أمجد توفيق: الكتابة في العراق ليست مصدرا للعيش

الروائي والإعلامي العراقي يشير إلى أن الكاتب في الغرب يمكن أن يجني ملايين الدولارات من كتبه ورواياته.
أغلب الأعمال الروائية والأدبية الكبرى كانت تصدر من مصر

أكد الكاتب والروائي أمجد توفيق أن كتابة الروايات وعموم الكتابة الأدبية في العراق ليست لأغراض تجارية أو ربحية، كما يجري في دول الغرب، وأن الإقبال على القراءة للأعمال الأدبية والإبداعية ومنها الروايات في دول الغرب، هي أكثر بكثير مما هو عليه الحال في العراق وفي الدول العربية بشكل عام.

وأشار الكاتب والروائي والإعلامي أمجد توفيق في حوار مع برنامج "الجمهورية الثقافية" من قناة جامعة الفراهيدي إلى أن الكاتب في الغرب يمكن أن يجني الملايين من الدولارات عن إنتاجه الإبداعي من الكتب والروايات التي يصدرها، لكون الكتاب في الغرب لديهم جمهور بالملايين وقراء ومكاتب ودور نشر ومكاتب ترجمة تطبع الأعمال الأدبية بآلاف لكثير من اللغات العالمية، وتقدمها للقراء، وهي تقدم النتاجات الثقافية الإبداعية، فيمن تجد أنه يدر عليها ربحا وفيرا، في حين ليس بمقدور أي مثقف أو كاتب عراقي أو عربي أن يحصل على مصدر عيشه من إنتاجه الأدبي أو الثقافي، ولهذا فإنه يبحث عن أية مهنة أو عمل آخر ليكون بمقدوره توفير مستوى عيش يليق به.

وأوضح أن الساحة الإعلامية والثقافية تعج بعشرات الآلاف من الصحفيين والإعلاميين والأدباء، لكن من مجموع خمسة وعشرين ألف إعلامي من وجهة نظري لا يستحق أكثر من عشرة آلاف هذا الرقم أن يبقى في نقابة الصحفيين العراقيين، أو أقل من هذا الرقم في اتحاد الأدباء، الذي يضم هو الآخر آلاف الأسماء، دون أن يكون لهم حضور إبداعي، ضمن ساحتهم الأدبية.

وبشأن الرواية واتساع نطاق كتابها هذه الأيام، أشار الكاتب والروائي أمجد توفيق إلى أن البعض يلجأ إلى الكتابة، أما حبا بالظهور، أو بحثا عن مجد ما، لكن ما هو متعارف عليه هو أن الكاتب يجب أن يجيد مهنة اللغة، ويلم بأساليبها وفنونها وأسرار صنعتها، مثلما ينبغي على النجار أو الحداد الإلمام بمهنتيهما، وهكذا بالنسبة للصحفي والأديب والكاتب، فمن لم يكن له تجارب فنية ناجحة وقادرة على الارتفاع بالوعي وبالمجتمع فإنه يبقى محصورا في زوايا خاصة، ليس بمقدوره أن يسبح في عالمها، لأنه لا يجيد السباحة في الأنهار العميقة، التي تتطلب مرانا وخبرات لمن يعوم ضمن مياهها.

وأشار إلى أن أغلب الأعمال الروائية والأدبية الكبرى التي ظهرت في الخمسينات والستينات والسبعينات كانت تصدر من مصر، من أمثال نتاجات الأدباء الكبار نجيب محفوظ، طه حسين، إحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس. ومن روائيين مصريين معاصرين مثل يوسف القعيد، نوال السعداوي وآخرين كثيرين، وبرغم أن الساحة الأدبية العراقية كان فيها أسماء لامعة، لكنها لم تكن بمستوى ما ظهر عليه كتاب مصر ومبدعيها في الخمسينات والستينات والسبعينات، ومع هذا تطور الأدب العراقي، ونما الإبداع، وصدرت كثير من الأعمال الروائية، التي يمكن أن توصف بالأعمال الإبداعية والمتميزة، لكنه ليس كل نتاجاتها هي هكذا، فالبعض منها، أو الغالب منها، لم يجد حضورا يكفي، ربما لأن أسلوب كتابتها لم يرتق إلى مستوى اللغة ولا إلى المفهوم السردي الذي ينبغي أن يلم الكاتب بأسسه ومبادئه ومضامينه الأدبية.

وتحدث الأديب أمجد توفيق عن تجربته الشخصية في بداية الحوار، مشيرا إلى أنه ولد في عائلة كلها تعشق الكتاب والقراءة، وأن جده هو صاحب أكبر مكتبة في نينوى تم إهداؤها لإحدى دور الكتب، كما أن شقيقه أرشد هو شاعر وكاتب روائي وأديب معروف، ولبعض أشقائه الآخرين مثل تلك الرغبة في القراءة والإبداع الثقافي، ومن خلال تلك البيئة ولدت تجربته الشخصية الغنية بأسرار اللغة العربية وبلاغتها ومضامينها الإبداعية، فاطلع على كثير من الأعمال الأدبية التي نهل منها ما يشجعه على أن يكون كاتبا له شأن في عالم الكتابة، بعد أن قدم قصصا وروايات كثيرة حظيت بتقدير الكثير من الكتاب والمثقفين ومن لديهم إلمام واسع بالنقد الأدبي، وكتب عنها الكثير من المقالات وأقيمت عنها ندوات فكرية، أغنت التجربة ووضعتها في المكان الذي يليق بها، وهو كما قال، وهي تشكل مصدر فخري واعتزازي، أن أنال تلك المراتب من التقييم المميز من كتاب ومحترفين على مستوى عال من الحرفية والإتقان، وكنت أعد تلك التقييمات وسام شرف يرفع من مقامي في عالم الأدب، وهم من تحدثوا عن تلك المكانة من خلال كتاباتهم وكتبهم التي أصدروها عن أعمالي الروائية والأدبية وحضوري الإعلامي على أكثر من صعيد.