أموات يعودون إلى الحياة

الموسيقار محمد عبدالوهاب أصيب – وهو في الثانية من عمره – بمرض شديد – فذهبوا به إلى أحد الأطباء. ففحصه وقال في أسى: للأسف الشديد ابنكم مات.
سمعوا أصوات الاستغاثة، فأسرع الرجل بهدم المقبرة وساعدوا المرأة على الخروج 
الطبيبة ظنتها قد جنت، كيف سيعيدون ابنتها الميتة إليها؟! وأسرعت الممرضات ليمسكنها

أصيب الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب – وهو في الثانية من عمره – بمرض شديد – فضمته أمه لصدرها وهي تلفه خوفا عليه، واستخدمت معه كل العلاجات الشعبية دون جدوى. ثم ذهبوا به في يوم الخميس إلى أحد الأطباء. ففحصه وقال في أسى:
-  للأسف الشديد ابنكم مات.
فأسرعت الأم بضمه لصدرها باكية وجزعة عليه. 
وأكمل الطبيب:
-  ونصيحتي لكم أن تسرعوا باستخراج شهادة الوفاة الآن. لأن الغد جمعة ومكاتب الصحة مغلقة – ولا يمكن أن تبقى جثتة ليومين دون دفن.
ازداد بكاء الأم وأسى الأب، فقال الطبيب:
-  وإكرام الميت دفنه.
وبالفعل، أسرعت الأسرة باستخراج شهادة الوفاة له، واصطحبوا "المغسل" معهم، فخلعوا ملابسه، ودفع المياه الباردة على جسد الطفل الصغير، ففوجئ بالطفل يرتعش، ويرتجف ويتحرك، فصاح الرجل كالمجنون:
-  الحقوا الولد حي، الولد يتحرك. 
وأسرعت الأسرة نحو الحجرة، وعاد محمد عبدالوهاب للحياة، وعاش لأكثر من تسعين عاما، وأعطى للحياة ما لم يعطها غيره.
**
وقد أحس الشاب المصري حمدي حافظ بتعب في صدره، وعدم القدرة على الوقوف، وارتمى على الأرض فاقدا النطق، فنقلوه بإسعاف الشركة التي يعمل بها إلى المستشفي، ففحصه الطبيب ثم مطّ شفتيه قائلا:
-  البقية في حياتكم.
وغطى وجهه.
فأسرع بعض زملائه في العمل إلى أهله بقرية "نجع السمان" – جنوب الأقصر - وأبلغوهم بالخبر، وانطلقت الصرخات من بيته، وولولت النساء حزناً عليه. 

خرج الزوجان في طريقهما إلى المشرحة، ودلهما العامل لمكان جثتها، ورفع زوجها غطاء النعش، فسمعت الأم صوت بكاء ابنتها، فأسرعت بحملها وضمها لصدرها

أسرعوا إلى المستشفى، فسمح لهم الطبيب باستلامه، ونقلوه إلى البيت، وتم تغسيله، واستعدوا لدفن جثمانه.
وجاءت طبيبة الصحة إلى البيت وطلبت فحص الجثة، فوضعت يدها على وجهه فأحست بسخونة، ففحصته بعناية قائلة:
-    مين إللى قالكم إنه مات؟!
وما أن سمعت أمه بذلك حتى أغمى عليها من الفرحة، فأسرعت الطبيبة فأفاقتها، ثم أفاقت حمدي حافظ، وجلست بينهم سعيدة تشاركهم الاحتفال .
**
في منطقة ورغة بمحافظة سيدي بوزيد بتونس، وقعت امرأة متزوجة ولها أبناء؛ مغشيا عليها، وطالت فترة الإغماء، فظن أهلها أنها ماتت، فتم شراء الكفن، وتقبل العزاء. وتم دفنها في المقبرة. لكن امرأة أخرى تملك حمارين، ففكتهما من مربضهما لتنقلهما إلى مكان آخر، فهربا منها واتجها ناحية المدافن، فأسرعت خلفهما تناديهما. فسمعت صوتا آتيا من مقبرة، فشعرت بالخوف وأسرعت نحو الحمارين، لكنهما هربا منها ثانية وعادا ناحية نفس المقبرة. فاضطرت – رغم الخوف – أن تذهب للإمساك بهما، فسمعت الصوت أكثر حدة، تعرف هي أن هذه المقبرة دفنت فيها جارتها التي ماتت في الصباح، فصرخت ونادت الرجال وأبلغتهم بما سمعت، فأسرعت القرية معها إلى المدافن، وسمعوا أصوات الاستغاثة، فأسرع الرجل بهدم المقبرة وساعدوا المرأة على الخروج .
**
أفاقت أناليا بوتر - الأم الأرجنتينية - من غيبوبتها في مستشفى تشكوكو في شمال شرق البلاد، وصاحت:
 -  أين ابنتي؟
فقالت الطبيبة:
-  للأسف ولدتْ قبل أوانها وماتت.
فقامت الأم مذعورة صائحة:
-  وأين هي الآن؟
-  في مشرحة المستشفي.
أسرعت الأم ناحية الباب وهي تصرخ:
-  أريد ابنتي الآن.
ظنتها الطبيبة قد جنت، كيف سيعيدون ابنتها الميتة إليها؟! وأسرعت الممرضات ليمسكنها. وجاء زوجها، فأمسك بها وأعادها إلى سريرها مهدئا، لكنها حاولت الخروج مرة أخرى وقالت:
- ابنتي بخير، إنني واثقة من ذلك. 
أمسك الزوج يد زوجته وحدثها برفق:
-  لقد وجدوها ميتة، وهي في المشرحة الآن منذ اثنتى عشرة ساعة.
-  تعال معي لنراها.
-  في الصباح يا عزيزتي سنقوم بإجراءات الدفن.
فصاحت في تحدٍ:
-  ابنتي لم تمت وسنراها الآن.
وخرج الزوجان في طريقهما إلى المشرحة، ودلهما العامل لمكان جثتها، ورفع زوجها غطاء النعش، فسمعت الأم صوت بكاء ابنتها، فأسرعت بحملها وضمها لصدرها، وعادت بها إلى البيت هي وزوجها، وأعلن مدير المستشفى بأنه سيحاسب كل من تسبب في هذ الخطأ.