن فيه كتب أوحت لي في البداية أنها كتب عن الدين الإسلامي لشدة تشابه أغلفتها بينها وبين كتب التفسير والحديث والعلوم الشرعية، حتى عناوينها توحي بذلك، ومن ضمن تلك الكتب، كتابا حمل عنوان "الكتاب الشريف"، وكتاب آخر حمل عنوان "قراءة صوفية لإنجيل برنابا".

كانت هناك كذلك كتب عديدة في مجالات مختلفة منها علم الأحياء والفلسفة والطبخ وغيرها، استفاد بعض الزوار من عرض كتابين مجانا مع شنطة سعرها 300 جنيه، خاصة وسعر الموسوعة الواحدة أو الكتاب الواحد أغلى من سعر الشنطة.

ولكن مَثَّل مشكلة بالنسبة للكثيرين في زيارة السفينة، ما أثير عن أنها سفينة تبشيرية،أو أن الدعاية كانت قوية لدرجة نجحت في تحميس الناس للتجربة، وتوقعهم أنها ستكون تجربة واسعة؛ بسبب التسويق الجيد، ليفاجئوا أنها تجربة محدودة.

وبعد تمام الجولة السريعة جدا، أحدثكم عن خيبة التوقعات،  فلا هي تحتوي على 50 ألف كتاب، ولا كتبها في شتى المجالات، ولا هي مكتبة بل مجرد معرض لبيع الكتب، بالإضافة إلى التصور الذهني لدى الزائر عن كلمة مكتبة، فيتوقع من يقوم بزيارتها أنه سيتمكن من الجلوس لقراءة بعض الكتب والاطلاع عليها، وهذا ما لم يطابق الواقع الذي عايناه في جولة قصيرة لا تتجاوز النصف ساعة.

كما هناك ركن به قصة مصورة في قاعة تسمى "رحلة الحياة" وهي عبارة عن قصة شخص ضل في الحياة ولكنه في نهايتها يهتدي بالسيد المسيح عليه السلام.

كما يمكنكم من خلال الرابط التالي زيارة موقع السفينة نفسه وعمل جولة على السفينة كلها وأنت في مكانك.

جدير بالذكر أن السفينة حين تزور موقعها الرسمي لقراءة النبذة عنها والتعرف عليها فإن تلك السطور ملخص لما ستجده في تلك النبذة، بدأت السفن خدمتها العابرة للمحيطات في عام 1970، ومنذ ذلك الحين، زارت السفن أكثر من 480 ميناءً مختلفًا في أكثر من 150 دولة وإقليمًا، واستقبلت أكثر من 49 مليون زائر على متنها، تزور سفن "لوغوس هوب" كل ميناء لعدة أسابيع، يعيش ويعمل طاقم دولي من المتطوعين من حوالي 60 دولة مختلفة ويعملون على متن السفن، ويكرسون عامًا أو أكثر من حياتهم للخدمة على متن السفن. يروج ركاب السفينة لمحو الأمية والتعليم، والتعاون بين الثقافات، والوعي الاجتماعي، ويعكسون تعاطف الله مع العالم في الموانئ والبلدان التي يزورونها. تذهب فرق السفن إلى المناطق المحيطة لتقديم المساعدة والرعاية المجتمعية، والشراكة مع مجموعات المجتمع المحلي لجلب الأمل للناس، مهما كانت ظروفهم أو ثقافتهم أو خلفيتهم.